كيف تحول الطفل الأفغاني الذي كرمه ميسي إلى لاجئ حرب؟

Football Soccer - Barcelona v Saudi Arabia's Al-Ahli - International Friendly Match - Doha, Qatar - 13/12/16 Lionel Messi (L) and Barcelona's team pose for photographs with six-year-old Afghan boy Murtaza Ahmadi before the match. REUTERS/Ibraheem Al Omari
الطفل مرتضى مع ميسي ونجوم برشلونة قبل انطلاق مباراتهم مع الأهلي السعودي (رويترز)

اكتسب الطفل الأفغاني مرتضى أحمدي شهرة عالمية عندما انتشرت صورته وهو "يرتدي" كيسا بلاستيكيا كتب عليه اسم نجمه المفضل الأرجنتيني ليونيل ميسي، وحققت دولة قطر حلم الطفل بلقاء نجم برشلونة، لكنه يعيش الآن كابوسا مثل آلاف الأفغان، حيث تحول إلى لاجئ حرب.

وترك الطفل وأفراد عائلته منزلهم في ولاية غازني (جنوب شرقي البلاد) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حالهم كحال مئات آخرين فروا من تزايد حدة القتال، إثر شن حركة طالبان هجوما على المنطقة.

وبات مرتضى حاليا واحدا من آلاف الأفغان الذين يواجهون مصيرا مجهولا في العاصمة كابول، في ظل ظروف إقامة صعبة، وندرة الغذاء والمياه والتدفئة في البرد القارس.

واكتسب أحمدي، الطفل النحيل ذو الوجه الضحوك، الشهرة عام 2016 عندما تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل صورته وهو يرتدي كيسا بلاستيكيا مماثلا لقميص منتخب الأرجنتين الأزرق والأبيض، وكتب عليه اسم ميسي والرقم (10) الذي يشتهر به.

‪الطفل مرتضى يرتدي كيسا بلاستيكيا على اليمين وقميص ميسي الموقع منه على اليسار‬ الطفل مرتضى يرتدي كيسا بلاستيكيا على اليمين وقميص ميسي الموقع منه على اليسار (مواقع التواصل الاجتماعي)
‪الطفل مرتضى يرتدي كيسا بلاستيكيا على اليمين وقميص ميسي الموقع منه على اليسار‬ الطفل مرتضى يرتدي كيسا بلاستيكيا على اليمين وقميص ميسي الموقع منه على اليسار (مواقع التواصل الاجتماعي)

لفت أحمدي نظر أفضل لاعب كرة قدم في العالم خمس مرات، وحقق حلم مقابلة ميسي على هامش مباراة ودية للنادي الكتالوني مع الأهلي السعودي أقيمت في الدوحة في ديسمبر/كانون الأول 2016، ودخل معه أرض الملعب يدا بيد.

‪ميسي اصطحب الطفل مرتضى معه إلى أرض الملعب وظل معه حتى بدأت المباراة‬ (غيتي)
‪ميسي اصطحب الطفل مرتضى معه إلى أرض الملعب وظل معه حتى بدأت المباراة‬ (غيتي)

كما أرسل ميسي -وهو سفير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)- قميصا للطفل الأفغاني يحمل توقيعه.

لكن لحظات الفرح هذه لم تدم طويلا، إذ عاد أحمدي إلى بلاده التي تمزقها النزاعات والحروب بشكل شبه متواصل منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولم تمضِ عامان حتى وجد نفسه متضررا بشكل مباشر.

الهروب من الحرب
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن والدة الطفل "شفيقة"، التي التقت بها في كابول، أن عائلتهم اضطرت للفرار من منزلهم تحت جنح الظلام بعد اندلاع الاشتباكات.

وقالت والدة الطفل "لم نتمكن من أخذ أي من حاجاتنا، ونجونا فقط بحياتنا، وأغلى ما تركه مرتضى خلفه كرة القدم والقميص الموقع من ميسي".

وأضافت شفيقة "إن ما زاد من مخاوف العائلة ما سمعناه عن أن حركة طالبان تبحث عن مرتضى بالاسم. وقالوا إنهم في حال اعتقلوه فسيقطعونه إربا إربا".

وأشارت شفيقة إلى أنها أخفت وجه طفلها بوشاح أثناء الفرار من مقاطعة غاغوري، خوفا من أن تنكشف هويته، ولجأت العائلة بداية إلى مسجد في ولاية باميان قبل الوصول إلى كابول بعد ستة أيام.

اشتقت لميسي
وكانت الشهرة التي حظي بها مرتضى سيفا ذا حدين بالنسبة للعائلة؛ حيث حقق حلمه بلقاء أحد أبرز لاعبي كرة القدم في التاريخ، إلا أنه بات محط حسد لدى البعض في بلاده.

وتوضح والدته أن بعض النافذين كانوا يقولون لهم "لقد أصبحتم أثرياء ادفعوا المال الذي حصلتم عليه من ميسي وإلا سنأخذ ابنكم".

وأفراد عائلة الطفل هم جزء يسير من نحو ثلاثمئة ألف أفغاني، 58% منهم دون 18 من العمر، اضطروا للفرار من منازلهم بسبب العنف منذ بداية العام الحالي فقط، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

أما الطفل مرتضى البالغ سبعة أعوام فينصب اهتمامه على أمرين، هما: كرته وقميصه، ويقول "أريد استعادتهما حتى أتمكن من اللعب، لقد اشتقت لميسي".

ويضيف أحمدي "عندما أرى ميسي سأدخل معه أرض الملعب وأشاهده يلعب"، مضيفا "أريد أن أكون إلى جانبه، وأن يساعدني في الخروج من هنا. عندما أكبر أريد أن أصبح أنا أيضا ميسي".

المصدر : الفرنسية