لا تأثير للحصار على مشاريع مونديال قطر

A view shows the Khalifa International Stadium in Doha, Qatar, May 18, 2017. Picture taken May 18, 2017. REUTERS/Ibraheem Al Omari
ملعب خليفة أول الملاعب الجاهزة للمونديال (رويترز)

محمد الشياظمي-الدوحة

تسير عمليات بناء الملاعب ومشاريع البنية التحتية الرئيسية استعدادا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022 في قطر بشكل طبيعي، ووفق جداولها الزمنية المحددة، دون أي تأثير لتداعيات الحصار المفروض على قطر من قبل دول خليجية على تنفيذ هذه المشاريع.
 

وبعد افتتاح ملعب خليفة الدولي قبل أسابيع كأول ملعب من الملاعب التي ستحتضن نهائيات كأس العالم، بلغت عمليات البناء في باقي الملاعب السبعة مراحل متفاوتة، ويتوقع أن يكون ملعب الوكرة من بين المنشآت التي يكتمل العمل فيها نهاية العام القادم.

وعلى الرغم من الحصار الذي فرضته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية والبحرين بريا وعلى حركة الطيران والموانئ، فإن سير العمل في الإنشاءات الرياضية والمرافق المصاحبة لها لم يتأثر، ولم يسجل أي نقص في مواد البناء بجميع أنواعها.

كما لم تتأثر العلاقة مع أي من الشركات المنفذة للمشاريع، على عكس ما تداولته وسائل إعلام خليجية مؤخرا، بوجود رغبة لدى هذه الشركات في بحث خياراتها لمغادرة قطر في حال استمرت الأزمة الخليجية زمنا أطول.

ومنذ أن اعتمدت اللجنة العليا للمشاريع والإرث خطط بناء الملاعب والإنشاءات الخاصة بتنظيم كأس العالم 2022، أعلنت أنها وضعت بجانبها خططا بديلة لحالات الطوارئ، كما عقدت اتفاقيات خاصة مع شركات عالمية قابلة للتفعيل في أي وقت، لسد الفراغ في حال انسحبت أي شركة من الشركات المنفذة للمشاريع لأي سبب من الأسباب.

الكواري نفى أي تأثير للحصار على سير بناء الملاعب والبنية التحتية للمونديال (الجزيرة نت)
الكواري نفى أي تأثير للحصار على سير بناء الملاعب والبنية التحتية للمونديال (الجزيرة نت)

وفي تصريح للجزيرة نت، أكد المدير التنفيذي للمنشآت الرياضية باللجنة العليا للمشاريع والإرث المهندس غانم علي الكواري أن الحصار الذي فرضته دول خليجية على قطر جعلها تفعّل بشكل مباشر خططها البديلة للطوارئ، حتى تمنع حدوث أي تأخر في عمليات البناء أو حدوث نقص في المواد الأساسية أو إمدادات الشركات المنفذة للبنيات التحتية، بفضل تضافر جهود جميع الجهات المعنية في الدولة.

وقال الكواري "تمكنا من تجاوز هذه التحديات بكل مرونة، وإيقاع العمل في الإنشاءات الرياضية لم يطرأ عليه أي تعديل يذكر"، مؤكدا عدم حدوث أي تأثير للحصار على خطط العمل الرئيسية، أو على العقود مع المقاولين الرئيسيين، وأشار إلى أن كل الأزمات المفترض حدوثها كانت بجانبها خطط بديلة.

وأكد أن الشركات المنجزة للإنشاءات إلى غاية اليوم ملتزمة بتنفيذ العقود الموقعة معها، وعمليات الإنجاز تسير وفق الجداول الموضوعة سلفا، كما أن استقدام العمال يسير وفق الإجراءات المعتمدة.

وبخصوص الأسواق البديلة التي لجأت إليها قطر من أجل توفير مواد البناء بعيدا عن دول الحصار، قال الكواري إن العقود الرئيسية مع المقاولين كانت تتضمن شرط ضمان الإمداد الضروري لكافة الاحتياجات، وأن قطر لديها اختيارات عالمية كبيرة في ما يتعلق بأسواق المواد الأولية للبناء، لافتا إلى أن دول الحصار كان التعامل معها من قبل بوصفها شريكا فقط، وليس موردا رئيسيا أو وحيدا.

وأوضح الكواري أن هذه الأسواق تقع في آسيا مثل الصين، وأيضا في دول الاتحاد الأوروبي التي تأتي منها مواد عدة، إضافة إلى تركيا وسلطنة عمان وروسيا، وقال إن قطر قادرة على الاستمرار في أعمال التطوير والتنمية الجارية حالياً من أجل تشييد منشآت لاستضافة كأس العالم 2022 وعدد من الفعاليات والمناسبات الدولية.

تصميم ملعب البيت في الخور (الجزيرة نت)
تصميم ملعب البيت في الخور (الجزيرة نت)

يذكر أن قطر تنفق نحو خمسمئة مليون دولار أسبوعيا على مشروعات البنية التحتية الرئيسية استعدادا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، حسب ما سبق أن أعلنه وزير المالية القطري علي شريف العمادي.

وتوقع العمادي وقتها استمرار الإنفاق بهذا المستوى خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة، بسبب بناء ملاعب وطرق سريعة وسكك حديدية ومستشفيات جديدة، وبالتالي سيتم إنفاق مئتي مليار دولار في قطر حتى كأس العالم 2022، علما بأن هذه الأموال المخصصة لمشاريع كأس العالم خارجة عن تهديدات تخفيض الموازنة، في ظل القيود الأخيرة التي مرت بها البلاد بسبب تقلب أسعار النفط.

وتتميز العديد من الملاعب بالتصاميم المركبة، مما يتيح فك جزء من مقاعد المدرجات بعد انتهاء البطولة عام 2022، ثم التبرع بها لمشاريع كرة القدم حول العالم، الأمر الذي سيساعد على نشر ثقافة كرة القدم وتطويرها في كل الأرجاء، وستكون الملاعب بالطاقة الاستيعابية المخفّضة ملائمة لمنافسات كرة القدم المحلية، وغيرها من الأحداث الرياضية.

كما تعتمد اللجنة العليا للمشاريع والإرث المواد الأكثر صداقة للبيئة، في سبيل حصول جميع الملاعب على شهادات نظام تقييم الاستدامة العالمي (جي إس أي إس)، وبناء منشآت تفخر بها الأجيال القادمة، حيث تقوم بدمج حلول الطاقة المتجددة والمنخفضة في الأماكن التي تسمح بذلك، مما يساعد على حصول الملاعب على الطاقة التي تحتاجها ذاتيا.

المصدر : الجزيرة