دول الحصار وسحب مونديال قطر.. أضغاث أحلام

DOHA, QATAR - MAY 19: In this handout image supplied by Qatar 2022, Fireworks over Khalifa International Stadium during the official opening ceremony of Khalifa International Stadium on May 19, 2017 in Doha, Qatar. Qatar's Supreme Committee for Delivery & Legacy launches Khalifa International Stadium, the first completed 2022 FIFA World Cup venue, five years before the tournament begins. (Photo by Supreme Committee for Delivery & Legacy/Qatar 2022 via Getty Images)

أحمد السباعي

ليس صدفة أن ينشر الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة والأمن في دبي قبل أيام تصويتين عن مونديال قطر يسأل فيهما متابعيه على موقع تويتر عن إمكانية "هروب" قطر من تنظيم مونديال 2022، فجاءت نتائج التصويت الأول وفق أهواء "الفريق" والثاني عكس ما تشتهيه نفسه، ولكن ما شأن رجل أمن في موضوع رياضي لا علاقة لدول الحصار فيه لا من قريب أو بعيد؟

الإجابة على هذا السؤال تكمن في أن دول الحصار و"الذباب الإلكتروني" -حسب وصف الزميل ياسر أبو هلالة- التي جندتها لمهاجمة قطر، بدأت من أول أيام الحصار بالتصويب على مونديال قطر التي وصفته الأخيرة بأنه "مونديال العرب". هذا الهجوم استفز رواد مواقع التواصل فكتب أحد المغردين أن "الجماعة في أبو ظبي نسوا أن يكتبوا في لائحة المطالب بند انسحاب قطر من تنظيم المونديال بسبب الغيرة والحسد والحقد".

فهذه الدول أعطت أوامرها منذ اليوم الأول لجيوشها الإلكترونية باستهداف هذا الإنجاز الذي انتزعته الدوحة بعد تصويت أثبت "تقرير غارسيا"- في إشارة إلى المحقق الأميركي الاتحادي السابق مايكل غارسيا الذي كتب تقريرا قبل ثلاث سنوات ونشر الفيفا ملخصا عنه وبرّأ يومها قطر من أي شبهات فساد، واستقال بعد عدم نشر تقريره كاملا- ومن خلفه الاتحاد الدولي لكرة القدم نزاهته.

وبالعودة إلى استهداف مونديال قطر الذي بدأ قبل حصارها، حيث كان واضحا الحقد الدفين الذي تكنه هذه الدول وظهر في الرسائل المسربة لسفير الإمارات بواشنطن يوسف العتيبة، التي تضمنت التشكيك في فوز قطر بتنظيم هذه التظاهرة العالمية، كما وصف العتيبة في إحدى رسائله الفيفا وقطر بأنهما "رمزان للفساد".

وبعد الحصار، شحذت وسائل إعلام هذه الدول سكاكينها في محاولة لذبح "مونديال قطر" عبر نشر أنباء عن احتمال تأخر مشاريع البطولة وتجريدها من شرف استضافة المونديال ونقله إلى دول أخرى، سَخِر رواد مواقع التواصل وقتها من هذه الشائعات بوسم #الإمارات_ستنظم_كأس_العالم_2022 الذي انتشر كالنار في الهشيم.

وبعد هذا الوسم رجع "الذباب الإلكتروني" إلى أوكاره في هذا الموضوع، وبدأ الهجوم على مواضيع أخرى للنيل من قطر.

غير أن صحيفة بيلد الألمانية -وفي توقيت مشبوه- لمحت قبل أيام إلى امتلاكها النسخة الكاملة من "تقرير غارسيا" ونشرها لمقتطفات منه والتلويح بنشر التقرير على مراحل، أعادت وسائل إعلام دول الحصار سحب "أسلحتها" واستدعاء الضيوف للتصويب على "مونديال العرب" والمطالبة بسحبه من دولة عربية جارة.

غير أن الضربة الفنية القاضية كانت من الفيفا الذي قرر الكشف عن التقرير الخاص بتنظيم كأس العالم لعامي 2018 و2022 كاملا، لتفادي نشر أي معلومات غير صحيحة. وبرأت لجنة الأخلاق في المنظمة الدولية ملفي روسيا وقطر لتنظيم كأس العالم من أي شبهة.

هذه الضربة القاضية كانت كفيلة بدفع الوسائل الإعلامية والجيوش الإلكترونية إلى بلع ألسنتها واختفاء ضيوفها عن الشاشات والاختباء خلف برلماني بريطاني يطالب بسحب تنظيم المونديال من قطر، أو نقل الحديث إلى موضوع هامشي في "تقرير غارسيا".

وعلى قاعدة "ليس لدينا شيء لنخفيه ونخاف منه"، أعلنت اللجنة المنظمة لمونديال قطر دعمها وترحيبها بنشر تقرير غارسيا، لكنها شككت في اختيار هذا التوقيت بالذات لتسريب التقرير وفقا لما نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع تويتر.

وعلق مغردون ومسؤولون على نشر التقرير، إذ غرد خالد جاسم "انتظر المتربصون صدور #تقرير_غارسيا بفارغ الصبر، واستعجلوا صدوره عبر التسريب، ظناً منهم أنه سيقدم دليلاً دامغاً ليدين قطر!".

أما ناصر الخاطر مساعد الأمين العام لشؤون تنظيم مونديال 2022 فغرد على تويتر "أثبت #تقرير_جارسيا نزاهة ملف قطر وسلامته، مؤكداً أن قطر لم تقم بأي إجراء يُخالف قوانين الفيفا أو القانون الدولي". وتابع "أكد التقرير أن الحديث عن دعم حكومة قطر للجنة ملف 2022 بشكل غير قانوني هو مجرد تخمينات لا ترقى إلى الشبهات لكونها تفتقر لأدلة ذات مصداقية".

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي + وكالات