اتحاد طنجة.. ظاهرة الدوري المغربي هذا الموسم

اتحاد طنجة راهن على كسب شخصية الفريق القوي
عزيزة بوعلام-الرباط

شكّل تتويج نادي اتحاد طنجة لكرة القدم بلقب البطولة الاحترافية لأول مرة في تاريخه، أمام فرق كبيرة اعتادت الفوز بهذه البطولة؛ حدثا فارقا في الساحة الكروية المغربية.

وبينما حصر متتبعو الدوري المغربي الصراع على اللقب بين فرق الرجاء والوداد وحسنية أغادير؛ فاجأ فريق اتحاد طنجة الكل باستفاقة مكنته من انتزاع صدارة الدوري بعد 35 عاما من الانتظار (تأسس عام 1983).

وحقق النادي فوزا ثمينا السبت الماضي على حساب ضيفه المغرب التطواني بهدفين لواحد، خلال الجولة قبل الأخيرة في الدوري المغربي، حيث منحت نقاطها الثلاث درع الدوري رسميا "لفرسان البوغاز".

وربط العديد من المراقبين هذا الإنجاز التاريخي -الذي كان يبدو إلى وقت قريب صعب المنال- بأسباب فنية وتقنية سهلت مأمورية ارتقاء النادي إلى الصدارة.

ووفق المحلل الرياضي بدر الدين الإدريسي، فإن نادي اتحاد طنجة وضع مشروعا طموحا تم تنزيله على أرض الواقع بشكل تدريجي، منذ صعوده قبل ثلاث سنوات إلى البطولة الاحترافية عقب غياب دام ثماني سنوات.

وأضاف الإدريسي للجزيرة نت أن النادي راهن على كسب شخصية الفريق القوية، وبعد ذلك احتلال المراتب المتقدمة في البطولة الوطنية لموسمين متتاليين، ثم التتويج بلقب البطولة الوطنية.

‪المدرب إدريس المرابط‬   (مواقع التواصل الاجتماعي)
‪المدرب إدريس المرابط‬  (مواقع التواصل الاجتماعي)

قرارات صعبة وشجاعة
وأكد ربيع مولوع الكاتب العام لنادي اتحاد طنجة أن لقب البطولة كان على رأس أولويات النادي، لذلك رفع الجميع -حسب رأيه- شعار التحدي من أجل تحقيق هذا الهدف وإهداء لقب غالٍ لمدينة طنجة وجمهورها الكبير.

وبدأ "فارس البوغاز" مساره إلى تحقيق الحلم بالبطولة متعثرا، بحصيلة غير متوقعة جعلت الشكوك تحوم حول قدرة الفريق على البقاء في سباق المنافسة على اللقب؛ إذ حقق في الشطر الأول من البطولة رفقة مدربه السابق بادو الزاكي ثماني نقاط في ثماني مباريات، من فوز واحد وخمسة تعادلات وهزيمتين.

ورغم هذه البداية المتعثرة، فإن النادي امتلك -بحسب الإدريسي- القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة والشجاعة، فحينما عاكست النتائج الطموحات المخطط لها، اتخذ قرار الانفصال عن المدرب السابق، وأسند مهمة قيادة السفينة التقنية للفريق لمساعده إدريس المرابط.

وأصبح المرابط أول مدرب يحقق ثمانية انتصارات متتالية خلال هذا الموسم، جعلته يقلص فارق النقاط، ويتسلق المراتب بجدول ترتيب الدوري المغربي، كما حافظ على صدارة الدوري الاحترافي منذ الدورة 17 حتى الدورة 29.

ولم ينف المدرب الشاب استفادته من تعثر الفرق التي اعتادت الفوز بهذه البطولة، مثل الرجاء والوداد وحسنية أغادير، مؤكدا أن طفرة النتائج الإيجابية أعادت الثقة لاتحاد طنجة ورفعت معنوياته، وبات يتطلع إلى اللعب على حظوظ الفوز باللقب.

وقال المرابط في حديث للجزيرة نت "إن تصدر البطولة جاء نتيجة تلاحم كل مكونات الفريق ورفعهم هذا التحدي، وانضباط لاعبيه وقتالهم خلال كل المقابلات".

‪الجماهير عاشقة قدمت دعما معنويا حفز مكونات الفريق طوال الموسم‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)
‪الجماهير عاشقة قدمت دعما معنويا حفز مكونات الفريق طوال الموسم‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)

جماهير عاشقة
وبالنسبة للإدريسي؛ فالفريق قاد عملية تدبير موسم شاق وقوي باقتدار، وأنهى المشوار متوجا بلقب الدوري، لأنه كما يقول "توفرت فيه الشروط التي يجب أن تتوفر في كل فريق بطل، بحيث دبر مبارياته بطريقة ذكية، واستفاد كثيرا من أخطاء الفرق الكبيرة المنافسة". 

لكن ربيع مولوع لا يرى سببا سهّل مأمورية فوز ناديه بلقب البطولة، سوى الطموح والعمل الجاد. معتبرا أن الفريق الأزرق قدم مجهودا استثنائيا طيلة الموسم الكروي، وحافظ على نسق تصاعدي أهّله ليكون بطلا، إضافة إلى ضمانه بطاقة المشاركة في عصبة الأبطال الأفريقية الموسم المقبل.

ورغم أن أرقام اتحاد طنجة لم تكن قوية -لأن سيطرته لم تكن مطلقة على مستوى المباريات- فإنه في نظر الإدريسي استحق العلامة الكاملة ليتوج بطلا للمغرب. 

كما أنه "امتلك وضوح الرؤية على مستوى تدبير الترسانة البشرية، بالإضافة إلى جماهير عاشقة، قدمت دعما معنويا حفز مكونات الفريق طيلة الموسم، ليكون مسك الختام اعتلاء عرش الدوري المغربي"، حسب الإدريسي.

وعاشت مدينة طنجة ليلة بيضاء احتفالا بهذا الفوز التاريخي، وخرج الآلاف من مشجعي فريق اتحاد طنجة إلى الشوارع والساحات الرئيسية، تعبيرا عن فرحة طال انتظارها منذ سنوات.

المصدر : الجزيرة