التهديد بالقتل يقوض الرياضة العراقية

مباراة الطلبة والزوراء ضمن منافسات الدوري العراقي للموسم الحالي نوفمبر 2015
مباراة الطلبة والزوراء ضمن منافسات الدوري العراقي للموسم الحالي (الجزيرة نت)

أحمد الأنباري-بغداد

برزت في الساحة الرياضية العراقية خلال الفترة الأخيرة ظاهرة التهديد بالقتل لرياضيين عراقيين منهم شخصيات بارزة حققت إنجازات مع المنتخبات الوطنية العراقية، حيث تتركز على ترك المُهدَدين البلاد أو الأماكن التي يعملون فيها.

ويعتبر كابتن المنتخب العراقي لكرة القدم يونس محمود، أبرز الذين هددوا بعدما تلقى رسالة عبر هاتفه المحمول تدعوه إلى مغادرة العاصمة بغداد خلال أسبوع واحد، وفي حال لم يغادر فإن مصيره سيكون القتل، وفق ما تذكر الرسالة.

وتلقى رئيس نادي الكرخ اللاعب الدولي السابق شرار حيدر هو الآخر رسالة تطالبه بعدم التعاقد مع مدرب منتخب الشباب عباس عطية، وفي حال خالف الأمر فإن القتل ينتظره، كما ورد في نص الرسالة.

وقال محمود في بيان صحفي بشأن رسالة التهديد التي تلقاها، إن الموضوع لن يهزمه أو يثنيه عما يصبو إليه، مضيفا أن الهدف من التهديد هو زعزعة الاستقرار الرياضي في البلاد، حسب تعبيره.

‪(الجزيرة)‬ محمود: التهديد زعزعة للاستقرار الرياضي بالبلاد
‪(الجزيرة)‬ محمود: التهديد زعزعة للاستقرار الرياضي بالبلاد

استنكار
واستنكر اتحاد الكرة ظاهرة التهديد، مؤكدا أنها تؤثر على مستقبل الرياضة العراقية وتبعث بإشارات خاطئة لدول العالم عن العراق الذي يسعى لرفع الحظر عن ملاعبه.

وقال المتحدث باسم اتحاد الكرة كامل زغير إن تهديد الرياضيين أمر مقصود وخطير جدا، مضيفا أن هذه التهديدات تهدف إلى تدمير عجلة الرياضة وإيقافها عن العطاء عبر تهجير الكفاءات.

وأضاف للجزيرة نت أن اتحاد الكرة يسعى جادا للقضاء على كل ما من شأنه تهديد حياة الرياضيين من خلال التعاون مع الجهات المختصة.

وأوضح أن هذا التهديد سيكون له أثر سلبي على عمل الاتحاد لرفع الحظر عن الملاعب العراقية من أجل أن تجري المنتخبات الوطنية مبارياتها على ملاعبها بدلا من ملاعب دول الجوار.

وعثرت القوات الأمنية في بداية العام الحالي على جثة رئيس نادي النجف صباح الكرعاوي بعد اختطافه من مجهولين، وهو المعروف بآرائه الصريحة في كل المواقف.

من جانبه، قال رئيس لجنة الشباب والرياضة في البرلمان العراقي، جاسم محمد جعفر "منذ أكثر من ستة أشهر وصلت التهديدات إلى المدربين واللاعبين وأعضاء في اتحاد الكرة ومعارضين لهم"، مشيرا إلى أن أيا من تلك التهديدات لم يكن حقيقيا، متمنيا في الآن نفسه ألا يصاب أي رياضي بأذى.

بيد أن جعفر أكد للجزيرة نت أن الذين شعروا بحقيقة التهديد وخرجوا من العراق هما مدرب المنتخب الوطني السابق البوسني جمال حاجي الذي تلقى تهديدات عبر الهاتف بالقتل، ولاعب نادي الشرطة السابق ضرغام إسماعيل.

جعفر: تم تشكيل لجان تحقيق حول بعض تهديدات(الجزيرة)
جعفر: تم تشكيل لجان تحقيق حول بعض تهديدات(الجزيرة)

لجان تحقيق
وأوضح جعفر أن لجنة الشباب والرياضة شكلت لجان تحقيق حول تهديدات حاجي وإسماعيل ويونس محمود بهدف إقامة دعوى قضائية ضد أرقام الهواتف التي هددتهم.

بدوره قال الصحفي الرياضي علي إسماعيل للجزيرة نت إن ظاهرة التهديد التي طالت الرياضيين في الفترة الأخيرة، تعكس مدى الفوضى التي تنخر بجسد البلاد بشكل عام، وبالرياضة بشكل خاص، حسب وصفه.

ورأى أنه كان الأحرى بالرياضيين الذين تلقوا التهديدات، ألا يعلنوا عنها، لأن أغلبها مزيفة ووهمية، وقال "أنا لا أشكك بهم لكن هذه الحقيقة التي يجب أن يعملوا وفقها"، متسائلا عن سبب انتشار هذه التهديدات في الفترة الأخيرة.

وأوضح إسماعيل أن الرياضة العراقية تعيش حالة من التقاطعات بين الشخصيات الرياضية من قادة ومدربين ولاعبين، مما قد يؤثر على مسار الرياضة العراقية.

المصدر : الجزيرة