فرق عريقة تغادر الدوري المغربي للمحترفين

فريق المولودية الوجدية عجز عن تأمين مكانه رفقة الكبار
فريق المولودية الوجدية عجز عن تأمين مكانه رفقة الكبار (الجزيرة)
محمد الشرع-الرباط

لم تكن نهاية فريقي المغرب الفاسي والمولودية الوجدية بنفس تصور البداية بعدما وجدا نفسيهما يغادران البطولة الاحترافية المغربية للالتحاق بالقسم الثاني عقب موسم كارثي.

وجاء نزول فريقي مدينتي فاس ووجدة إلى القسم الثاني ليكرس تهاوي مجموعة من الفرق العريقة، التي غادرت قسم الأضواء منذ مدة وما زالت تبحث عن نفسها في قسم المظاليم نتيجة مجموعة من الإكراهات والصعوبات التي حالت دون عودتها إلى مكانتها الطبيعية بين الكبار.

وشكل انحدار المغرب الفاسي والمولودية الوجدية، بتاريخهما الحافل بالإنجازات والألقاب، حدثا بارزا في الدوري المغربي، خصوصا بالنسبة للفريق الفاسي الذي دخل الموسم المنصرم بهدف المنافسة على لقب البطولة قبل أن يجد نفسه يغادر المسابقة صاغرا من بابها الضيق.

‪‬ المغرب الفاسي من فريق ألقاب إلى فريق بالقسم الثاني(الجزيرة)
‪‬ المغرب الفاسي من فريق ألقاب إلى فريق بالقسم الثاني(الجزيرة)

عثرة المغرب الفاسي
لم يكن أشد المتشائمين من عشاق المغرب الفاسي يعتقد أن ممثل العاصمة العلمية للمغرب سينتهي في بطولة الدرجة الثانية، وهو الذي تربع قبل سنوات على عرش الكرة الأفريقية من خلال التتويج بلقب كأس الاتحاد الأفريقي عام 2011 وكأس السوبر الأفريقي في العام الموالي، فضلا عن إحرازه أربع بطولات للدوري وثلاثة كؤوس للعرش.

وأنهى المغرب الفاسي بطولة الموسم المنتهي في المركز الأخير بمجموع 29 نقطة، جمعها من أصل 30 مباراة فاز خلالها في خمس مباريات فقط، في وقت تعادل في 14 ومني بالهزيمة في 11.

ويرى الإعلامي الرياضي عبد الله الأشهب أن تضافر مجموعة من العوامل ساهم في انحدار الفريق إلى القسم الموالي بعدما كان يعتبر رقما صعبا في المعادلة الكروية المغربية.

وقال للجزيرة نت إن "تغيير المدربين وغياب الاستقرار الفني ساهم في حصد الفريق نتائج سلبية أدخلته دوامة المعاناة وحكمت عليه بمغادرة قسم الكبار، الفريق دفع غاليا ضريبة التغيير غير العقلاني".

من جهته، اعتبر عبد الحق المراكشي -نائب الرئيس السابق للفريق الفاسي- أن مجلس إدارة الفريق ارتكب أخطاء بالجملة، والاستعدادات للموسم لم تكن بالشكل المطلوب، فضلا عن نهج سياسة ترشيد النفقات التي كانت غير صائبة وقادت إلى التعاقد مع لاعبين هواة لم يقدموا الإضافة المنتظرة، "والنتيجة انحدار معلمة كروية إلى قسم الظل".

‪‬ المراكشي: تكالب مجموعة من العوامل ساهم في اندحار المغرب الفاسي(الجزيرة)
‪‬ المراكشي: تكالب مجموعة من العوامل ساهم في اندحار المغرب الفاسي(الجزيرة)

المولودية.. سندباد جريح
لم تكتمل فرحة فريق المولودية الوجدية بتحقيق الصعود إلى البطولة الاحترافية قبل موسم، بعدما حكمت عليه فعاليات الموسم المنقضي بالعودة إلى قسم الظل رفقة المغرب الفاسي، ليواصل الدوري المغربي فقدان فرق بحمولات تاريخية.

وشدد أيوب -مشجع للفريق الوجدي- على كون الفريق ألف التواضع خلال السنوات الأخيرة، الشيء الذي قال إنه ساهم في تواضعه وانحداره إلى الدوري الموالي سنة واحدة بعد تحقيق حلم الصعود.

وقال للجزيرة نت "لقد تمت مصادرة فرحة الأنصار بعد 30 دورة فقط من الصعود، عدنا من جديد إلى بطولة الظل بعدما كان اسم المولودية يرعب أعتد الفرق الوطنية".

من جانبه يرى الإعلامي الرياضي عبد العزيز حمدي أن "عوامل كثيرة تعاقبت لتفرض على المولودية الوجدية مغادرة الدوري الاحترافي، فالنزول كان منتظرا ولو أن الفريق كان بإمكانه الانعتاق لو استغل بعض المباريات التي كانت في متناوله".

وقال حمدي للجزيرة نت إن الفريق عجز عن تكوين مجموعة متكاملة بإمكانها الصمود وضمان البقاء ضمن فرق الصفوة، مشيرا إلى أن الانتدابات التي أقدم عليها كانت كارثية.

وختم بأن "محدودية مجلس الإدارة زادت الطين بلة، كما لا يجب أن نخفي حقيقة مرة تكمن في الأخطاء التحكيمية التي حرمت "سندباد الشرق" من عدة نقاط كانت ستقيه شر الحسابات الضيقة لآخر ساعة، والتي لم تكن رحيمة به".

المصدر : الجزيرة