أغرب حكايات كأس العالم بلسان عربي

Soccer Football - 2018 FIFA World Cup Draw - State Kremlin Palace, Moscow, Russia - December 1, 2017 General view of the FIFA World Cup trophy during the draw REUTERS/Maxim Shemetov
تاريخ كأس العالم حافل بالقصص الطريفة على مدار 88 عاما (رويترز)

تعد كأس العالم لكرة القدم قصة شغف دون نهاية، بدأت فصولها عام 1930 وتتجدد حكاياتها كل أربع سنوات، وتتشابك جذورها مع قضايا مجتمعية ونزاعات سياسية.

ولم تبح الكأس بكل أسرارها بعد، فبعض القصص باتت معروفة للكثيرين مثل تعرض الكأس للسرقة قبل نسخة 1966 قبل أن يعثر عليها الكلب "بيكلز"، كما رفضت الهند المشاركة في بطولة 1950 لعدم السماح للاعبيها باللعب "حفاة الأقدام" كما اعتادوا، فيما خرج باولو روسي من السجن ليقود إيطاليا لتحقيق اللقب عام 1982.

وبعض القصص حملت طابعا إنسانيا مثل رفض يوهان كرويف -أسطورة هولندا– المشاركة في بطولة 1978، بعد تهديد حياته وحياة أسرته في برشلونة.

كما ألقت السياسة بظلالها على مواجهة الأرجنتين وإنجلترا الشهيرة عام 1986، عندما أبدع مارادونا في خضم النزاع السياسي على جزر فوكلاند، وتكرر الحال في مواجهة أميركا وإيران في نسخة 1998.

لكن الكثير من حكايات كأس العالم لم يخرج للنور بعد. فهل تعلم أن أحد اللاعبين شارك في كأس العالم ويده "مبتورة"؟ أو السبب وراء ارتداء إيطاليا القميص الأزرق وهولندا القميص البرتقالي رغم عدم وجود هذين اللونين في علمي البلدين؟

هذه نبذة مختصرة من نوادر اجتهد الكاتب والصحفي الأرجنتيني لوسيانو برنيكي تجميعها في كتاب يحمل اسم "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال"، تصدر المبيعات في عدة دول بأميركا الجنوبية، لتسليط الضوء على نحو أربعمئة قصة مثيرة وطريفة وقعت خلال البطولة الممتدة 88 عاما ولم تكن معروفة للجميع.

ورغم الشغف الهائل بكرة القدم في مصر والوطن العربي، فإن أدب الكتب الرياضية ليس رائجا في هذه المنطقة، لذا سعى الكاتب والمترجم المصري محمد الفولي لتغيير هذه الفكرة بترجمة كتاب برنيكي للعربية، وذلك ضمن عدة مشاريع لكتابة وترجمة كتب ذات طابع رياضي.

وجاء الاحتفال بصدور النسخة العربية من الكتاب في القاهرة بحضور برنيكي قبل نحو شهر من انطلاق كأس العالم في روسيا، ووسط أحداث استثنائية بعد عودة مصر للنهائيات بعد غياب 28 عاما وتأهل أربع دول عربية للبطولة لأول مرة.

وعن القصة وراء هذا الكتاب، قال برنيكي لرويترز "أعتبر نفسي كاتبا محظوظا للغاية. لم تكن لدي خبرة في الكتابة الرياضية، فقد عملت بالصحافة السياسية والاقتصادية طيلة 22 عاما. وفي 2008 اقترح أحد أصدقائي من الصحفيين أن أعد كتابا عن كأس العالم في جنوب أفريقيا، ومن هنا بدأت الفكرة بمحض الصدفة".

ويتضمن الكتاب أربعمئة قصة مختصرة، بعضها فاق الخيال في رياضة لن يتوقف الجدل فيها رغم التطور والتكنولوجيا وحكم الفيديو.

‪تصميم أغرب الحكايات في تاريخ المونديال‬ (الجزيرة)
‪تصميم أغرب الحكايات في تاريخ المونديال‬ (الجزيرة)

وقال برنيكي "استغرق تجميع المعلومات عاما ونصفا، وسافرت إلى روما ومونتفيديو لزيارة مكتبات والبحث عن مصادر، لأن تغطية النسخ الأولى من كأس العالم كانت شبه معدومة، وكانت هناك أزمة اقتصادية لذا شغلت الرياضة القليل من صفحات الجرائد، وكنت بحاجة إلى مصادر جيدة ومتنوعة".

وأضاف "كان هدفي صياغة القصة الرياضية بشكل أدبي جذاب وربما يرسم الابتسامة على وجه القارئ. هو كتاب رياضي في الأساس لكنه يمزج الثقافة بالسياسة، وتعكس القصص واقع كرة القدم وهي لعبة يمر فيها اللاعب بمواقف غريبة مثل أي شخص عادي".

وعن أبرز القصص التي أعجبته من الكتاب، قال "إحدى القصص تحكي عن لاعب أرجنتيني لكنه مثّل أورغواي في كأس العالم 1954 يدعى خوان أوبرج، ففي مباراة قبل النهائي كانت أورغواي متأخرة 2-0 أمام المجر، ونجح أوبرج في تسجيل هدفين ليدرك التعادل.. وبحسب الرواية أصيب أوبرج بنوبة قلبية بسبب الإفراط في الحماس والاحتفال، وقيل إنه مات إكلينيكيا في الملعب ولم يكن مسموحا آنذاك بتبديل اللاعبين.. وبعد إفاقته عبر التنفس الصناعي وتدليك القلب، عاد ليستأنف اللعب ووصف بأنه: الميت الذي سجل هدفا في كأس العالم".

من جانبه، قال المترجم محمد الفولي "جذبني الكتاب بشدة لأن كرة القدم تشكل جزءا مهما جدا في حياتنا، ولكن رغم هذا الشغف نفتقد لمصادر المعلومات الرياضية، وهذا الكتاب يحتوي على قصص مشوقة وغير معروفة للجميع".

وأضاف الفولي (31 عاما) "أعتقد أن كل قصص الكتاب كانت مشوقة بالنسبة لي، لكن أكثرها طرافة تلك التي تتحدث عن مدرب للبرازيل في إحدى نسخ كأس العالم، اضطر للتنكر في زي امرأة هربا من الجمهور الغاضب".

المصدر : وكالات