أي حلول لمصاعب أندية الدوري التونسي المالية؟

مبارة ترجي جرجيس و نجم المتلوي من الدوري التونسي
جانب من مباراة ترجي جرجيس ونجم المتلوي من الدوري التونسي (الجزيرة)

ثامر العيد-تونس

ألقت الضائقة المالية والاقتصادية التي تعاني منها تونس بظلالها على أندية الرابطة المحترفة الأولى التي قررت إيقاف نشاط الدوري التونسي لكرة القدم احتجاجا على عدم صرف المنح الوزارية للأندية الموسم الرياضي الحالي.

وقال ماهر بن عيسى نائب رئيس ودادية الرابطة الأولى لوكالة الأنباء الرسمية "إن رؤساء نوادي الرابطة الأولى قرروا إيقاف نشاط الدوري التونسي إلى حين تسديد الوزارة منح الأندية".

وأضاف على إثر اجتماع ضم رؤساء 14 جمعية رياضية من جملة 16 تنشط في الدوري التونسي أن هذا القرار يعود إلى تراجع وزارة الشباب والرياضة عن الاتفاق المبرم سنة 2013 والقاضي بصرف المنح في آجالها وعجز الأندية عن مجابهة مصاريف الدوري ودفع أجور اللاعبين والإطار الفني.

ووجه رؤساء النوادي على إثر هذا الاجتماع رسالة إلى رئاسة الحكومة التونسية تطالبها بإعفاء عدد من النوادي من الضرائب المتراكمة بذمتها مع التزامها بدفع الضرائب انطلاقا من الموسم الرياضي المقبل.

وكانت أندية الرابطة المحترفة الثانية اتخذت القرار نفسه بسبب تأخر صرف المنحة الوزارية التي كان من المفترض أن تصرف في أول نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

صعوبات مالية
وتعاني أندية كرة القدم التونسية منذ سنة 2011 من صعوبات مالية بسبب توقف دعم الجماعات المحلية العمومية (بلديات ومجالس المحافظات) وتراجع عائدات الإشهار والرهان الرياضي، فضلا عن غياب الجمهور عن الملاعب لمدة طويلة بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة.

وقال وزير الشباب والرياضة صابر بوعطي في تصريح لجريدة المغرب اليومية "رغم تقديري للظروف الصعبة التي تمر بها الأندية كنت أتمنى ألا تتخذ هذا القرار".

وأفاد بأن وزارة الشباب والرياضة تعاني بدورها من ضائقة مالية بسبب الوضع الاقتصادي للبلاد.

بدوره، اعتبر الصحفي الرياضي رضا الفاهم في تصريح للجزيرة نت أن هذا القرار لا يخدم مصلحة كرة القدم التونسية، خاصة المنتخب التونسي الذي تنتظره التزامات دولية مهمة.

وقال "كان على المسؤولين بالأندية التريث قليلا ومواصلة الحوار مع سلطة الأشراف".

الحلول الممكنة
ومن المنتظر أن يتواصل الحوار بين سلطة الأشراف والأندية هذا الأسبوع لإيجاد حلول لهذه الأزمة وإقناع المسؤولين عن الأندية بالرجوع عن هذا القرار والعودة إلى المسابقات الكروية.

وحسب تصريحات لوزير الشباب والرياضة، قد تلجأ الوزارة إلى الاقتراض من وزارة المالية لتسديد جزء من ديونها المتراكمة لدى النوادي الرياضية.

وتبقى كرة القدم التونسية في حاجة إلى حلول هيكلية عميقة لتجنب الوقوع في مثل هذه الأزمات، حيث يقول الصحفي الرياضي رضا الفاهم "على الأندية مراجعة سلم الأجور بالنسبة للاعبين والمدربين"، إذ اعتبرها "مرتفعة جدا مقارنة بالمداخيل الحالية للأندية".

كما شدد على ضرورة إعادة الروح لمسابقة الرهان الرياضي، والبحث عن موارد جديدة تضمن استمرارية النوادي في ممارسة نشاطها الرياضي.

المصدر : الجزيرة