مدرسة لتعليم الشطرنج للفتيات بالضفة الغربية

ج الخاصة بالفتيات تعد الاولى وتقدم خدمة للملتحقات بها عبر تنظيم وقتهن وتحمل الضغط والتفكير-تصوير عاطف دغلس-

عاطف دغلس-سلفيت

للشهر الرابع على التوالي تواظب الفتاة الفلسطينية أمل عرباسي (15 عاما) ومعها أكثر من عشرين فتاة أخرى على الدوام بمدرسة أعدت خصيصا لتعليم الشطرنج للفتيات في بلدة الزاوية بمحافظة سلفيت شمال الضفة الغربية، وهي المدرسة الأولى من نوعها فلسطينيا.
 
ورغم صغر سنها أدركت أمل أن التحاقها بمدرسة الشطرنج سيقدم لها الكثير ويميزها بين زميلاتها عبر تنمية قدراتها العقلية وتفريغ طاقاتها الرياضية والإبداعية كونها تنافس في "لعبة الملوك" وتتقنها جيدا وتتوج بالفوز في بعض من بطولاتها المحلية.

وقالت أمل إنها حظيت بالفوز مرتين في بطولة المدارس وأخرى للسيدات على مستوى محافظتها سلفيت على الرغم من المدة القصيرة لإنشاء المدرسة والالتحاق بها، وأضفى انتسابها لمدرسة الشطرنج تنظيما على حياتها وساعدها على استغلال الفراغ بالترتيب والإعداد لكل شيء حتى في استيعابها ودراستها التي طرأ عليها تقدم ملحوظ.

وتعتمد لعبة الشطرنج على السرعة والذكاء والتخطيط المسبق وتحمل الضغط، وساهم ذلك تلقائيا في صقل شخصيتها وتنمية قدراتها وتوسيع مداركها، خاصة أنها تواصل وشقيقاتها في المنزل حل ألغاز اللعب التي يكلفها بها المدرب.

وتخصص المدرسة يومين في نهاية الأسبوع لتدريب الفتيات وتعليمهن على مراحل اللعبة المختلفة، وهو ما ترى فيه الفتيات خطوة جيدة لتسهيل انضمام أخريات "لنوفق بين الدراسة وتعلم الشطرنج"، وحددت كذلك أعمار المشاركات بين 11 و20 عاما وفق فئات اللعب المطلوبة.

ولا تتقاضى المدرسة أي رسوم من طالباتها الموزعات على قرى محافظة سلفيت وتلتزم بمصاريف التدريب والمشاركة في البطولات المختلفة.

‪هاني طليب تحدث عن الحاجة إلى مدربين متخصصين ومتفرغين‬ (الجزيرة)
‪هاني طليب تحدث عن الحاجة إلى مدربين متخصصين ومتفرغين‬ (الجزيرة)

احتياجات
من جهته، قال رئيس نادي الزاوية الرياضي غسان عبد اللطيف إن مدرسة الشطرنج في بداية طريقها وينقصها إيجاد مكان متخصص يحوي جميع مستلزمات المدرسة من القاعة المجهزة بطاولات اللعب الخاصة ورقع الشطرنج الحديثة وساعات التسجيل الخاصة.

وأوضح عبد اللطيف أنه وعلى الرغم من قلة إمكانياتهم فإنهم استطاعوا ضم اللاعبة وبطلة فلسطين لثلاث مرات أنوار البزور إلى مدرستهم، وشاركوا في بطولات عديدة بلاعباتهم وفازوا بمراتب أولى، وأرجع ذلك إلى تدريبهن الجيد على يد مدرب وحكم دولي فلسطيني.

وأضاف أن تقبّل المجتمع والأهالي الفكرة ساعد على تقدم المدرسة ونجاحها وحفز الطالبات ذهنيا وعلميا فهي توصف بلعبة الذكاء، والأهم أن مشاركة الفتيات في الألعاب الرياضية الأخرى تبقى محدودة بالمجتمع الفلسطيني.

ويسعى القائمون على المدرسة إلى استضافة بطولات للشطرنج واستقدام مدربين لمراحل متقدمة، إضافة إلى تطوير قدرات الفتيات الإبداعية والذهنية بإدراجهن في دورات خارجية.
 
أما هاني طليب -الذي يشرف على تدريب الفتيات- فأشار إلى الحاجة إلى توفير المكان المناسب للتدريب بما يحتاجه من طاولات ورقع شطرنج متطورة ومدربين متخصصين متفرغين بما يتناسب وأعمار الفتيات ويصل بهن إلى مراحل متقدمة.

واعتبر توفير مثل هؤلاء المدربين "الشغل الشاغل للاتحاد الفلسطيني للشطرنج الذي يحوي أكثر من 150 لاعبا لتدريبهم خلال العطلة الصيفية وتأهيلهم عربيا ودوليا".

المصدر : الجزيرة