زيدان.. كبوات تمحو الإنجازات

Soccer Football - La Liga Santander - Real Madrid vs Villarreal - Santiago Bernabeu, Madrid, Spain - January 13, 2018 Real Madrid coach Zinedine Zidane REUTERS/Javier Barbancho
زيدان أخفق في إيجاد حلول لمشاكل ريال مدريد (رويترز)

بسرعة الصعود الصاروخي نفسها، يواصل المدرب الفرنسي زين الدين زيدان قيادة ريال مدريد إلى السقوط، وبعد عام هو الأفضل في تاريخ الملكي يستعد زيدان للتوقيع على سنة قد تكون الأسوأ في تاريخ النادي.

وكان إقصاء ريال مدريد أمس الأربعاء من كأس الملك على أرضه وأمام جمهوره أمام نادي ليغانيس أحدث المؤشرات على التراجع الرهيب في أداء الريال وفشل زيدان في الحفاظ على هوية فريق كان قبل أشهر يتسيد أوروبا ويثير مخاوف الكبار.

وبعد موسم استثنائي قاد فيها ريال مدريد إلى لقبي الليغا ودوري أبطال أوروبا، بدا أن زيدان دشن عصرا ذهبيا لريال مدريد عنوانه الأبرز اكتساح كافة البطولات.

وتعززت التوقعات مع البداية المثالية للفريق بإحراز لقبي السوبر الأوروبي والإسباني بأداء لافت أمام الغريم برشلونة ومانشستر يونايتد.

غير أن عودة النادي إلى الدوري المحلي حملت معها أنباء غير سارة لمشجعي الملكي بعد الأداء الباهت في أولى الجولات والتعثرات المتتالية التي منحت برشلونة فرصة التقدم وحسم المسابقة في منتصف الموسم حين وسع الفارق إلى 19 نقطة.

ومع توالي النتائج السلبية، انتظر المتابعون رد فعل زيدان الذي أبهر العالم بسياسة المداورة التي وضعت تحت تصرفه فريقين جاهزين للدفاع عن كافة الألقاب في اللحظات الحرجة للموسم الماضي.

لكن المدرب الفرنسي اكتفى بتوزيع الابتسامات خلال مؤتمراته الصحفية والتأكيد أن الأمور لا تستدعي القلق وتكرار الحديث عن تمسكه بلاعبيه وقدرتهم على إعادة النادي إلى سكة الانتصارات.

وأثبتت مشاركات الفريق في مختلف المسابقات إخفاق المدرب الفرنسي في قراءة المباريات بشكل جيد، كما فشل في ابتكار حلول للمشاكل الفنية والتكتيكية التي أغرقت الفريق، مكتفيا بتغييرات شكلية ومكررة لم تنجح في إحداث الفارق في أغلب المباريات، بدليل انهيار النادي في الأشواط الثانية لأغلب مبارياته، وهي الأشواط التي تعرف بأنها للمدربين في عرف كرة القدم.

ولم يتوقف دور زيدان في السقوط المتواصل للريال في خياراته الفنية المثيرة للجدل، وامتد إلى قرارته المتعلقة باللاعبين، فبعد تفريطه في لاعبين بارزين كان لهم دور كبير في إنجازات الفريق خلال الموسم الماضي وفي مقدمتهم ألفارو موراتا وخاميس رودريغيز، أعاق زيدان التعاقد مع النجم الفرنسي الصاعد كيليان مبابي بعدما رفض منحه ضمانات للعب أساسيا رغم أن صفقة اللاعب كانت أقرب لسانتياغو برنابيو من ملعب حديقة الأمراء في باريس.

وبدلا من تعويض الراحلين بلاعبين قادرين على المنافسة على مناصب أساسية وإتاحة بدائل للفريق في الفترات الحرجة، اكتفى زيدان بالتعاقد مع لاعبين شبان يفتقدون للخبرة في المواعيد الكبرى وهو ما دفع الفريق ثمنه عند غياب عدد من ركائزه بسبب الإصابة أو العقوبة.

ورغم النقائص الواضحة في الفريق يستمر زيدان في رفض أي تعاقدات خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، بل خرج للصحفيين ليعلن عدم حاجته لحارس مرمى في وقت كان حارس أتلتيك بلباو كيبا قريبا من التوقيع للنادي بعد اجتيازه الفحوص الطبية.

ويتطلع أنصار النادي الملكي إلى دوري أبطال أوروبا كآخر مسابقة يمكن للنادي التنافس عليها خلال هذا الموسم، ومع الأداء المقدم في المباريات الماضية يغيب التفاؤل عن كثيرين لا يؤمنون بإمكانية تحقيق اللقب للمرة الثالثة تواليا، ويفضلون التركيز من الآن على التعاقدات وإعادة بناء الفريق بداية من الصيف المقبل وهي الورشة التي قد تبدأ بإيجاد خليفة لزيدان.

المصدر : الجزيرة