رياضيون مغاربة بين مطرقة التهميش وسندان المعاناة

لحظة تتويج البطل المغربي حومين ببطولة العالم بأبو ظبي الاماراتية
لحظة تتويج البطل المغربي حومين ببطولة العالم في أبو ظبي الإماراتية (الجزيرة)

محمد الشرع-الرباط

يعاني العديد من الرياضيين المغاربة من التهميش رغم اعتبارهم من رياضيي المستوى العالي، الأمر الذي ولد لديهم حالة من الاستياء بسبب غياب الدعم المادي رغم ما قدموه وما يقدمونه للرياضة المغربية.
 

ويعتبر سيف الدين حومين نفسه مهمشا في بلده المغرب رغم نجاحه في الفوز بالعديد من الألقاب العالمية في رياضة الجيوجتسو، بينها بطولة العالم في كل من ساوباولو البرازيلية وأبو ظبي الإماراتية.

ظلم ذوي القربى
يقول حومين للجزيرة نت إنه عانى التهميش في أقصى تجلياته من طرف المسؤولين المغاربة، وإن النتائج العالمية التي حققها في مجموعة من المحطات والتي ساهمت في منح الإشعاع للمغرب لم تكن كافية لنفض غبار التهميش عنه.

وأضاف بشيء من المرارة "نجحت في تجاوز العديد من الصعوبات وضحيت بالغالي والنفيس من أجل تمثيل بلدي بالشكل المطلوب، غير أنه يحز في نفسي كثيرا النكران والتجاهل الذي يطالني من طرف المسؤولين المغاربة.. وعدني وزير الشباب والرياضة بدعمي، لكن لا شيء على أرض الواقع تحقق".

وأكد حومين أنه رفض عروضا للدفاع عن ألوان منتخبات أخرى "رغم تلقيه العديد من العروض والامتيازات لحمل ألوان منتخبات أخرى"، وقال "فضلت الاستمرار في الدفاع عن المغرب رغم الجحود الذي أقابل به.. أجد صعوبات في التدريب وأضطر للعمل كمسؤول عن الأمن في مترو ليل الفرنسية لتغطية مصاريفي.. لا أحد يعينني، والاتحاد المغربي يتعامل مع الوضع وكأن الأمر لا يعنيه في شيء".

وأضاف "أتحمل جميع مصاريف المشاركات من مالي الخاص في ظل غياب الدعم المطلوب من المسؤولين المغاربة.. أعاني من ظلم ذوي القربى وما زلت أنتظر الالتفاتة".

‪البطل حومين في أحد إنجازاته الأوروبية‬ (الجزيرة)
‪البطل حومين في أحد إنجازاته الأوروبية‬ (الجزيرة)

تحصيل حاصل
ما يعيشه البطل العالمي حومين من جحود وتهميش ينطبق على العديد من الرياضيين المغاربة، بينهم الدولي السابق عزيز لكراوي الذي يسرد فصول معاناته للجزيرة نت بتأثر بالغ.

ويقول "كنت من بين أصغر المدافعين الذين حملوا قميص المنتخب المغربي، ولعبت لفريق اتحاد الخميسات والفتح الرباطي والرائد والنجمة السعوديين، واليوم أعاني نتيجة وضعيتي المادية المزرية".

ولم يخف لكراوي إحباطه من غدر الزمان في غياب الالتفاتة لرياضيين قدموا الشيء الكثير للرياضة المغربية.

ويضيف "للأسف يتم التعامل مع اللاعبين السابقين وكأنهم عالة على الفريق.. لا وجود لثقافة الاعتراف ورد الجميل.. للأسف يتم تفاديهم وكأنهم وباء يستعجلون التخلص منه".

لكراوي يحكي بحرقة عن وضعه الحالي، مبرزا أنه يتقاضى راتبا شهريا قدره 2500 درهم مغربي (أربعمائة دولار) فقط مقابل اشتغاله بإحدى الملحقات الإدارية في مدينة الخميسات، وأنه يستعمل دراجة عادية لتأمين تنقلاته داخل المدينة.

فاريا وأوسكار
هناك العديد من الأبطال المغاربة الذين يعيشون أوضاعا أكثر صعوبة كالدولي السابق حمادي الزهاني الذي قال للجزيرة نت إنه يفترش الأرض ويلتحف السماء بعدما فاز مع شبان المغرب بكأس أمم أفريقيا وذهبية الألعاب الأولمبية الفرنكفونية في كندا، قبل أن يجد نفسه في الخلاء دون رحيم ولا معيل.

ويرى الإعلامي عيسى الكامحي أن الأبطال المغاربة يجب أن يخصص لهم الاهتمام اللائق بحكم أن التمثيلية تتطلب الكثير من المصاريف، وأن التهميش يدفع بالعديد من الأبطال لاختيار بلد الإقامة للدفاع عن رايته.

وقال الكامحي "للأسف في السابق كانت الأجور زهيدة، وآن الأوان لإعادة الاعتبار لأبطالنا.. المهدي فاريا (مدرب المنتخب المغربي الأسبق) رحل في صمت دون التفاتة، والمدرب أوسكار فيلوني يعيش وضعا صعبا، فإلى متى سيستمر هذا الجحود؟".

المصدر : الجزيرة