ألعاب القوى بالمغرب ماض جميل ومستقبل غامض

الاتحاد المغربي يلعب ورقة الدعم المالي لاعادة انجاب الأبطال العالميين
الاتحاد المغربي لألعاب القوى يطمح لاستعادة بريق المغرب في المسابقات الدولية (الجزيرة نت)

محمد الشرع-الرباط

بعد سنوات من التألق والعطاء في مختلف المحافل الدولية والتظاهرات العالمية غاب بريق ألعاب القوى المغربية واختفت نتائجها بالقدر الذي توقفت عن تفريخ أبطال عالميين من قبيل سعيد عويطة ونوال المتوكل وخالد السكاح وهشام الكروج ونزهة بدوان وخالد بولامي وإبراهيم بوطيب وصلاح حيسو وغيرهم.

المستوى الذي أصبحت عليه ألعاب القوى -التي كانت القوة الضاربة في الرياضة المغربية- يطرح أكثر من علامة استفهام في ظل التراجع المهول لرياضة أم الألعاب التي كانت قاطرة الرياضية المغربية إلى غاية الأمس القريب.

ويرى الإعلامي الرياضي إبراهيم شخمان أن إعلان اتحاد اللعبة منذ قدوم الرئيس عبد السلام أحيزون في عام 2008 الحرب على بعض الممارسات كتزوير أعمار العدائين وتهجيرهم، فضلا عن ترويج المنشطات بين الممارسين ساهم نوعا ما في تراجع المستوى.

وقال شخمان للجزيرة نت إن "الحرب فتحت جبهات وجيوب مقاومة من طرف الذين أحسوا بأن مصالحهم مست بسبب حرب الاتحاد على الظواهر السلبية المذكورة، وضيعت الكثير من الوقت على الاتحاد المغربي".

وأوضح أن التقنيين الذين يشتغلون في المنتخبات المغربية لأم الألعاب صدموا بغياب الخلف، وأشار إلى أن الاتحاد يعمل حاليا على تكوين جيل جديد من العدائين بعدما تمكنت من توفير البنيات التحتية وخلق أكاديميات جهوية للتنقيب وصقل المواهب.

السكاح: المسؤولية تتحملها الأندية والروابط والإدارة التقنية (الجزيرة نت)
السكاح: المسؤولية تتحملها الأندية والروابط والإدارة التقنية (الجزيرة نت)

تشخيص الداء
من جهته، أرجع البطل الأولمبي والعالمي في أربع مناسبات خالد السكاح -الذي يشغل حاليا منصب رئيس رابطة فاس بولمان لألعاب القوى- مسؤولية التراجع إلى الأندية والروابط والإدارة التقنية الوطنية التي قال إنها تشهد ضعفا ملحوظا.

وقال السكاح للجزيرة نت إن "لكل حقبة رجالاتها ولا بد من فترة فراغ، الاتحاد المغربي يقدم دعما كبيرا للأندية وأنشأ العديد من الحلبات المطاطية في مجموعة من المدن وكذا العديد من المراكز الجهوية للتكوين، والكرة الآن في ملعب الأندية والروابط والإدارة التقنية من أجل تقديم الإضافة المنتظرة".

ونوه السكاح بضرورة تكوين أجيال جديدة تخلف الأجيال المعتزلة، وطالب الإدارة التقنية الوطنية بسد الفراغ الموجود في الجانب التقني، وذلك عبر الإقدام على تغييرات جذرية من أجل إيجاد الخلف وضمان الاستمرارية.

بدوان: المغرب قادر على إنجاب عدائين عالميين آخرين ويجب أن نتفاءل (الجزيرة نت)
بدوان: المغرب قادر على إنجاب عدائين عالميين آخرين ويجب أن نتفاءل (الجزيرة نت)

نظرة تفاؤلية
العداءة العالمية السابقة نزهة بدوان زكت طرح زميلها خالد السكاح حينما قالت إن ما تعيشه ألعاب القوى المغربية هو مجرد فترة فراغ، متسائلة في السياق "لماذا لا يتم البحث عن أسباب النجاح حينما تكون النتائج إيجابية؟".

وقالت بدوان للجزيرة نت إن هناك إحساسا من طرف مكتب الاتحاد بجسامة المسؤولية، وأكدت أن هناك عملا كبيرا يقوم به الجهاز الوصي بهدف توفير جميع الظروف وكل المتطلبات من أجل بلورة الأفكار وبلوغ الأهداف المرجوة.

وأضافت "نحن مقبلون على بطولة العالم والألعاب الأولمبية، ويجب أن نتفاءل خيرا كما كنا نتفاءل منذ مدة طويلة، المغرب أنجب عدائين عالميين منذ فترة الراضي، وهو قادر على الاستمرار في إنجاب عدائين آخرين، وما علينا سوى التفاؤل وتقديم الدعم والمساندة لرياضيينا". 

المصدر : الجزيرة