يواكيم لوف.. قائد "ثورة المانشافت"

Germany national soccer team coach Joachim Low before the international friendly soccer match between France and Germany at the Stade de France stadium in Saint-Denis, near Paris, France, 13 November 2015.

يواكيم لوف لاعب كرة قدم ألماني محترف، وعاشر مدرب في تاريخ منتخب ألمانيا لكرة القدم، جسد ثقافة التخطيط الألماني في تدبير "صناعة" اللعبة، وترك بصمة في منتخب "الماكينات" الألمانية حتى وصف بـ"قائد ثورة المانشافت".

المولد والنشأة
ولد يواكيم لوف يوم 3 فبراير/شباط 1960 بمدينة شوناو الواقعة بمنطقة الغابة السوداء (شفارتس فالد) في ولاية بادن فورتمبرغ جنوبي غربي ألمانيا. وهو أكبر إخوته الأربعة.

الدراسة والتكوين
حصل لوف -الذي يناديه جمهور "المانشفت" باسم "يوغي"- عام 1977 على الشهادة المتوسطة، وأنهي بعد ذلك تدريبا مهنيا بمجال تجارة الجملة والتجارة الخارجية، والتحق خلال نفس الفترة بالخدمة الكنسية.

التجربة الرياضية
انطلق المشوار الاحترافي ليواكيم لوف كلاعب عام 1978 مع نادي فرايبورغ بدوري الدرجة الثانية في ألمانيا، وكان يلعب في خط الوسط صانع ألعاب متقدما. والتحق عام 1980 بنادي شتوتغارت بالدوري الألماني الممتاز، لكنه لم يستطع فرض مكانته، فالتحق عام 1982 بنادي إنتراخت فرانكفورت. وفي الموسم التالي عاد إلى نادي فرايبورغ واستمر معه عامين في دوري الدرجة الثانية، حيث يحمل الرقم القياسي كهداف تاريخي له.

التحق بعد ذلك بنادي كارلسروه بالدوري الممتاز الألماني لكنه لم يحقق نجاحا، مما اضطره إلى العودة إلى نادي فرايبورغ، واستمر معه أربعة أعوام، قبل أن ينتقل إلى سويسرا حيث اختتم مسيرته باللعب مع ناديي إف سي شافهاوزن (1989-1992)، وفيرنترتوز (1992-1994). أما على صعيد المنتخب، فاقتصرت مشاركته باللعب لمنتخب الشباب تحت 21 سنة أربع مباريات.

بدأ لوف تجربته في التدريب بالإشراف على فريق الشباب بنادي فينترتور السويسري، ثم تولى عام 1995 مهمة مدرب ولاعب بنادي فرانينفولد بالقسم الثالث في الدوري السويسري، قبل أن تتاح له فرصة تدريب نادي شتوتغارت الألماني عام 1996.

التحق لوف في يوليو/تموز 1998 لتولي الإدارة التقنية لنادي فينربخشه التركي، ثم لاحقا نادي كارلسروه الألماني في العام نفسه، لكنه حقق نتائج سلبية معه نزل على إثرها إلى دوري الدرجة الثالثة.

ولم يوفق لوف مرة أخرى في تجربة جديدة مع نادي أداناسبور التركي بداية عام 2001، ليلتحق في العام نفسه بنادي تيرول أنسبروك النمساوي وحقق معه لقب الدوري عام 2002، قبل أن يتم الإعلان عن إفلاس النادي وتصفيته في العام نفسه، فيستقطبه نادي أوستريا فيينا النمساوي عامي 2003 و2004.

وفي صيف 2004، استدعاه صديقه يورغن كلينسمان مدرب منتخب ألمانيا آنذاك للعمل مساعدا له، حيث استمر في منصبه حتى توليه مهمة المدير التقني للمنتخب خلفا لكلينسمان في 12 يوليو/تموز 2006. 

كوّن لوف ثنائيا مميزا في تدريب المنتخب مع كلينسمان حيث اعتمدا فلسفة هجومية في تكوين المنتخب، تكلف خلالها لوف بالمهام التكتيكية في وقت ركز فيه كلينسمان -بسبب شخصيته الكاريزمية- على الجانب النفسي في إعداد اللاعبين.

توّج لوف كمدرب مع نادي "شتوتغارت" بلقب كأس ألمانيا عام 1997، وبلقب بطولة دوري النمسا عام 2002 مع نادي فاكر أنسبروك.

أما مع المنتخب، فحصل على بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل، والمركز الثالث لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، ووصيف بطل كأس أمم أوروبا عام 2008 بالنمسا وسويسرا.

يفضل لوف على الدوام اعتماد خطة 4-2-3-1 في تكتيكاته، والتي مكنته من تحقيق انتصارات خالدة أهمها الفوز التاريخي على منتخب البرازيل بنتيجة 7-1 في نصف نهائي كأس العالم 2014.

اعتمد لوف أسلوبا "أكثر براغماتية" مع المنتخب الألماني في كأس العالم التي توج بها في البرازيل 2014، من خلال التركيز على النتيجة أكثر من الأداء، وهو يعتبر ذلك الإنجاز بأنه "ثمرة لجهود فريق العمل التي دامت عشر سنوات".

يشتهر لوف بالعبث بأنفه طيلة مباريات منتخب بلاده، والتي أصبحت ملازمة له وتركز عليها الكاميرات أثناء اللقاءات.

الجوائز والأوسمة
اختير يواكيم لوف أفضل مدرب في ألمانيا عام 2014، وكذلك أحسن مدرب في العالم خلال العام نفسه، كما سبق أن توج كأفضل "مدير رياضي" لسنة عام 2010، وأحسن شخصية في كرة القدم للسنة بألمانيا عامي 2011 و2014.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية