المصريون يعيشون أجواء المونديال بالدوحة

المصريون يستعيدون أجواء المونديال في الدوحة

أمين بلمهدي-الدوحة

مشاعر متناقضة انتابت المئات من الجماهير المصرية التي تدفقت على صالة علي بن حمد العطية في العاصمة القطرية الدوحة عصر الجمعة لمتابعة أولى مباريات منتخب بلادهم في مونديال روسيا 2026.

الفرحة العارمة التي تملكت الجميع بعودة الفراعنة للحدث العالمي بعد غياب 28 سنة نغصتها الخسارة أمام أوروغواي في الدقائق الأخيرة من ثانية مباريات المجموعة الأولى.

وقد تحولت صالة العطية إلى ملتقى صغير لا تتوقف فيه الحركة، فكأس العالم حدث استثنائي، وقطر اختارت أن تقرب المقيمين فيها من أجواء المونديال بمبادرة من اللجنة العليا للمشاريع والإرث والهيئة العامة للسياحة ووزارة الثقافة والرياضة، قبل أن تستقبل ضيوف العالم بعد أربع سنوات في مونديال 2022.

كل وسائل التشجيع كانت حاضرة في الصالة، من أعلام وألوان وأهازيج عكست حنين المصريين للاستئناس بأجواء المونديال من جديد بعد غياب طويل، كما انعكس ذلك في تفاعلهم مع لقطات المباراة.

للأعمار أحكامها، لذلك فمن كان يعي اللحظة وأهميتها ظل مشدودا للشاشة طيلة الوقت متفاعلا مع كل لقطة، في حين مارس الصغار مارسوا هوايتهم بشغب طفولي مستفيدين من الألعاب المتنوعة التي خصصتها لهم اللجنة المنظمة.

توثيق الأحداث لم يعد حكرا على مؤسسات وهيئات، بل صار الشغل الشاغل للجميع، فلم يكن مستغربا أن يصطدم بك أحد لانشغاله بهاتفه الذكي في تصوير لحظات من الفرجة الجماعية التي تكسر روتين الحياة اليومية.

‪المصريون تابعوا مباراة فريقهم ضد أوروغواي عبر شاشات في صالة علي بن حمد العطية‬ (الجزيرة)
‪المصريون تابعوا مباراة فريقهم ضد أوروغواي عبر شاشات في صالة علي بن حمد العطية‬ (الجزيرة)

"أتذكر آخر مشاركة لنا في كأس العالم في إيطاليا سنة 1990، كان عمري حينها 10 سنوات. انتظرنا طويلا لكي نرى منتخبنا يعود للمنافسة، ونحن سعداء بذلك رغم حسرتنا على الهزيمة"، يقول باهر شهوان أحد المشجعين المصريين المقيمين في الدوحة.

غياب صلاح
الطفل بلال السيد عفيفي من الجيل الذي يعيش الحدث لأول مرة فعمره، لا يتجاوز 11 سنة وذاكرته تحتفظ بنجوم الألفية الجديدة، لذلك كان استثنائيا له أن يعيش أجواء غير مسبوقة برفقة عائلته الصغيرة.

الخسارة لم تغير ملامح بلال الطفولية، فقد حافظ على ابتسامته وهو يهم بمغادرة الصالة متحسرا على الفرص الضائعة وكذا غياب نجمه المفضل محمد صلاح.

حسرة تقاسمها معه باهر الذي اعتبر "الفرعون الصغير" أحد الأسلحة التي كان من الممكن أن تغير معطيات المباراة في الشق الهجومي، مثنيا في الوقت نفسه على الأداء الجيد لخط الدفاع.

الأمل ظل يحدو الجميع في إطلالة نجمهم الذي صار حديث أوروبا والعالم، لكن المدرب كوبر كانت له حسابات أخرى رغم الخسارة القاسية.

خسارة المباراة لم تنس الجالية المصرية الاحتفاء بأول أيام عيد الفطر والاستمتاع بالأجواء الحماسية التي لم يعد ممكنا تحقيقها إلا من خلال مباريات كرة القدم.

المصدر : الجزيرة