منظمة حقوقية: مطالب دول الحصار من قطر عبثية

دول الحصار تقدم مطالبها إلى قطر

وصفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا المطالب التي رفعتها الدول التي تحاصر قطر بأنها "مطالب عبثية تناهض المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية التي تحمي حقوق الصحافة وحقوق الإنسان".

وأشارت تسريبات نقلتها رويترز عن مصدر بإحدى دول الحصار، إلى أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر طالبت قطر بخفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، والإغلاق الفوري للقاعدة العسكرية التركية بقطر، وقطع العلاقات مع "التنظيمات الإرهابية والطائفية"، وتسليم "العناصر الإرهابية" المطلوبة لدى دول الحصار أو المدرجة في القوائم الأميركية والدولية، إضافة إلى إغلاق قنوات الجزيرة وكل وسائل الإعلام التي تدعمها قطر.

واعتبرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بيان أن قائمة المطالب "لا يمكن أن تصدر إلا من أنظمة شمولية لا ترقب في حقوق الإنسان إلاًّ ولا ذمة، فيها يختطف ويختفي قسريا ويعذب تعذيبا وحشيا من يعبّر عن رأيه بطريقة سلمية".

وأشارت إلى أن تسليم المتهمين "قبل أن يكون أمرا سياديا فهو أمر قانوني وقضائي تحكمه قوانين وتشريعات داخلية ودولية ولا يمكن استخدامه كورقة سياسية للضغط من أجل رفع العقوبات الجماعية والحصار المفروض على قطر والشعب القطري".

واستغربت المنظمة المطالبة بإغلاق قناة الجزيرة وكافة القنوات التابعة لها، ورأت في ذلك "اعتداء على كافة المواثيق الدولية التي تحمي الحق في نشر المعلومات وتلقيها"، وأكدت أن الجزيرة "كشفت عن عورة أنظمة دكتاتورية في الشرق الأوسط -ومنها دول الحصار- وألحقت بهم العار لما ألحقوه بشعوبهم وشعوب المنطقة من أضرار جسيمة نالت من حق الإنسان في حياته وسلامته الجسدية والنفسية".

وقالت إن "قناة الجزيرة ليست ملكا لحكومة قطر ليتم التفاوض عليها أو استخدامها كورقة ضغط لرفع الحصار، إنما هي ملك لكافة الشعوب العربية ترتبط ارتباطا وثيقا بوعيهم ولن يُسمح لكائن من كان تشويه هذا الوعي أو تغييبه".

ودعت المنظمة إلى توجيه المطالب إلى دولة الإمارات "لإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وإطلاق الحريات وإلغاء كافة القوانين التي تحد من حرية الرأي والتعبير وتجريم الصحافة الحرة، وإعادة هيكلة القضاء حتى يصبح نزيها وشفافا وفق ما تطلبه المعايير الدولية".

كما أكدت أن المطالب يجب أن توجه إلى السعودية والبحرين، "ففي هذه البلدان من يعبر عن رأيه بأي وسيلة سلمية يغيب وراء الشمس، فهناك الآلاف من المعتقلين السياسيين منهم من حوكم وصدرت بحقه أحكام عالية حتى الإعدام ومنهم موقوف أو مختف قسريا منذ سنوات من دون محاكمة".

واعتبرت أن الدول التي قدمت مطالبها إلى قطر "لا تملك الأهلية لتقديمها، فملفها الحقوقي على كافة الصعد أسود، تمارس الترهيب وتستخدم المال من أجل إخضاع الخصوم بشكل لا يخفى على أحد".

وعبرت المنظمة عن استهجانها مواقف الإدارة الأميركية المتضاربة من الأزمة الخليجية، وهو ما "يشجع دول الحصار على الاستمرار في نهجها المنفلت والمخالف لكل المواثيق والأعراف الدولية"، وأكدت أن موقف الأمين العام للأمم المتحدة من تغول دول الحصار "باهت ولا يرقى إلى معاناة الناس المحاصرين".

المصدر : الجزيرة