مودريتش.. "كرويف الصغير" المتألق بالنادي الملكي
لاعب كرة قدم دولي كرواتي، التحق بفريق ريال مدريد الإسباني عام 2012، ويعتبر أحد أبرز نجومه، يلقب بـ"كرويف الصغير" بسبب أدائه المتميز وطريقة لعبه.
ولد لوكا مودريتش يوم 9 سبتمبر/أيلول 1985 في مدينة زادار بكرواتيا التي كانت وقتها جزءا من جمهورية يوغسلافيا الاتحادية، قتل جده برصاص قناص صربي، عاش طفولته لاجئا، خاصة بعد التحاق والده بالجيش الكرواتي خلال حرب الاستقلال.
أثرت الحرب على نفسية الطفل مودريتش التي تعلم مواجهة الصعاب مهما كانت، وذلك ما عبر عنه لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية عام 2008 بالقول "هذا ما صنع مني الشخص الذي ترونه اليوم، أنا أقوى اليوم لكنني لا أحب التركيز على ذلك، لا يفاجئني شيء اليوم، وأنا على استعداد لمواجهة أي طارئ".
الدراسة والتكوين
التحق بالمدرسة الابتدائية، ثم بالأكاديمية الرياضية المحلية في مسقط رأسه زادار، وتنقل بين عدة مخيمات للاجئين حتى نهاية الحرب.
التجربة الرياضية
ظهرت مواهب لوكا الكروية عندما كان طفلا يلعب الكرة في الشارع، ولعب في فريق الشباب بنادي زادار، مما جعله ينال إعجاب مسؤولي نادي دينامو زغرب الكرواتي الذي انتقل إليه عام 2002، ثم أعير عام 2003 إلى زيرنزسكي موستار في الدوري الممتاز في البوسنة والهرسك.
وأعير مرة أخرى عام 2004 إلى نادي إنتر زابريسك في زادار، وساعده في الحصول على المركز الثاني بالدوري الكرواتي المؤهل للدوري الأوروبي.
بدأ لوكا مشواره الاحترافي مع دينامو زغرب الذي لعب معه أربع مواسم (2004-2005) و(2005-2006) و(2007-2008)، و(2007-2008) وساهم في حصول فريقه على لقب الدوري الكرواتي الممتاز، وحصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الكرواتي، بالإضافة إلى بطولتي الدوري الكرواتي والكأس للسنة الثانية على التوالي.
وكانت أول تجربة دولية للاعب الكرواتي عام 2006 عندما شارك منتخب بلاده الأول في مباراة ودية ضد الأرجنتين في بازل بسويسرا، وحقق المنتخب الكرواتي الفوز 3-2.
وبعد أن لعب في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2006 كبديل مباراتين ضد اليابان وأستراليا نال لوكا فرصته مع تعيين سلافن بيليتش مديرا جديدا للمنتخب الكرواتي، وسجل أول هدف له مع منتخب بلاده ضد إيطاليا في اللقاء الذي فازت فيه كرواتيا بهدفين لصفر.
وساهم لوكا في فوز منتخب بلاده في يورو 2008 أمام النمسا وألمانيا، كما كان أحد نجوم يورو 2012 بشكل كبير.
وأصبح لوكا مطلوبا لدى الأندية الأوروبية الكبرى فانتقل إلى نادي توتنهام هوتسبرز الإنجليزي عام 2008 بعقد قيمته 21 مليون يورو، وحقق مع الفريق وصيف كأس رابطة الدوري الإنجليزي وسجل للفريق 17 هدفا، وبسبب أدائه المتميز وطريقة لعبه لقب بكرويف الصغير نسبة إلى الأسطورة الهولندية يوهان كرويف.
وتنافست الفرق الإنجليزية على هذا اللاعب، فقد قدم فريق تشلسي عام 2011 عرضا لتوتنهام من أجل الظفر بخدمات لوكا، لكن كلا العرضين رفض من رئيس توتنهام دانييل ليفي الذي قال إن توتنهام لن يبيع مودريتش بأي ثمن.
الانضمام للريال
غير أن فريق ريال مدريد الإسباني استطاع بعد مفاوضات صعبة مع رئيس توتنهام الفوز بخدمات لوكا الذي انضم للفريق الملكي صيف 2012 ووقع عقدا لمدة خمسة أعوام بقيمة 33 مليون دولار، ليلعب أول مباراة له مع ريال مدريد في إياب كلاسيكو كأس السوبر ضد نادي برشلونة، ويفوز بأول بطولة له مع ريال مدريد.
والتحق لوكا بالفريق الإسباني بناء على طلب ملح من المدير الفني آنذاك البرتغالي جوزيه مورينيو الذي رأى في اللاعب الكرواتي حلا لمشكلة لاعب الارتكاز.
وقد مدد لوكا تعاقده مع ريال مدريد حتى 2020، لكنه أعلن أنه يرغب في الاعتزال بين صفوف النادي الإسباني.
وتكبد مودريتش عناء كبيرا حتى تمكن من التأقلم مع الفريق، وظهر تألقه بشكل أكبر عندما بدأ في شغل مركز حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم، وبات اللاعب الكرواتي مع وصول المدرب السابق للنادي الإيطالي كارلو أنشيلوتي ركيزة أساسية في صفوف الفريق الملكي، وأحرز معه سبعة ألقاب في أربعة مواسم، بينها دوري أبطال أوروبا مرتين عامي 2014 و2016.
وحسب نتائج استطلاع للرأي أجرته صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية مع ثلاثمئة مساهم في النادي الكتالوني، أعرب العديد من حاملي الأسهم في نادي برشلونة عن رغبتهم في التعاقد مع اللاعب الكرواتي لوكا، وليس مع كريستيانو رونالدو أو كريم بنزيمة أو غاريث بيل أو غيرهم من فئة الكبار في الريال.
ويحمل لوكا رقم 19 في فريق ريال مدريد، ورقم 10 في منتخب كرواتيا.