تيتو.. مهندس عودة البرازيل للواجهة

SAO PAULO, BRAZIL - OCTOBER 9: Tite, head coach of Brazil looks on during the Brazil training session for 2018 FIFA World Cup Russia Qualifier match against Chile at Allianz Parque Stadium on October 09, 2017 in Sao Paulo, Brazil. (Photo by Alexandre Schneider/Getty Images)
تيتي أعاد البرازيل إلى موقعها ضمن كبار الكرة العالمية (غيتي)

قليلون فقط هم من آمنوا بحظوظ المنتخب البرازيلي في العودة كقوة كروية كبيرة في العالم بعد ثلاث سنوات من مونديال 2014 المخيب للآمال.

فبعد الهزيمة المذلة أمام ألمانيا 7-1 بنصف نهائي المونديال الماضي التي اعتبرتها الصحافة البرازيلية بمثابة الضربة القاضية لجيل بأكمله، ها هو المنتخب البرازيلي يعود إلى كأس العالم مفعما بالثقة وحاملا لافتة المرشح الأوفر حظا للفوز باللقب.

ويعود الفضل في هذه العودة للمدرب تيتي الذي أعاد الثقة بالنفس للمنتخب الفائز بالمونديال خمس مرات.

وأنهت البرازيل مشوارها في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة للمونديال بالشكل الأمثل في الصدارة، وظهرت بثوب جديد يختلف كليا عما كانت ترتديه أثناء حقبة المدرب السابق كارلوس دونغا الذي أخفق في الخروج بالفريق من أزمته النفسية بعد مونديال 2014 الدرامي.

وكان تيتي أحد المدربين المعروفين للجماهير والصحافة بفضل عمله الرائع مع نادي كورينثيانز الذي فاز تحت قيادته بالدوري المحلي مرتين عامي 2011 و2015 وبطولة كأس ليبيرتادوريس ومونديال الأندية عام 2012.

ولكن ورغم شهرته الواسعة كمدرب جيد، فاقت مسيرة تيتي مع المنتخب كل التوقعات.

وتولى تيتي مهمة قيادة البرازيل فنيا بعد مرور ست مراحل من التصفيات القارية، في وقت كان فيه المنتخب بعيدا عن مراكز التأهل، كما سبق ذلك خروجه الكارثي من بطولتي كوبا أميركا 2015 في تشيلي و2016 في الولايات المتحدة.

وحقق منتخب "السامبا" أرقاما رائعة في تصفيات المونديال، فقد حصد 32 نقطة تحت قيادة تيتي، ليخطف بطاقة التأهل إلى روسيا 2018 قبل أربع جولات من نهاية التصفيات.

ونجح المدرب في تكوين فريق قوي يعتمد على تناقل الكرة بدون اللجوء إلى المخاطرة في النواحي الدفاعية، كما يجيد الاستفادة من سرعة لاعبيه في الخط الهجومي.

وأظهر تيتي قدرة كبيرة على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الجريئة عندما قرر الدفع بغابرييل جيسوس في أول مباراة له أمام منتخب الإكوادور، في وقت كان فيه هذا الأخير مجرد لاعب واعد بين صفوف فريق بالميراس.

ورد جيسوس -المهاجم الحالي لمانشستر سيتي الإنجليزي- الجميل لتيتي سريعا، وسجل هدفين في تلك المباراة ليصبح بعد ذلك الشريك الأمثل لـ نيمار في الخط الهجومي.

وراهن المدرب على خط دفاعي يعج بالخبرات بوجود داني ألفيشر ومارسيلو وميراندا كعناصر أساسية، معتمدا في وسط الملعب على كارلوس كاسميرو صاحب الدور الدفاعي البحت.

وفي الخط الأمامي، يتناوب نيمار وفليبي كوتينيو وريناتو أغوستو وجيسوس بسرعتهم العالية على قيادة الهجمات، في حين يتولى باولينيو -الذي استعاد مستواه بفضل تيتي وانتقل من الدوري الصيني إلى برشلونة الإسباني- مهمة الربط بين كاسميرو والمناطق الهجومية.

وعقب أدائه اللافت في التصفيات، يسافر المنتخب البرازيلي إلى روسيا الصيف المقبل كأحد أبرز المرشحين للفوز باللقب في ظل قيادة الوطني أدينور ليوناردو باتشي الذي يعرفه العالم باسم تيتي.

المصدر : الألمانية