"أحباب النعمان".. أكاديمية كروية تستقبل أطفال الفقراء والنازحين

توفر الأكاديمية لطلابها كافة مستلزماتهم الرياضية بدون مقابل
الجزيرة نت-خاص

ربما ليست المدرسة الأولى لتعليم فنون كرة القدم للأطفال في العراق، لكنها أول من اتجه إلى الفئات الفقيرة منهم، لا سيما من النازحين، لاحتضانهم وتنمية مهاراتهم الكروية. هكذا يقول المشرفون على أكاديمية "أحباب النعمان" الكروية في منطقة الأعظمية ببغداد.

بدأت المدرسة نشاطها في 15 يونيو/حزيران الماضي، وهي تستقبل الأطفال الفقراء والنازحين مجانا، مقابل تعلمهم فنون الكرة حسب مناهج رياضية متطورة.

ويقول محمد طارق معاون مدير الأكاديمية للجزيرة نت إن الهدف من هذه المدرسة هو احتضان الشباب وتنمية مهاراتهم وحمايتهم من الانحرافات السلوكية، كما أنها توفر ملاذا آمنا لهم لممارسة هوايتهم المفضلة بعيدا عن الشوارع والأماكن غير المناسبة.

ويضيف طارق أن الأكاديمية أنشئت بدعم من أحد المحسنين الذي تكفل بكل مصاريفها، ولا تتلقى أي مساعدات من جهات حكومية أو خاصة.

وتوفر الأكاديمية الملابس والأحذية الرياضية والطعام لطلابها، كما أنها تمنح بعض المحتاجين منهم مبالغ مالية بانتظام كي تعينهم على صعوبات الحياة.

وينحدر معظم المنتسبين للأكاديمية من مناطق فقيرة، مثل الأعظمية ومناطق أخرى في بغداد، ومن الرمادي والفلوجة وكبيسة وغيرها من مدن العراق، بينهم 25 لاعبا يتم تدريبهم وفق منهج للمحترفين، وستون آخرون من الهواة، ويتم التدريب بشكل يومي أو بين يوم وآخر.

يحقق فريق الأكاديمية تقدما مستمرا عبر مشاركاته في البطولات المحلية (الجزيرة)
يحقق فريق الأكاديمية تقدما مستمرا عبر مشاركاته في البطولات المحلية (الجزيرة)

طاقم محترف
وتضم الأكاديمية بين طاقمها التدريبي أسماء معروفة في الساحة الكروية العراقية، من بينهم زيد واثق المدرب الأول، وهو لاعب الفريق العراقي للخماسي، وياسر حميد لاعب المنتخب الوطني الخماسي ومساعد مدرب منتخب الشباب، ووليد خالد لاعب عدد من الأندية العراقية ولاعب المنتخب الوطني الرديف.

وتقع الأكاديمية وسط منطقة شعبية في الأعظمية ببغداد، وتستقبل الراغبين في الانتماء لها دون شروط، وحققت عددا من الإنجازات المحلية عبر مشاركة فريقها في بطولات كروية مع الفرق الأخرى، وانتقل بعض لاعبيها إلى أندية للشباب والناشئين، بسبب مستواهم الجيد.

ويقول أحمد (13 عاما) وهو طفل نازح من الرمادي يلعب مدافعا في فريق الأكاديمية إنها وفرت له التدريب المجاني، وقدمت له ولأسرته العديد من المساعدات، مما سهل له الانتظام في التمرينات اليومية، وهو يقول إنه سيبقى في بغداد من أجل مواصلة مشواره الكروي في المستقبل.

أما حسين قاسم (16 عاما) الذي يعرفه زملاؤه بلقب "إيتو" فيقول إنهم يعانون من قلة الملاعب المجهزة في بغداد، مما يضطر الكثير من أقرانه لممارسة كرة القدم في الشوارع والأزقة، لكن الأكاديمية وفرت لهم ملعبا حديثا وكافة مستلزماتهم الرياضية.

وأضاف أن الأكاديمية منحتهم فرصة تلقي الفنون الكروية من مدربين ولاعبين محترفين مما سيزيد مهاراتهم الكروية ويجودها.

‪‬ تضم الأكاديمية في صفوفها فئات عمرية مختلفة تسعى لصقل موهبتهم ورفد الكرة العراقية بهم(الجزيرة)
‪‬ تضم الأكاديمية في صفوفها فئات عمرية مختلفة تسعى لصقل موهبتهم ورفد الكرة العراقية بهم(الجزيرة)

انتشار المدراس
وانتشر ببغداد في السنوات الأخيرة عدد من المدارس الكروية التي يرعاها نجوم معروفون، كان آخرها المدرسة التي افتتحها لاعب المنتخب العراقي قصي منير.

ويقول الصحفي الرياضي عادل العتابي إن المناهج التدريبية في هذه المدارس تعتمد غالبا على المهارات التي يتمتع بها اللاعب وأبجديات وأوليات اللعبة، لكنها لم تصل إلى مستوى عالمي من ناحية أكاديمية.

ويضيف للجزيرة نت أنها بالرغم من ضعف الإمكانات فإنها تبشر بخير، وستكون لها نتائج جيدة في المستقبل، على حد قوله.

ويرى العتابي أن القبول في هذه المدارس يجب أن يكون على أسس مدروسة، وأن تستفيد من تجارب الأكاديميات التابعة للأندية العالمية المعروفة، مضيفا أن هناك الآن مشروعا يتبناه عدد من الرياضيين في أن تكون هناك مدرسة شاملة لجميع الألعاب وعلى رأسها كرة القدم.

المصدر : الجزيرة