المصريون يتطلعون لـ"فرحة استثنائية" بنهائي أفريقيا

تترقب الجماهير المصرية المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا (كان 2017) التي ستقام مساء اليوم بين منتخب بلادهم ومنتخب الكاميرون في الغابون، وتحدوهم الأماني لأن تنال مصر الكأس وتجد متنفسا للفرح والبهجة في ظل أوضاع اقتصادية وسياسية صعبة جعلت الإحباط حالة طبيعية خلال الفترات الأخيرة.

وعلمت الجزيرة نت من مصدر مطلع بوزارة الشباب والرياضة، أن الوزارة أصدرت تعليماتها لجميع الأندية ومراكز الشباب في القاهرة والمدن الكبرى بتوفير شاشات عرض كبيرة لاستيعاب أكبر قدر ممكن من الراغبين في متابعة المباراة النهائية، كما تم تجهيز المركز الأولمبي في المعادي لاستقبال الجماهير في مدرجات ملعب الكرة.

وبحسب المصدر ذاته الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فقد قام وزير الشباب والرياضة بالاتفاق مع وزير الطيران المدني للسماح بتسيير ثلاث رحلات مباشرة لنقل أكثر من ستمئة مشجع مصري إلى الغابون قبل المباراة.

وفي هذا السياق، تتابع إعلان محافظين ومسؤولين في مصر عن أماكن وضع شاشات عرض لتوفير متابعة مجانية للمباراة في ظل نقل حصري لها، كما أعلنت مراكز شباب عن فتح أبوابها مجانا للعامة وليس لمنتسبيها فقط، فيما أعلنت روابط مشجعين ومجموعات شبابية عن فعاليات احتفالية قبل المباراة وبعدها في حال الفوز.

مشاركة برلمانيين
بدوره، قال وكيل لجنة الشباب والرياضة في البرلمان المصري محمود حسين -في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مصرية- إن عددا من النواب سيسافرون إلى الغابون لتشجيع منتخبهم المصري في نهائي كأس الأمم الأفريقية، موضحا أن ذلك سيكون بشكل منفرد وليس منظما.

وأوضح حسين أنه أطلق دعوة للسماح لروابط المشجعين بالسفر وحضور المباراة، بالإضافة إلى تشجيع النواب لأهالي دوائرهم على الحضور والسفر ودعوتهم للتواجد في الغابون.

وقال الشاب المصري أحمد سعودي (30 عاما) إنه "بالرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشارع المصري، فإن المواطنين متعطشين لأي سبب يسرب إليهم حالة فرح وابتهاج تنسيهم تلك الأوضاع وتعزز لديهم إمكانية مصر في النجاح ولو في مجال رياضي".

ولفت في حديثه للجزيرة نت إلى أنه "رصد توافقا كبيرا بين أغلب تيارات الشعب المصري الذي تزايدت حدة الخلافات السياسية فيه مؤخرا، على الوقوف خلف منتخب بلادهم وتمني فوزه لتعزيز ثقة المصريين بأنفسهم"، مشيرا إلى أن "التخوف الأبرز لدى البعض هو من استغلال النظام السياسي لهذه البهجة في حال الفوز".

جميع الأسرة
بينما لم يكترث إبراهيم مصطفى (48 عاما) بما قد يتم من استغلال للفوز في حال حدوثه، مشيرا إلى أنه "سيشارك جميع أفراد أسرته في متابعة المباراة بأحد الأندية المصرية، وفي احتفاليات الجماهير في حال الفوز".

وأضاف للجزيرة نت "هذا حدث رياضي وطني ولا أظن الشارع المصري ستنطلي عليه أي محاولات استغلال فجّة، فهو في حاجة فقط لفرحة تروح عنه ولو مؤقتا".

وفي هذا السياق، يرى الخبير في التشريعات الرياضية محمد عباس أن "وصول منتخب مصر لنهائي الأمم الأفريقية بعد غياب استمر منذ 2010، يعتبر إنجازا للكرة المصرية يأمل معه الجمهور في فوز هذا الجيل الجديد من اللاعبين بالبطولة".

وتابع في حديثه للجزيرة نت أن في "الفترة الماضية كانت جميع الفرق بعيدة عن أي إنجاز دولي، لذلك فإن هذه المباراة لها مذاق خاص لدى عموم الجمهور المصري، والكل يتطلع لهذا الفوز لما سيكون له من إدخال البسمة والفرحة على قلوب المصريين للخروج من ضغط الحياة".

وأقرّ عباس بأن الفوز في حال حدوثه "سيكون في صالح النظام السياسي كونه بطبيعة الحال من يقوم على رعاية هذا الإنجاز، وبالتالي فإنه سيسعى لاستغلاله لصالحه".