يوميات لاعبي غزة في ظل الاحتلال.. تفتيش وحجز وحرمان من الاحتراف

خلال حصة تدريبية لنادي الشجاعية

هاني أبو رزق-قطاع غزة

يعاني اللاعبون والأندية الفلسطينية داخل قطاع غزة من صعوبة التنقل والحركة والسفر من وإلى القطاع، وأثر ذلك على إقامة الدوري الفلسطيني بنظام دوري واحد، ودفع اتحاد اللعبة إلى إقامة الدوري الفلسطيني بنظام الدوريين، الأول في قطاع غزة ويحمل اسم الدوري الفلسطيني الممتاز بقطاع غزة، في حين يقام دوري المحترفين الفلسطيني في الضفة الغربية. 

وأقر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إقامة بطولة كأس فلسطين لكسر الحصار الرياضي من خلال سفر الفرق من قطاع غزة إلى الضفة والعكس، لكن رغم ذلك يفرض الاحتلال في كل عام عقبات تحول دون سفر الأندية بعدم إصدار التصاريح المطلوبة لهم.

وللاقتراب من يوميات الأندية الفلسطينية في قطاع غزة، رافقنا نادي الشجاعية في تدريباته وخلال مباراته في دوري قطاع غزة أمام نادي اتحاد بيت حانون.

علاء عطية عاش تجربة مميزة حين خاض نهائي كأس فلسطين في عام 2015 (الجزيرة)
علاء عطية عاش تجربة مميزة حين خاض نهائي كأس فلسطين في عام 2015 (الجزيرة)

وكان اتحاد الشجاعية أحد أندية قطاع غزة التي سافرت إلى الضفة الغربية لخوض نهائي كأس فلسطين، وكان ذلك في عام 2015 ضد نادي أهلي الخليل في تجربة لم تخل من المتاعب بسبب العراقيل الإسرائيلية.

يقول اللاعب علاء عطية "خلال سفري إلى الضفة الغربية شعرت بالفرح والسعادة كوني سوف أخوض تجربة جديدة في حياتي وهي أن ألعب لأول مرة على أرض مدينة الخليل في مواجهة نادي أهلي الخليل".

وأضاف "لم يكن السفر إلى الضفة الغربية مفروشا بالورود، كوننا تعرضنا إلى التفتيش والسير عبر الحواجز، إضافة إلى أن إسرائيل في بداية الأمر رفضت سفر بعض لاعبي الفريق، ولكنّ الضغط الإعلامي والجماهيري في ذلك الوقت دفع الاحتلال إلى السماح لهم بالسفر وخضعوا لتحقيق مشدد قبل السماح لهم بالعبور".

عطية لم يتمكن من الاستمرار مع المنتخب الفلسطيني بسبب وجوده في قطاع غزة، وأوضح أن احترافه لفترة في الأردن فتح له أبواب المنتخب ولكن عودته للعب في قطاع غزة حرمته من استكمال مشواره الدولي.

نعيم السويركي:  الإجراءات الإسرائيلية أدت إلى تراجع الأندية الفلسطينية وتأزم أوضاعها الاقتصادية (الجزيرة)
نعيم السويركي:  الإجراءات الإسرائيلية أدت إلى تراجع الأندية الفلسطينية وتأزم أوضاعها الاقتصادية (الجزيرة)

من جانبه، يتحدث حارس نادي الشجاعية أحمد الجرو عن تجربته، ويؤكد أن سياسة الاحتلال الإسرائيلي تحرم اللاعبين الموجودين في قطاع غزة من السفر والاحتراف الخارجي، كما تحرمهم من اكتساب الخبرة والتجربة وتطوير الكرة الفلسطينية.

وأشار إلى أن العديد من اللاعبين في قطاع غزة قادرون على الاحتراف في الخارج لو كانت ظروف السفر طبيعية مثل باقي مناطق العالم.

بدوره، يرى مدرب نادي اتحاد الشجاعية نعيم السويركي أن كرة القدم لا تختلف في معانتها عن باقي القطاعات الأخرى في غزة بسبب الاحتلال، وأشارا إلى أن الإجراءات الإسرائيلية أدت إلى تراجع الأندية الفلسطينية وتأزم أوضاعها الاقتصادية.

وأشار إلى أن تضييق الاحتلال لا يقتصر على اللاعبين الموجودين في غزة، وأكد أن لاعبين من القطاع محترفون في مصر والأردن لا يستطيعون الوصول للضفة بسبب صعوبة الشروط المفروضة من قبل المحتل، وإذا ما حصل اللاعب على تصريح من إسرائيل فإنه يبقى معرضا للاعتقال والترحيل لقطاع غزة.

وفي السياق ذاته، يقول إبراهيم أبو سليم نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إن الرياضة الفلسطينية تعيش وضعا غير طبيعي نتيجة الممارسات الإسرائيلية، وأشار إلى أن إسرائيل تسعى إلى الحد من تطور الرياضة الفلسطينية عبر التضييق المتواصل على الأندية والرياضيين.

وأوضح أن التضييق الإسرائيلي يقابل بإصرار فلسطيني على المضي قدما في تنظيم البطولات رغم كل الصعوبات.

المصدر : الجزيرة