فضيحة المنشطات الروسية تتخطى الحدود

(FILE) A file picture dated 21 February 2014 of the Doping Control Station in the Laura Biathlon Center during the Sochi 2014 Olympic Games in Krasnaya Polyana, Russia. The ruling athletics body IAAF Council meets on 13 November 2015 to discuss a recommendation from an independent commission of the World Anti-Doping Agency (WADA) to suspend Russia from events including the 2016 Summer Olympics in Rio de Janeiro, because of wide-spread doping practices and cover-ups of positive tests, allegations first made in a German television documentary. EPA/HENDRIK SCHMIDT *** Local Caption *** 51689017
مركز فحص المنشطات الروسي نالته اتهامات بالتغاضي عن تعاطي رياضيين للمنشطات (الأوروبية-أرشيف)

افتكار مانع-موسكو

تجاوزت تداعيات فضيحة تعاطي رياضيين روس لمنشطات محظورة، وضع الرياضة الروسية وحاجتها إلى إصلاحات شاملة، لتصبح مؤشرا على حالة الرياضة العالمية بمؤسساتها وهياكلها الإدارية.

فقد كشفت فضيحة المنشطات التي تكشفت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بناء على تقرير للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا)، عن أبعاد خطيرة لهذه القضية، حيث اتهم تقرير اللجنة المستقلة التابعة للوكالة روسيا بانتهاج "أسلوب تنشيط منظم" للرياضيين الروس، وذلك برعاية حكومية وبعلم وتستّر من مسؤولين في الاتحاد الدولي تقاضوا رشى مالية.

من جانبها أقرت روسيا لمجموعة العمل التابعة للجنة العليا لألعاب القوى الدولية (آي.أي.أي,أف) خلال زيارتها لموسكو بوجود قصور، وتعهدت باتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة تعاطي المنشطات، علما بأن الاتحاد الدولي لألعاب القوى قرر إيقاف مشاركة نظيره الروسي في المنافسات الدولية بشكل مؤقت.

تورط مسؤولين
ويفتح قرار الاتحاد الدولي إيقاف نظيره الروسي المجال أمام احتمال حرمان الرياضيين الروس من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة المقررة في ريو دي جانيرو بالبرازيل في أغسطس/آب المقبل. 

ومن أبرز المتورطين في هذه الفضيحة الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى السنغالي لامين دياك الذي يخضع للتحقيق في فرنسا بتهمة تلقي رشى لحجب الحقيقة حول بعض حالات تعاطي المنشطات.

وكمؤشر على مدى تشعب منظومة الفساد، طالبت لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي بإيقاف ثلاثة مسؤولين عن ممارسة أي أنشطة في ألعاب القوى مدى الحياة، وهم نجل رئيس الاتحاد الدولي السابق بابا ماساتا دياك، ورئيس الاتحاد الروسي فالنتين بالاخنيتشيف، ومدرب سباقات المسافات الطويلة أليكسي ملنيكوف. كما أوصت بإيقاف مدير مكافحة المنشطات في الاتحاد الدولي غابرييل دولي لخمس سنوات.

إصلاحات روسية
المنسق المؤقت للجنة ألعاب القوى الروسية غينادي أليوشين أكد في حديث مقتضب للجزيرة نت أن روسيا أقرت بالحاجة إلى إجراء إصلاحات في مؤسساتها الرياضية وهي تقوم بذلك فعلا، كما أنها عازمة على التعاون مع اللجنة العالمية لألعاب القوى وستقدم لها كافة التسهيلات لقيامها بالرقابة والتفتيش.

قرار الاتحاد الدولي إيقاف نظيره الروسي يفتح المجال أمام احتمال حرمان الرياضيين الروس من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة المقررة في ريو دي جانيرو بالبرازيل في أغسطس/آب القادم

وأضاف أليوشين أن روسيا تعول على تراجع اللجنة الدولية لألعاب القوى عن قرارها استبعاد روسيا بعد التأكد من التزامها التام بقواعد اللجنة، مؤكدا أنها تأمل أن يفتح انتخاب رئيس جديد للجنة الأولمبية الروسية صفحة جديدة في التعامل مع مسؤولي الرياضة الدولية.

أبعاد المشكلة
أما الخبير فلاديمير شاخوف فقد اعتبر أنه بغض النظر عن قرار اللجنة الدولية بشأن إعادة عضوية روسيا في الاتحاد الدولي من عدمه، فإن "فضيحة تعاطي الرياضيين الروس للمنشطات تعكس الحال الذي وصلت إليه الرياضة العالمية، وروسيا ليست الوحيدة في هذا المجال، فما يحدث في الملاعب شيء وما يحدث في الكواليس وبعيدا عن الأضواء شيء مغاير تماما".

وأوضح أن قضية تعاطي الرياضيين الروس للمنشطات ليست الوحيدة، فقد أظهرت الفترة الماضية كما كبيرا من الفضائح المدوية ابتداء من فضائح الفساد الكبرى التي لاحقت الاتحاد الدولي لكرة القدم، مرورا بقرارات لجان التحكيم لمنح شرف استضافة المسابقات العالمية في عدد من البلدان.

واعتبر شاخوف أن تواطؤ مسؤولي الاتحاد الدولي لألعاب القوى يمثل مؤشرا خطيرا على مدى استشراء الفساد في الرياضة التي يفترض أن تقدم مثالا راقيا للأخلاق والمسؤولية، مضيفا أن هذا كله يشير إلى أن منظومة الرياضة العالمية برمتها أصبحت مسرحا لعمليات تداول رشى مالي وفساد، كما أنه يدلل على وجود شبكات تتعدى الرياضيين لتصل إلى المؤسسات الرياضية بإدارييها وأجهزتها الرقابية.

لكنه استدرك بأن الجميع يأمل إجراء إصلاحات في الهياكل الإدارية للاتحاد العالمي بتسلم البطل البريطاني السابق سيباستيان كو لرئاسته خلفا للسنغالي لامين دياك، وأضاف أن كو يقف أمام تحديات كبيرة لتجاوز الأزمة واستعادة سمعة هذه الرياضة.

وعبر شاخوف عن اعتقاده بأن الإجراءات العقابية واستبعاد المتورطين ومثول مسؤولين كبار للمساءلة القانونية تمثل رسالة قوية من شأنها تطهير المنظمة الدولية من الفساد، وأن تبعث رسالة ردع للمؤسسات الرياضية الدولية الأخرى.

المصدر : الجزيرة