ميسي.. دواء برشلونة وداؤها

Soccer Football - Champions League Quarter Final Second Leg - AS Roma vs FC Barcelona - Stadio Olimpico, Rome, Italy - April 10, 2018 Barcelona's Lionel Messi in action with Roma's Alisson Becker REUTERS/Alessandro Bianchi
غابت لمسة ميسي فخرج برشلونة من دوري أبطال أوروبا (رويترز)

مصطفى بوضريسة

واجه نادي برشلونة الإسباني أمس الثلاثاء مصيرا طالما توقعه خبراء الكرة منذ انطلاق الموسم الحالي، وبات الخروج من ربع النهائي بدوري أبطال أوروبا أفدح ثمن يدفعه النادي الكتالوني للرهان المطلق على النجم ليونيل ميسي ولا أحد غيره.

وتلقى برشلونة هزيمة بثلاثية نظيفة أمام روما بملعب الأولمبيكو في العاصمة الإيطالية، ليغادر دوري الأبطال من بوابة ربع النهائي رغم فوزه ذهابا 4-1.

وكان النادي الكتالوني أقرب من غيره للدور نصف النهائي بعد نتيجته الكبيرة ذهابا، غير أن الأداء الباهت للنادي في مباراة الأمس لم يجد من يرقعه بهدف يقضي على آمال روما في العودة، وهي المهمة التي نجح فيها ميسي مرارا خلال هذا الموسم.

ويتصدر ميسي قائمة هدافي الدوري الإسباني برصيد 29 هدفا، كان عدد هام منها حاسما في تحقيق انتصارات لبرشلونة الذي يقترب من حسم لقب الليغا، وهو الذي يغرد منفردا في الصدارة برصيد 79 نقطة بعيدا عن أقرب ملاحقيه أتلتيكو مدريد بـ11 نقطة.

وغابت لمسة ميسي المنقذ عن مباراة الأمس رغم محاولاته المحتشمة على مرمى الحارس البرازيلي أليسون، ولكن هل يتحمل النجم الأرجنتيني مسؤولية ما جرى؟

لا، هي الإجابة الأكيدة، لأن ميسي القادم من خارج الكوكب وفق قناعة كثيرين ومهما بلغت قدراته لن يستطيع حمل عبء ناد بحجم برشلونة طوال الموسم وفي كل المباريات.

وهنا تتجه سهام النقد مباشرة إلى إدارة النادي أولا ثم مدرب الفريق أرنستو فالفيردي في مرتبة ثانية.

فإدارة النادي فشلت في وضع خطة لتجديد الفريق في المواسم الماضية تسمح بتعويض رحيل نجوم الفريق أو اعتزالهم أو تراجع أداء من تقدم منهم في السن.

ورغم أن أعراض تراجع القوة الضاربة بدأت منذ سنوات، وتحديدا منذ رحيل النجم تشافي هرنانديز في صيف 2015، فإن إدارة النادي الكتالوني لم تنجح في استقدام لاعبين قادرين على حمل المشعل من الجيل الذهبي الذي قاد برشلونة إلى اكتساح الكرة العالمية قبل سنوات قليلة.

وظهر فشل إدارة برشلونة جليا خلال هذا الموسم بداية من التفريط في خدمات نيمار، وصولا إلى الفشل في استثمار عائدات تحويل النجم البرازيلي إلى باريس سان جيرمان من أجل دعم صفوف الفريق بالشكل الملائم.

وهنا يأتي دور المدرب أرنستو فالفيردي الذي يتحمل مسؤولية الخيارات المثيرة للجدل لإدارة النادي الكتالوني في سوق الانتقالات، حيث لم يبد المدرب الإسباني اعتراضا على التسابق نحو إبرام صفقات ضخمة لا تستجيب لسلم أولويات احتياجات النادي.

ورغم قساوة الإقصاء المبكر من دوري الأبطال، سيكون بوسع البرشلونيين الاحتفال بالدوري المحلي وربما كأس الملك أيضا، غير أن تلك الاحتفالات لن تبدد المخاوف حول مستقبل النادي، ولن تبعد كابوسا قادما بعد سنوات عنوانه "برشلونة بلا ميسي".

المصدر : الجزيرة