إشادة واعتزاز في الجزائر بمدرب منتخب قطر
ياسين بودهان-الجزائر
وكان بلماضي -وهو جزائري الجنسية- تمكن أول أمس من اقتناص فوز ثمين على "الأخضر" السعودي في نهائي مثير لبطولة كأس الخليج (خليجي 22) على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض. فبعد أن كان "العنابي" متأخرا بهدف دون رد، استطاع قلب المعادلة بتسجيل هدفين حسم بهما المواجهة ليتوج بطلا للخليج للمرة الثالثة في تاريخه، بعد 1992 و2004.
ولأن مدرب "العنابي" جزائري، وبوعلام خوخي اللاعب المسجل لهدف الفوز أيضا من أصل جزائري وحاصل على الجنسية القطرية، ومع وجود كريم بوضياف -وهو أيضا لاعب آخر من أصول جزائرية- فقد كان للمباراة وقع خاص على الجزائريين الذين تابعوها باهتمام كبير.
واعتبر الكثير منهم إنجاز نجم "محاربي الصحراء" السابق جمال بلماضي إنجازا ثمينا يضاف لسلسلة النتائج الممتازة لكرة القدم الجزائرية خلال هذا العام بعد مسيرة جيدة في المونديال الأخير، وبعد فوز وفاق سطيف باللقب الأغلى أفريقيا وهو كأس رابطة الأبطال الأفريقية.
ذكي ومتواضع
وفي تقدير رئيس نادي وفاق سطيف سابقا، عبد الحكيم سرار، فإن المشوار الكروي الرائع لجمال بلماضي وتمتعه بالذكاء والتواضع والأخلاق انعكس إيجابا عليه كمدرب.
ولفت سرار في حديثه للجزيرة نت إلى أن بلماضي بذكائه استغل وجوده في قطر كلاعب من أجل خوض تجربة التدريب.
وقال إنه "لما يمتلكه من صفات فليس غريبا أن يحقق نتائج مبهرة"، معتبرا "فوزه بكأس الخليج إنجازا كبيرا في سجله التدريبي". وتوقع له مستقبلا زاهرا في عالم التدريب خاصة أنه ما يزال شابا وفي أول الطريق.
ولم يستبعد سرار أن يصبح بلماضي مدربا لمنتخب الجزائر الأول خلال السنوات القليلة القادمة. واعتبر أن نجاح بلماضي سيفتح الشهية للمدرب الجزائري وسيمنحه كثيرا من الثقة بنفسه.
مسيرته لاعبا
من جانبه، أكد رئيس القسم الرياضي في جريدة "الشروق اليومي" ياسين معلومي أن بلماضي كان من أحسن اللاعبين بدليل أنه لعب في أندية أوروبية كبيرة مثل أولمبيك مارسيليا، وبحسب رأيه "كان لاعبا ممتازا سواء من الناحية التقنية أو المهارية، أو حتى من حيث مستواه التعليمي الذي أهله لتحقيق مسيرة مظفرة كمدرب في قطر رغم قصر تجربته هناك".
ولفت معلومي إلى أن تكليف بلماضي بتدريب "العنابي" لم يأت من فراغ، فليس من السهل "أن تظفر بهذا المنصب في ظل تواجد أسماء عالمية في عالم التدريب".
وتوقع أن تتغير سياسة اتحاد الكرة الجزائرية في التعامل مع المدرب الجزائري، ولم يستبعد أن يصبح بلماضي خلال السنوات القليلة القادمة مدربا لـ"محاربي الصحراء".
بدوره اعتبر أسطورة كرة القدم الجزائرية خلال الثمانينيات، لخضر بلومي، أن بلماضي أثبت أن المدرب الجزائري كفؤ ويمكن أن يحصد الألقاب إذا ما منحت له الفرصة، لكن في الجزائر فإن "المدرب المحلي يعاني ولا تمنح له الفرصة والوقت الكافي لإثبات نفسه".