"الليفر" وسان جيرمان.. كرة القدم عادلة أحيانا
أحمد السباعي
كان عشاق الساحرة المستديرة على موعد أمس الثلاثاء مع مباريات نارية من العيار الثقيل في بداية الموسم الجديد من دوري أبطال أوروبا، ولكن الأنظار كانت مشدودة نحو القمة التي جمعت ليفربول بضيفه باريس سان جيرمان.
فلم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يرى مباراة من طرف واحد ويشاهد طوفانا "أحمر" تحكّم بطول المباراة وعرضها، مع ضغط عال طوال التسعين دقيقة، وتنظيم وانضباط غير مسبوقين في تاريخ النادي العريق.
تبدأ المباراة فيحصل أبناء يورغن كلوب على أربع ركنيات في ثماني دقائق، ويُحاصَر الفريقُ الباريسي في منطقته لفترات طويلة دون أن يقوم بأي ردة فعل، حيث ظهر بلا حول ولا قوة رغم ضمه نخبة من أفضل اللاعبين في العالم، يتقدمهم ثلاثي "النار" نيمار وكافاني ومبابي.
وبعد إهدار عشرات الفرص وتألق الحارس الفرنسي ألفونسي أريولا، هز أصحاب الأرض الشباك في الدقيقة الثلاثين عبر دانييل ستوريدج.
بعد الهدف لم يشن فريق العاصمة الفرنسية أي هجمة أو يشكل خطورة، بل بالعكس بقي رفقاء محمد صلاح يهددون مرمى أريولا حتى جاءت الدقيقة 36 وسجل جيمس ميلنر الهدف الثاني لأصحاب أغنية "لن تمشي وحيدا".
واستمر الضغط الإنجليزي، وبعكس مجريات اللعب سجل البلجيكي مونييه هدف تقليص الفارق في الدقيقة 40 الذي جاء من حالة تسلل عند بداية لعب الكرة للمهاجم كافاني.
وبين الشوطين تحدث محللون عن مستوى الفريق الباريسي وبُعد مستواه عن مستوى الليفر، عازين ما قدمه إلى ضعف الدوري الفرنسي وعدم خوضه مباريات تنافسية ذات نسق عال في الدوري المحلي. وبينما تساءل المحللون عن قدرة ليفربول على الاستمرار بهذا النسق والضغط طيلة التسعين دقيقة، جاء الجواب من لاعبي "الليفر" حيث واصلوا السيطرة والتحكم في المباراة كل هذا وسط غياب تام لنجوم سان جيرمان وكأن نيمار ومبابي وكافاني معزولون في جزيرة لوحدهم.
وتفنن لاعبو الليفر في إضاعة الفرص وواصل خط الوسط في التحكم بسير المباراة، وبينما كانت جماهير ليفربول تتحضر للاحتفال بالفوز السادس على التوالي وهو إنجاز تحقق قبل ستينيات القرن الماضي، صعق مبابي ملعب الريدز وساد الصمت بين جنباته بتسجيله هدف التعادل في الدقيقة 83.
بعدها بدقيقتين اشترك السويسري شكوردان شاكيري مكان صلاح الذي تسبب في هدف التعادل ولم يقدم المستوى المأمول منه في المواعيد الكبيرة، وشن الفريق "الأحمر" هجمات متلاحقة لتسفر عن هدف الفوز في الوقت بدل الضائع من توقيع البديل المصاب روبرتو فرمينو.
وبهذا الهدف والفوز تخلص المدرب الألماني يورغن كلوب من إرث الريمونتادا والخسارة في الدقائق الأخيرة وانخفاض مستوى لاعبيه في الشوط الثاني.
وأكد ليفربول بهذا الفوز المستحق أن كرة القدم قد تكون عادلة "أحيانا"، لأن سان جيرمان بأدائه أمس لا يستحق حتى النقطة.