تفاقم أزمة اتحاد كرة القدم السوداني ونادي الهلال

وتعود تفاصيل الأزمة إلى قرار لجنة الاستئنافات بالاتحاد تجريد فريق "هلال كادوقلي" من نقاط مباراته مع المريخ وتحويلها لصالح الأخير، بسبب إشراكه لاعبا من جنوب السودان بطريقة غير قانونية.

كما قررت لجنة الاستئناف إعادة مباراة المريخ مع فريق "الأمل عطبرة" لإشراك الأخير لاعبا متهما "بالبصق" على حكم المباراة، بعدما تأكدت أن اللجنة الإدارية بالاتحاد أخطأت لعدم معاقبة اللاعب بالإيقاف لعام كامل.

وقد شكلت وزارة الرياضة لجنة لرأب الصدع بين الأطراف المتنازعة، وفشلت الأخيرة في تقريب وجهات النظر. وأعلنت الوزارة في بيان لها حرصها على حماية القرارات الفنية لاتحاد الكرة والتزامها بكل ما تصدره من قرارات على كل المستويات، وحثت جميع الأندية على الامتثال لحكم القانون.

معاقبة الهلال
وتابع البيان أن الوزارة أطلعت رئاسة الجمهورية على ملابسات ما حدث، والآثار المترتبة على مستقبل الكرة السودانية، إذا تدخلت الدولة لإلغاء قرارات اتحاد الكرة.

وفي ظل تبادل الاتهامات بين الهلال واتحاد الكرة، تتجه أنظار كثير من المتابعين نحو الحلول الوفاقية بعيدا عن القانون الذي سيقود تنفيذه إلى ما يشبه الكارثة. 

محمد سيد أحمد، مساعد رئيس اتحاد كرة القدم يرى أن ما يجري نزاع يتبناه الهلال دون أن يكون طرفا في المشكلة، معتبرا ذلك تحديا للقانون واللوائح.

ويقول للجزيرة نت إن اتحاده قادر على فرض الانضباط "لأن حاكمية القرار الفني تخضع له دون غيره من الجهات أو المؤسسات"، لافتا إلى عدم تدخل وزارة الرياضة أو رئاسة الجمهورية في الأمر الذي يعد من صميم عمل الاتحاد.

وتوقع مواصلة الهلال انسحابه من بقية مبارياته في الدوري العام مما يعرضه لعقوبات منصوص عليها في القواعد العامة واللوائح المنظمة لنشاط كرة القدم في البلاد.

ويشير أحمد في حديث إلى المادة (75 ب) من القواعد العامة التي تنص على أن "كل من يتخلف أو يرفض أداء مباريات معلنة دون عذر مقبول يقوم مجلس الاتحاد بإنزاله أو إقصائه لدرجة أدنى".

مجاملات وتجاوزات
في المقابل يتحدث الأمين العام لنادي الهلال عماد الطيب عن أن مجموعة تجاوزات خطيرة ارتكبها الاتحاد قادت ناديه للانسحاب من جميع البطولات، معلنا عزمه الانسحاب من منافسات الموسم المقبل.

ويضيف أن عدم وجود عدالة بالمنافسة أفقد كرة القدم الإثارة والتشويق وبالتالي احترام الجميع، وأشار إلى وجود مجاملات وتجاوزات لناد بعينه "بسبب سيطرة شخصيات تتبع له على مفاصل الاتحاد".

وختم -في حديث للجزيرة نت- بأن "تغييبا كاملا للقانون وبشكل سافر وغياب العدالة جعلتنا أكثر حرصا على الابتعاد".

بدوره يلفت المحلل الرياضي إبراهيم عبد الرحيم أن الخلافات الحالية أزمة مفتعلة أكدت فشل اتحاد الكرة في تطبيق القانون بما سمح لوزارة الرياضة بالتدخل عبر تشكيل لجنة وساطة لأجل حل المشكلة وديا.

وأضاف إبراهيم في حديث للجزيرة نت أن الخطر الداهم يتمثل بنسف الموسم الرياضي بكامله. لكنه أشار إلى أن طرفا آخر هو المريخ لن يصمت حال صدرت قرارات تلغي ما كسبه بالقانون من نقاط المباريات.

ويخلص إلى أن الأزمة الحالية زادت من أزمات الكرة السودانية المستفحلة أصلا، مشيرا إلى أن تطبيق القانون "وإن كان قاسيا فسيساهم في وقف ما عده فوضى الأندية الكبيرة".