قراءة في خسارة رفقاء ميسي "المهينة"

MADRID, SPAIN - MARCH 27: Gonzalo Higuain of Argentina looks dejected during the International Friendly between Spain and Argentina on March 27, 2018 in Madrid, Spain. (Photo by David Ramos/Getty Images)
إسبانيا سحقت الأرجنتين 6-1 (رويترز)

رسمت الخسارة المذلة التي تعرض لها منتخب الأرجنتين أمس أمام مضيفه منتخب إسبانيا 6-1 الكثير من علامات الاستفهام بشأن حظوظ رفقاء ليونيل ميسي -الذي غاب عن المباراة للإصابة- في الفوز بكأس العالم بروسيا الصيف المقبل، خصوصا أن الفترة الفاصلة عن انطلاق ضربة البداية في المونديال الروسي أقل من شهرين ونصف.

وفي قراءة متأنية للمباراة وتحليل موضوعي يظهر لنا أن الخسارة مسؤولية جماعية يتحملها المدرب واللاعبون وسياسة تكوين اللاعبين في بلاد "التانغو"، وتاليا أبرز الدروس المستفادة من هذه الهزيمة الكارثية:

– العيش على الأمجاد: الفرق بين "لاروخا" و"التانغو" أن الأول كان يملك الإصرار وإرادة الفوز، وهذا ما ميز كرة القدم الإسبانية التي تتطور باستمرار منذ أكثر من عشر سنوات عبر العمل الجاد والاستثمارات في المواهب الشابة مقابل كرة أرجنتينية باتت متجرا لبيع اللاعبين الشباب وتصدير المواهب الصغيرة للخارج، إضافة إلى أنه من الصعوبة أن تصنع فريقا متماسكا يملك هوية واضحة عندما تغير ستة مدربين في ثماني سنوات.

undefined

– المحاربون القدامى: خصوصا غونزالو هيغواين وخافيير ماسكيرانو وإيفر بانيغا، هؤلاء الثلاثة لا يقدمون مستوى جيدا مع منتخب بلادهم، وهذه المشكلة تتفاقم مع الوقت، فاللاعبون الثلاثة ضمن تشكيلة المدرب خورخي سامباولي المغادرة للمونديال الروسي ولكن مدرب "ألباسيليستي" عليه إيجاد البدلاء المناسبين للأساسيين، وفي مقدمتهم لوسيلسو لاعب باريس سان جيرمان.

undefined

المدرب: سامباولي قاد منتخب التشيلي للفوز بكوبا أميركا، وقدم موسما متوسطا مع إشبيلية وحقق التأهل لمنتخب بلاده إلى مونديال روسيا بعد معاناة كبيرة، ولكن خطته القائمة على بدء اللعب من الخلف والضغط العالي على الخصم قد لا تناسب إمكانيات لاعبين المنتخب كماركوس روخو ونيكولاس تاغليفيكو، وبعد السداسية المذلة بات واضحا إصرار سامباولي على عدم مقابلة إسبانيا في هذا الوقت.

الإصابات: بعد الخسارة تحدث الجميع عن عدم استدعاء نجم "يوفنتوس" بابلو ديبالا وهداف إنتر ميلان ماورو إيكاردي، وبعد تعرضه لضغوط محلية أشرك سامباولي في ودية إسبانيا الموهبة الشابة مارتينيز (مهاجم راسينغ الأرجنتيني ويعد خليفة الهداف سيرجيو أغويرو) لكنه كان واضحا أنه ليس جاهزا بعد لأخذ مكانه في المنتخب الأرجنتيني، ناهيك عن أسماء قد تشكل إضافة إلى التشكيلة الأساسية كإدواردو سالفيو (بنفيكا) وإنزو بيريز (ريفر بلايت).

– صعود ميزا: استدعى سامباولي لاعب خط وسط إندبندنتي الأرجنتيني ماكسيمليانو ميزا اللاعب الذي ظهر في عمر الـ26 (سن متأخرة نوعا ما لظهور المواهب) ولا يزال يلعب في الدوري المحلي، لكنه قد يكون ورقة رابحة لسامباولي، خصوصا أن مشاركته الأولى ضد إسبانيا كانت مقبولة.

undefined

– ماذا سيفعل ميسي؟ الأرجنتين تحتاج لمعجزة مارادونا لتفوز بلقب المونديال الروسي، والوحيد القادر على فعل ذلك هو قائد المنتخب ليونيل ميسي، ولكن هل تسمح ألمانيا وإسبانيا وفرنسا والبرازيل للبرغوث برفع الكأس؟ يبدو الأمر صعبا وحتى أكثر صعوبة من مونديال 1986.

المصدر : الصحافة الإسبانية