المنتخب الإيراني حائر بين الحماس والمشاكل بكأس آسيا

Members of Iran's national team (Back row L-R) Iran's goalkeeper Alireza Haqiqi, Iran's defender Amir Hossein Sadeqi, Iran's midfielder Andranik Teymourian, Iran's defender Pejman Montazeri, Iran's defender Jalal Hosseini and Iran's midfielder and captain Javad Nekounam (Front row L-R) Iran's defender Mehrdad Pooladi, Iran's midfielder Ehsan Hajsafi, Iran's forward Masoud Shojaei, Iran's forward Reza Ghoochannejhad and Iran's forward Ashkan Dejagah pose for the team photo prior to the Group F football match between Argentina and Iran at the Mineirao Stadium in Belo Horizonte during the 2014 FIFA World Cup in Brazil on June 21, 2014. AFP PHOTO / BEHROUZ MEHRI
جانب من تشكيلة منتخب إيران التي خاضت بطولة كأس العالم بالبرازيل (الفرنسية/غيتي)

ما أشبه الليلة بالبارحة.. هكذا يمكن وصف حال المنتخب الإيراني لكرة القدم، والمشاكل التي يعاني منها قبل مشاركته في بطولة كأس آسيا الـ16 التي تستضيفها أستراليا من التاسع إلى يوم 31 من يناير/كانون الثاني الحالي.

ورغم الحماس الشديد لدى الفريق ولاعبيه لاستعادة أمجاده الآسيوية الغائبة منذ عقود طويلة، وبالتحديد منذ فوزه باللقب القاري ثلاث مرات متتالية أعوام 1968 و1972 و1976، يعاني الفريق من المشاكل التي تحاصره بشكل شبه دائم قبل مشاركاته في البطولات الكبيرة.

وقبل مشاركته في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، عانى الفريق أيضا من التشتت بين الحماس التام والإحباط الشديد، وساهم هذا في عدم عبوره للدور الثاني (الـ16) للبطولة بعدما خاض الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة السادسة التي ضمت معه منتخبات الأرجنتين والبوسنة ونيجيريا.

أشكان ديجاغه من اللاعبين المعول عليهم بكأس آسيا (غيتي)
أشكان ديجاغه من اللاعبين المعول عليهم بكأس آسيا (غيتي)

خلافات داخلية
وبعد شهور من خروجه صفر اليدين من مونديال البرازيل، سافر الفريق  لمدينة سيدني الأسترالية الأربعاء الماضي في خضم موجة جديدة من المشاكل بسبب خلافات داخلية قد تلقي بظلالها على فرص الفريق في البطولة الآسيوية.

وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن المدرب المساعد للفريق علي كريمي رفض الانضمام للبعثة المتجهة إلى أستراليا، ولكنه لم يخبر مدرب الفريق، البرتغالي كارلوس كيروش، بقراره.

وأفادت التقارير بأنه بما أن كريمي كان مفروضا في الأساس على كيروش من قبل اتحاد الكرة الإيراني، فلم يجر المدرب البرتغالي أي مشاورات مع قائد المنتخب السابق حول خططه في أستراليا.

ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن كريمي (لاعب بايرن ميونيخ وشالكه الألمانيين) السابق قوله "لو لم يكن بإمكاني أن أقدم خدماتي، فعلى الأقل لن أخون المنتخب" ولكنه لم يدل بالمزيد من التفاصيل.

ويتصدر المنتخب الإيراني المنتخبات الآسيوية في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) كما يبرز الفريق دائما ضمن أقوى المرشحين للفوز بلقب البطولة، وهذه الترشيحات ليست بعيدة عن الفريق هذه المرة أيضا رغم المشاكل التي تحيط بالفريق.

مشكلة الاستعدادات
ومثلما كان الحال قبل خوض المونديال البرازيلي، مثلت استعدادات الفريق للبطولة مشكلة أيضا في ظل استمرار بعض العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامج طهران النووي المثير للجدل.

‪‬ كيروش لم يحصل على راتبه بشكل منتظم بسبب المشاكل المالية للمنتخب(الفرنسية/غيتي)
‪‬ كيروش لم يحصل على راتبه بشكل منتظم بسبب المشاكل المالية للمنتخب(الفرنسية/غيتي)

كما ضاعف من مشكلة الاستعدادات العقوبات الدولية المفروضة على هذا البلد -الغني بالنفط- مما تسبب في حرمان الاتحاد الإيراني لكرة القدم من الحصول على الدعم المالي المناسب لتمويل خطط الاستعداد التي وضعها كيروش المدير الفني السابق لريال مدريد الإسباني.

وقبل المونديال البرازيلي، اضطر الفريق إلى إلغاء معسكر له كان مقررا بجنوب أفريقيا، كما لم يحصل كيروش على راتبه بشكل منتظم مما جعله يتردد كثيرا بشأن تمديد عقده مع الفريق قبل أن يستقر على التمديد بعد المونديال البرازيلي.

ولكن الاستعدادات للبطولة الآسيوية ظلت قاصرة على عدد قليل للغاية من المباريات الودية التي لا تتناسب مع حجم المنافسة التي سيواجهها الفريق بالبطولة الآسيوية، ولاسيما أن القرعة أوقعته في المجموعة الثالثة الصعبة التي تضم معه ثلاثة منتخبات خليجية قوية هي البحرين والإمارات وقطر.

ومع الإعداد الهزيل للفريق، يعتمد كيروش كثيرا على الخبرة التي اكتسبها عدد من لاعبيه من تجربة احترافهم سواء في أندية أوروبية أو خليجية مثل المهاجمين أشكان ديغاغه نجم فولهام الإنجليزي سابقا والعربي القطري حاليا، ورضا جوشاني جهاد لاعب تشارلتون الإنجليزي سابقا والكويت الكويتي حاليا، وجلال حسيني (الأهلي القطري) وجواد نيكونام (أوساسونا الإسباني) ومسعود شجاعي (الشحانية القطري) وسردار أزمون (روبن كازان الروسي).

ومن خلال خبرة الكثير من هؤلاء اللاعبين وحماسهم، يستطيع المنتخب الإيراني التغلب على المشاكل التي يعاني منها ليقدم صورة جيدة تليق بتاريخه في البطولة الآسيوية.

المصدر : الألمانية