النزاعات بين مدريد وكتالونيا عبر القرون

People wave Spanish flags during a demonstration calling for unity at Plaza de Colon in Madrid on October 28, 2017, a day after direct control was imposed on Catalonia over a bid to break away from Spain.Spain moved to assert direct rule over Catalonia, replacing its executive and top functionaries to quash an independence drive that has plunged the country into crisis and unnerved secession-wary Europe. / AFP PHOTO / JAVIER SORIANO (Photo credit should read JAVIER SORIANO/AFP/Getty Images)
مرت العلاقات بين مدريد وبرشلونة بعدد من الأزمات عبر القرون آخرها أزمة العام 2017 (غيتي)

ليست أزمة العام 2017 بين مدريد وبرشلونة هي الأولى في تاريخ العلاقات بينهما، إذ تعود بواكير التوتر في علاقاتهما السياسية إلى أكثر من ثلاثة قرون خلت، تعددت فيها الأزمات بين الطرفين.

وتتنوع طبيعة الأزمات التي شهدتها العلاقة بين الطرفين، وإن تمحورت في أغلب الأحيان حول مطالب الاستقلال وطبيعة الحكم الذاتي للإقليم وحدوده ومقتضيات السيادة للدولة المركزية.

وفي ما يأتي أهم المحطات التي مرت بها العلاقات بين الطرفين عبر القرون:

1714: القوات الفرنسية الإسبانية تستولي على برشلونة
في 11 سبتمبر/أيلول 1714 وخلال حرب الخلافة على عرش إسبانيا بين الدوق أنجو فيليب وملك النمسا شارل، اختار الكتالونيون الوقوف مع الأخير، لكن القوات الفرنسية الإسبانية تفوقت واستولت على المدينة في 11 سبتمبر/أيلول 1714 وحرمتها من مؤسساتها المستقلة. وما زال الكتالونيون يحتفلون بعيدهم الوطني في هذا اليوم.

– 1932: حكم ذاتي
في 1931، ولدت في إسبانيا جمهورية ثانية انبثقت عن انتخابات، وبعد عام أقرّ البرلمان حكما ذاتيا لكتالونيا، وأصبحت الكتالونية لغة رسمية مثل لغة كاستيا (قشتالة).

– 1934: دولة قصيرة الأمد
تصاعدت مطالب الاستقلاليين التي دفعت رئيس حكومة كتالونيا -التي تتمتع بحكم ذاتي- يويس كومبانيس إلى إعلان "دولة كتالونية في جمهورية إسبانيا الاتحادية"، في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1934.

استمر حكم قادة الاستقلال عشر ساعات، تدخل خلالها الجيش الإسباني وسقط عشرات القتلى. وفي صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أعلن كومبانيس استسلامه قبل أن توقفه الحكومة، ثم يعدمه رجال فرانكو في 1940 رميا بالرصاص.

– 1939: استبداد فرانكو
في 24 يناير/كانون الثاني 1939 سقطت برشلونة بأيدي قوات الجنرال فرانسيسكو فرانكو، بعد حرب أهلية في إسبانيا أسفرت عن سقوط أربعمئة ألف قتيل بحسب المؤرخ بول بريستن، وإثر ذلك ألغيت المؤسسات الكتالونية ومنعت اللغة الكتالونية في جميع أنحاء إسبانيا. واستمرت هذه الإجراءات حتى وفاة فرانكو في 1975.

– 1978: استعادة الحكم الذاتي
سمحت مرحلة "الانتقال" إلى الديمقراطية بتشكيل حكومة لمنطقة كتالونيا. وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول 1978، اعتمد الدستور الإسباني وفتح الطريق لمنح المناطق حكما ذاتيا.

وفي السنة التالية، وافق الكتالونيون في استفتاء على الحكم الذاتي الجديد الذي مُنح لهم ويشمل صلاحيات في قطاعات التعليم والصحة والسياسة اللغوية والثقافية خصوصا، وبمقتضى ذلك أنشئت شرطة كتالونية واستعادت لغة المنطقة صفتها الرسمية في لغة كاستيا.

– 2006: تعزيز الحكم الذاتي
في مارس/آذار 2006، عزز وضع جديد تم التفاوض عليه مع الحكومة الاشتراكية، الحكم الذاتي لكتالونيا.

ووافق البرلمان على هذا النص الذي يعرف في مقدمته كتالونيا "على أنها أمة"، واعترض عليه فورا حزب المحافظين بقيادة ماريانو راخوي.

وفي 13 سبتمبر/أيلول 2009 وتحت تأثير تعزيز الحكم الذاتي، نظمت قرية أرنيس أول تصويت رمزي من أجل سيادة كتالونيا، تبعتها في ذلك مئات البلديات.

– 2010: "إهانة"
في يونيو/حزيران 2010، أمرت المحكمة الدستورية بإلغاء أجزاء من ميثاق 2006. إذ اعتبرت أن استخدام مصطلح "أمة" لوصف الإقليم "ليس له قيمة قانونية"، ورفضت استخدام الكتالونية لغة "لها الأفضلية" في الأجهزة الإدارية والمؤسسات الإعلامية.

وردا على القرار، نزل مئات الآلاف إلى الشوارع في كتالونيا في يوليو/تموز للتظاهر ضد ما وصفوه بـ"الإهانة" التي وجهتها المحكمة لهم.

في 11 سبتمبر/أيلول 2012، تظاهر أكثر من مليون شخص في شوارع برشلونة من أجل إعلان دولة جديدة، في أجواء أزمة مالية خطيرة في البلاد.

– 2014: استفتاء رمزي
في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2014، أعلن 80% من الكتالونيين تأييدهم الاستقلال، في تصويت رمزي اعتبر مخالفا للدستور ولم يشارك فيه سوى 35% من الناخبين.

– 2015: ضغط الاستقلاليين
في 27 سبتمبر/أيلول 2015، فازت الأحزاب الاستقلالية بأغلبية مقاعد برلمان المنطقة الذي أطلق في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني عملية على طريق "دولة كتالونية مستقلة بشكل جمهورية"، في موعد أقصاه 2017، وقد ألغت المحكمة الدستورية هذا القرار.

وفي 10 يناير/كانون الثاني 2016، أصبح كارلس بوجديمون رئيسا لكتالونيا.

– 2017: الاستقلال والوصاية
في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2017، وبعد شهر من استفتاء رفضته مدريد وشارك فيه نحو 42% من ناخبي كتالونيا صوت منهم حوالي 90% لصالح الانفصال؛ أقر برلمان الإقليم "استقلال" كتالونيا في قطيعة غير مسبوقة مع إسبانيا التي رد رئيس حكومتها ماريانو راخوي بوضع المنطقة تحت وصاية مدريد.

undefined

 
المصدر : الفرنسية