ذوو الاحتياجات الخاصة بالعراق.. أبطال رغم العوائق

صورة لفريق السباحة العراقي للمعاقين في إحدى مشاركاته الخارجية
بعض الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة حققوا إنجازات محلية ودولية (الجزيرة)

الجزيرة نت-بغداد

في العراق الذي يعيش حروبا طاحنة منذ عدة عقود تمتزج قصص الفرح بالحزن، ويخالط الإنجاز كثيرا من التحديات، وهو ما يتجلى في حالة أبطال رياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن فقدوا أطرافهم نتيجة انفجارات سيارات مفخخة وعبوات ناسفة ولاصقة، وحقق بعضهم إنجازات محلية وعربية ودولية عبر مشاركتهم في بطولات عدة.

ويقول مدرب منتخب السباحة للمعاقين سفيان عبد الكريم إن هؤلاء الرياضيين مثلوا حالة خاصة في المجتمع، حيث استطاعوا تجاوز عدد كبير من المعوقات التي تحول دون انخراطهم في المجتمع بشكل صحيح، فضلا عن أن يكونوا متميزين في الرياضة.

ويضيف عبد الكريم للجزيرة نت أن بعض هؤلاء كانوا رياضيين بالأساس واستمروا في مشوارهم بعد إصابتهم، والبعض الآخر قرر الاتجاه للرياضة بعد ما تعرضوا له، وذلك في تحد لظرفهم الخاص والأوضاع العامة في المجتمع.

وشاركت الفرق التابعة للجنة البارالمبية العراقية -بحسب عبد الكريم- في أولمبياد 2014 بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية وحصلت على المركز الأول في رمي القرص والرمح، إضافة إلى نحو أربعين وساما في الرياضات الأخرى.

undefined

عصب الرياضة
وبحسب عبد الكريم، فإن معظم رياضيي اللجنة حاصلون على منحة "الرواد والأبطال" التي يمنحون بموجبها مبالغ شهرية تحفيزية تتراوح بين 330 وستمئة دولار تقريبا.

ويواجه الرياضيون من ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق عدة صعوبات، أهمها قلة المخصصات المالية كما يقول السباح عبد الجبار عادل الذي أصيب بانفجار سيارة مفخخة قتل فيه والده وبترت ساقه، لكن ذلك لم يقف عائقا أمامه في إكمال مشواره الرياضي.

وحصل عادل على المركز الأول في السباحة على مستوى قارة آسيا، ويضيف عادل أن "المال عصب الرياضة"، ومن الضروري توفير المستلزمات الأساسية في حياة اللاعب حتى يتفرغ لممارسة الرياضة دون الحاجة إلى عمل آخر.

undefined

مشاكل أخرى
وثمة مشاكل أخرى يواجهها الرياضيون من ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق، من بينها قلة الملاعب المخصصة لهم، حيث يضطرون لاستئجار ملاعب على حسابهم الخاص، ويشتكي كثر من المحسوبيات في الوسط الرياضي بشكل عام، حيث تلعب العلاقات الشخصية والواسطات دورا كبيرا في ترقية اللاعبين وضمهم للمنتخب الوطني.

ويقول لاعب منتخب الشباب للكرة الطائرة جلوس علي إحسان إن من أبرز العوائق التي تواجهه وزملاؤه هي صعوبة الحصول على الأطراف الصناعية والتي تحتاج إلى تبديل كل فترة.

ويضيف إحسان -الذي يعاني من بتر تحت الركبة بانفجار استهدف أحد رؤساء الجامعات العراقية عام 2009- أن أسعار هذه الأطراف مرتفعة، حيث قد يصل سعر "الأطراف الذكية" في السوق إلى عشرات آلاف الدولارات، أما الساق التي تصنع في الورش المحلية فيتجاوز سعرها أربعمئة دولار، وهو "ما لا يطيق أكثرهم دفعه بسبب الظروف المادية التي يمرون بها".

المصدر : الجزيرة