اليوغا في لبنان.. ملاذ من الضغوط الأمنية والحياتية

اليوغا في لبنان في الهواء الطلق
اليوغا في لبنان باتت تمارس في الحدائق العامة (الجزيرة)

زلفا صفير-بيروت

لا يستغرب زوار لبنان هذه الأيام مشهد أشخاص يمارسون رياضة اليوغا في ساحات بيروت وحدائقها العامة في الهواء الطلق عند نهاية كل أسبوع، إذ شهدت "بلاد الأرز" إقبالا كبيرا في السنوات الأخيرة على ممارسة هذه الرياضة.

وانعكس هذا الأمر ارتفاعا ملحوظا في أعداد الأندية المتخصصة في اليوغا، لتزداد في العاصمة اللبنانية من ناديين اثنين إلى 15 ناديا، ولتبلغ 38 ناديا في كافة المناطق اللبنانية.

الفكر والجسد
رواج هذه الرياضة يعود إلى جملة أسباب، منها المتعلق بالتوتر الذي يتعرض له اللبناني بفعل الاضطرابات الأمنية والسياسية التي تفتك بالبلاد وتحرم أهلها راحة البال، إضافة إلى ازدياد نسبة الوعي لدى اللبنانيين بفوائد اليوغا العقلية والفكرية إلى جانب فوائدها البدنية.

وعن هذه الرياضة، تقول كارول عيسى إن سبب لجوئها إلى اليوغا هو البحث عن سلام داخلي والتصالح مع الآخرين والعيش بوئام مع المحيط.

وأضافت أنها تمكنت من الوصول إلى هذه المرحلة بفعل ممارستها هذه الرياضة دوريا، وقد اكتسبت أسلوب حياة يبعدها عن الكثير من السلبيات التي تواجهها يوميا.

قاعدة ذهبية
يقول خبراء في هذه الرياضة إنها تساهم في صفاء الذهن ومقاومة الضغوط النفسية والاجتماعية، ويذكرون أن لها قاعدة ذهبية تميزها عن الرياضات الأخرى، وهي التدرب على تقنية التنفس العميق، بحسب عائد غانم مدرب "اليوغا" لأكثر من 15 عاما.

‪اليوغا توازن فكري ومرونة بدنية‬ (الجزيرة)
‪اليوغا توازن فكري ومرونة بدنية‬ (الجزيرة)

يقول غانم إن ضغوط الحياة وهمومها تثقل كاهل المرء وتولد أمراضا لديه يصعب على الجسد تحملها وحده، فتعمل اليوغا على إعادة الصلة بين الجسد والفكر عبر ممارسة تقنية التنفس العميق أثناء التمارين البدنية، مما يؤدي إلى ترويض الفكر وتهدئته.

كما تساعد الفكر -بحسب غانم- على مخاطبة الجسد المتوتر للتخفيف من ألمه، وتخفف من القلق والأرق، وتعالج أيضا أوجاع الرقبة والظهر والرأس عبر وضعيات محددة.

ويوافق ممارس اليوغا منذ سنوات عبد العزيز عويدة على كلام غانم، ويشرح كيف أنه يشعر بعد انتهاء حصة اليوغا بارتخاء عضلات ظهره التي كان يعاني سابقا من تشنجها.

التركيز والتوازن
وتوضح مدربة اليوغا في أحد نوادي بيروت ريتا جامجيان، أن ممارسة التنفس العميق بانتظام في الحصص تسمح بإيصال الأوكسجين إلى الدماغ الذي بدوره يحفز نشاط خلاياه ويطور قدراته الفكرية.

وتضيف أن  تقنية "السوبر برين" (الدماغ المتفوق) الجديدة التي تعتمد بالدرجة الأولى على التنفس العميق، أظهرت نتائج مذهلة لدى تطبيقها على الأطفال الذين يعانون من قلة التركيز أو مَن لديهم مشاكل فكرية منذ الولادة، خصوصا في زيادة التركيز والنشاط العقلي.

ويكتسب ممارسو اليوغا مهارة التركيز والتوازن الفكري ومرونة جسدية استثنائية إضافة إلى تقوية عضلات الجسد.

المصدر : الجزيرة