صانع النجوم لوسيان فافر أفضل مدرب بألمانيا

BREMEN, GERMANY - MAY 16: Headcoach Lucien Favre of Moenchengladbach reacts during the Bundesliga match between SV Werder Bremen and Borussia Moenchengladbach at Weserstadion on May 16, 2015 in Bremen, Germany.
فافر قاد مونشنغلادباخ إلى تحقيق الفوز في 19 مباراة في الدوري الألماني هذا الموسم (غيتي)

فرض السويسري لوسيان فافر اسمه بقوة هذا الموسم مع فريق مونشنغلادباخ، حيث قاده لاحتلال المركز الثالث في الدوري الألماني (البوندسليغا) والتأهل لدوري أبطال أوروبا.

وتتويجا لجهوده الكبيرة تم اختيار فافر أفضل مدرب هذا الموسم في ألمانيا.

اختيار مدرب بوروسيا مونشنغلادباخ، لوسيان فافر، أفضل مدرب في الموسم الكروي المنصرم بالتأكيد لم يأت بمحض الصدفة، خصوصا في ظل تواجد مدربين كبار يشرفون على الأندية الألمانية مثل بيب غوارديولا ويورغن كلوب.

السويسري البالغ من العمر 57 عاما نجح في قيادة فريق "المهور" لاحتلال المركز الثالث في ترتيب أندية البوندسليغا هذا الموسم، وبالتالي ضمان مقعد لفريق مونشنغلادباخ العريق في دوري المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا.

وقاد فافر فريقه إلى تحقيق الفوز في 19 مباراة في الدوري الألماني هذا الموسم، ولم ينهزم سوى في ست مباريات.

يقول المدير الرياضي لفريق "المهور" ماكس إيبرل، إن "فافر أسس لحقبة جديدة في مونشنغلادباخ".

ويضيف "خلال الأعوام الأربعة التي تولى فيها فافر مسؤولية الإشراف على الفريق، نجحنا ثلاث مرات في التأهل للمسابقات الأوروبية".

‪فافر نجح في قيادة مونشنغلادباخ إلى التأهل ثلاث مرات للمسابقات الأوروبية‬ (غيتي)
‪فافر نجح في قيادة مونشنغلادباخ إلى التأهل ثلاث مرات للمسابقات الأوروبية‬ (غيتي)

العودة للتألق
عندما تقلد فافر مهمة تدريب مونشنغلادباخ في فبراير/شباط 2011، كان هذا الفريق المتوج خمس مرات بلقب الدوري الألماني يقبع في المركز الأخير، ولم يكن باقيا على انتهاء الموسم سوى 12 مباراة، بيد أن السويسري المعروف بعزيمته وإصراره نجح في حصد عشرين نقطة كانت كافية لإبقاء فريقه الجديد في دوري الأضواء.

وفي الموسم الذي بعده، بدأت تظهر على فريق مونشنغلادباخ حنكة المدرب فافر، الذي تمكن -بالتشكيلة نفسها التي كانت تصارع من أجل البقاء في دوري الدرجة الأولى- من لعب نصف نهائي كأس ألمانيا أمام بايرن ميونيخ، لكنه انهزم بضربات الترجيح.

كما أنهى فافر موسم 2012 في المركز الرابع، ليشارك في التصفيات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. ويُختار حينها كثاني أحسن مدرب في الموسم بعد يورغن كلوب.

وتوج العمل الكبير الذي قام به المدرب السويسري هذا الموسم بحصوله على لقب أفضل مدرب، حيث نال أكثر من 30% من الأصوات التي شاركت في الاستفتاء، يليه مدرب أوغسبورغ ماركوس فاينتسيلر، والمدرب برونو لاباديا، الذي أنقذ هامبورغ في الجولات الأخيرة من السقوط إلى دوري الدرجة الثانية.

غونتر نيتسر، أسطورة مونشنغلادباخ، والمتوج مع المنتخب الألماني بلقب كأس العالم وبطولة أمم أوروبا، يعتبر أن الفضل في النجاح الذي حققه فريق "المهور" هذا الموسم يرجع بالدرجة الأولى إلى المدرب لوسيان فافر.

وقال نيتسر في حوار مع يومية "إكسبرس" الألمانية التي تصدر من مدينة كولونيا، "فافر ظل مؤمنا بفلسفته الكروية ووفيا لطريقة عمله وهو ما جعله يحقق النجاح".

‪خلال السنوات الأربع التي قضاها في مونشنغلادباخ أظهر فافر قدرة كبيرة على صناعة النجوم‬ (غيتي)
‪خلال السنوات الأربع التي قضاها في مونشنغلادباخ أظهر فافر قدرة كبيرة على صناعة النجوم‬ (غيتي)

صانع النجوم
أظهر فافر خلال الأربع سنوات التي قضاها في فريق مونشنغلادباخ قدرة كبيرة على صناعة النجوم وتحفيز اللاعبين على تفجير طاقتهم وإبراز تألقهم. وخير دليل على ذلك ماركو رويس، النجم الحالي لفريق دورتموند والمنتخب الألماني، وكذلك حارس برشلونة المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا مارك أندريه تير ستيغن.

بفضل فافر تمكن رويس من أن يصبح واحدًا من أبرز اللاعبين في ألمانيا، فالمدرب السويسري هو من عمل على صقل الموهبة الكبيرة التي يتمتع بها رويس، حيث لقنه الكثير من التقنيات في فن تسديد الكرة والمراوغة والخفة، كل ذلك جعل رويس في وقت وجيز يبلغ قمة مستواه مع فريقه الجديد دورتموند، ويقوده إلى المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا.

ونفس الأمر تقريبا ينطبق على المدافع البرازيلي دانته الذي تحسن مستواه كثيرا تحت إشراف المدرب فافر ليتم اختياره في أول موسم له مع بايرن ميونيخ كأفضل مدافع في الدوري، ويفوز مع الفريق البافاري بالثلاثية.

أما قصة فافر مع كريستوف كرامر فهي أقرب إلى الخيال، حيث ظل هذا اللاعب يلعب في دوري الدرجة الثانية حتى موسم 2013-2014، لينتقل بعد ذلك على سبيل الإعارة إلى فريق مونشنغلادباخ.

فافر أحاط اللاعب بعناية خاصة وأجرى معه تدريبات انفرادية، ليتحول في غضون أسابيع قليلة إلى لاعب أساسي في فريق "المهور"، بل أكثر من ذلك فقد نجح كرامر في أن يكون من المتوجين بلقب كأس العالم في البرازيل في السنة نفسها، بعد أن استدعاه يوآخيم لوف لتشكيلة المانشافت.

المصدر : دويتشه فيله