إخفاقات الكرة تثير سخط الجماهير بتونس

باتا(غينيا الاستوائية) ـ 31 يناير كانون الثاني 2015 ـ منتخب تونس انسحب من ربع نهائي كأس أمم إفريقيا 2015 في غينيا الاستوائية
منتخب تونس أقصي من ربع نهائي كأس أفريقيا الأخيرة ولم يصل آخر مونديالين (الجزيرة)
مجدي بن حبيب-تونس

تصاعدت حدة الانتقادات التي وجهتها وسائل الإعلام وجماهير كرة القدم في تونس عقب توالي النتائج المخيبة للمنتخب والأندية قاريا ودوليا، وتوالت المطالب للجهات المسؤولة في وزارة الرياضة لإنقاذ الكرة التونسية من سقوط مدو.

وشنّت وسائل الإعلام حملة حادة طالت اتحاد كرة القدم ومسؤولي الأندية إثر تراجع مستوى الكرة التونسية وتكرر سقطات المنتخب والأندية.

وأفرز سقوط منتخب تونس أمام نظيره الليبيري (0/1) الأسبوع قبل الماضي ضمن الجولة الثانية لتصفيات كأس أمم أفريقيا "الغابون 2017″ موجة حادة من الانتقادات في الشارع الرياضي في وقت يعرف فيه اتحاد الكرة أزمة عنيفة وخلافات مع الأندية وصلت حد المطالبة بحله والقيام بإصلاحات شاملة.

وكان منتخب نسور قرطاج مني بخيبة مريرة في نهائيات أمم أفريقيا 2015، كما أضحى مهددا بالغياب عن نسخة 2017 بالغابون بعد الهزيمة من ليبيريا.

ولم تكن الأندية أفضل حالا عندما خرجت أندية الأفريقي والترجي والصفاقسي خالية الوفاض من سباق كأس الاتحاد الأفريقي في وقت تعرف فيه مسابقة رابطة الأبطال غيابا كليا لممثلي تونس عن دور الثمانية في سابقة أولى من نوعها منذ العام 2008.

ومقابل الخيبة التونسية شهد دور المجموعتين لتلك المسابقة مشاركة ثلاثة أندية جزائرية وفريقين مغربيين وفريقين من السودان إضافة إلى مازيمبي الكونغولي مما عدته جماهير الكرة مؤشرا حقيقيا على الأزمة.

بلحاج انتقد تهميش اللاعبين الشبان والتركيز على المنتدبين الأجانب (الجزيرة نت)
بلحاج انتقد تهميش اللاعبين الشبان والتركيز على المنتدبين الأجانب (الجزيرة نت)

صفعة قوية
وحمل الإعلامي رضا الخليفي مسؤولية حالة الانهيار الذي تشهده الكرة التونسية في العامين الماضيين للمشرفين على اتحاد الكرة بدرجة أولى ولمسؤولي الأندية بدرجة ثانية، وذلك بسبب اعتماد سياسة عشوائية في التكوين ترتكز على البحث عن النتائج العاجلة مقابل تهميش العمل القاعدي لدى الفئات الشابة.

واعتبر الخليفي -في تصريح للجزيرة نت- أن الكرة التونسية تعيش أسوأ فتراتها، وبرر ذلك بعدد من العوامل، من بينها تأثير الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي بعد الثورة، وغياب استراتيجية عمل واضحة المعالم.

وقال إن تجاوز الأزمة الراهنة يمر عبر إعادة الاعتبار لمراكز التكوين وإيقاف نزيف التعاقدات الفاشلة مع لاعبين محدودي الإمكانيات.

بدوره، يرى الإعلامي الرياضي عبد الوهاب بلحاج أن تراجع نتائج الكرة التونسية يعود لضعف مستوى الدوري المحلي وتهميش اللاعبين الشبان مقابل التركيز على المنتدبين الأجانب الذين يتقاضون أموالا طائلة كان من المفترض أن تخصص للتكوين، وفقا لتقديره.

ووصف بلحاج من صحيفة الشروق اليومية ما يحدث بـ"الصفعة الموجعة" للكرة التونسية التي تراجعت بشكل خطير وغير مسبوق مقارنة بنظيرتها الجزائرية التي تعد -حسب قوله- نموذجا يحتذى به.

عبيد أكد أن اتحاد الكرة وضع خطة شاملة للنهوض بالمنتخبات التونسية (الجزيرة نت)
عبيد أكد أن اتحاد الكرة وضع خطة شاملة للنهوض بالمنتخبات التونسية (الجزيرة نت)

أسباب عديدة
ووصف مدرب مستقبل المرسى المنذر الكبير الوضع الراهن بالمرحلة الانتقالية العسيرة التي تتطلب سنوات من العمل للعودة مجددا للتألق.

وقال الكبير إن أغلب الملاعب في تونس غير صالحة لممارسة كرة القدم، وهذا عنصر هام انعكس مباشرة على مستوى الدوري، وتسبب في تلاحق الإصابات للاعبين في الأندية والمنتخب.

وفي مقابل هذه الانتقادات اللاذعة، يرى عضو اتحاد اللعبة إبراهيم عبيد أن معضلة الكرة التونسية تكمن في قلة الفضاءات والملاعب بسبب خضوع أغلبها لأشغال صيانة جراء تضررها بعد الثورة.

وقال عبيد للجزيرة نت إن تونس تملك مراكز تكوين قادرة على تخريج النجوم، وأوضح أن اتحاد الكرة وضع خطة شاملة للنهوض بالمنتخبات في مختلف الفئات العمرية، لكن يبقى مشكل التمويل وعدم جاهزية الملاعب العائق الأكبر.

ويرى المتحدث أن الحملة التي أطلقتها وسائل الإعلام ضد المنتخب الأول مبالغ فيها، واعتبر أن هزيمة تونس في ليبيريا لا تعدو أن تكون عثرة عابرة في طريق التأهل إلى "الغابون 2017" والتألق في تصفيات كأس العالم "روسيا 2018″.

ومنذ إحرازها كأس أمم أفريقيا 2004 لم تعرف تونس طعم التتويج القاري، بل إن أفضل نتيجة لها كانت الدور الثاني، فيما غابت عن مونديالي 2010 و2014 وأولمبياد 2012.

المصدر : الجزيرة