دول الحصار.. عندما يصبح الخضوع تبريرا للتراجع

مسؤولون سعوديون وإمارتيون (مواقع إلكترونية)
"جهابذة" الرياضة في دول حصار قطر استعرضوا عضلاتهم وهددوا ثم عادوا خاضعين (الجزيرة)
يخرج جهابذة الرياضة في دول حصار قطر ويستعرضون عضلاتهم ويهددون الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالويل والثبور وعظائم الأمور في حال عدم نقل مباريات الفرق السعودية والإماراتية بدوري أبطال آسيا أمام الأندية القطرية إلى ملاعب محايدة.

فها هو رئيس الهيئة العامة للرياضة في الإمارات محمد خلفان الرميثي يحذر الاتحاد القاري أنه في حال عدم تفهمه موقف بلاده والسعودية "فسيخسر بلدين مهمين وما يمثلانه من ثقل كروي وتسويقي وجماهيري.. الاتحاد الآسيوي عليه أن يفكر في مصلحته وليس في المصالح الضيقة المسيسة".

وتابع "إذا استمر الوضع الحالي فهناك كونفدراليات تسعد بانضمامنا لها، فنحن لدينا أربع رعاة يدفعون الملايين للاتحاد الآسيوي".

وعلى نفس المنوال نسج رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بالقول إن "الأندية السعودية لن تلعب خلال مواجهاتها الآسيوية على الملاعب القطرية مهما كانت الأسباب.. وهذا أمر محسوم مسبقا".

وختم أن "موقفنا واضح وثابت.. لن نلعب على الأراضي القطرية نحن وأشقاؤنا الإماراتيون".

ولم يخرج الأمين العام للاتحاد الإماراتي لكرة القدم محمد بن هزام عن سرب "العنتريات" والتهديدات بالقول "لن نلعب على أراضي الدولة المجاورة حتى لو خرجنا من القارة".

وفجأة من دون أي مقدمات وقبل ساعات من إصدار قرار الاتحاد الآسيوي بشأن الطلب الذي تقدم به الاتحادان السعودي والإماراتي بنقل مباريات أنديتها بدوري أبطال آسيا أمام الأندية القطرية إلى ملاعب محايدة، خرج رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية تركي آل شيخ بتغريدة صبت ماء باردا على الرؤوس الحامية، جاء فيها أنه "كرئيس لهيئة الرياضة.. موقفي أن لا دخل لها بالسياسة، ولا أجد ما يمنع من المشاركة في قطر، فالشعب القطري امتداد لنا وكلهم متابع وعاشق لرياضتنا ودولتنا وقادتنا… المهم الاطمئنان على سلامة لاعبينا وهذا غير مقلق".

ولكي يخفف من وطأة هذا التراجع وعدم وصفه بأنه خضوع، ختم تغريدته بكلام دون المستوى لشد عصب متابعيه البالغ عددهم 874 ألفا.

undefined

وأشعلت التغريدة -التي حازت على 12 ألف إعادة تغريد وقرابة تسعة آلاف إعجاب ونحو 3500 رد- مواقع التواصل، حيث تراوحت الردود بين اعتبارها خضوعا لتبرير التراجع، وإقرارا بأنه يجب فصل السياسة عن الرياضة.

ومن المتوقع أن يبعث الاتحاد الآسيوي برده على المطالب الإماراتية والسعودية غدا السبت وسط تسريبات تشير إلى أن الاتحاد سيشدد على قرار سابق اتخذه بمنع اللعب على أراض محايدة، وإلزام الدول بإصدار تأشيرات دخول مخصصة للاعبي وأندية كرة القدم حتى وإن كان هناك حظر على جنسياتهم خلال بطولة دوري أبطال آسيا.

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تخضع دول الحصار لمطالب اتحادات آسيوية وعالمية، وكان آخرها في بطولة العالم للشطرنج في السعودية التي جرت الشهر الماضي، حيث استجابت المملكة -بضغط من الاتحاد الدولي للعبة- لشروط الاتحاد القطري للشطرنج برفع علم قطر في البطولة، وضمان إصدار التأشيرات للاعبين القطريين في المطار. وكانت السعودية في البداية رافضة بشكل مطلق رفع العلم القطري في البطولة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية