بين مبررات المؤيدين وحجج الرافضين.. الاتحاد العراقي يرفع شعار "ماكو وطن ماكو دوري"

الاندية العراقية منقسمة فيما بينها بشأن استمرار الدوري او الغاءه

علي نوري-بغداد

 
رهن الاتحاد العراقي لكرة القدم مسألة استئناف دوري الموسم الحالي من المسابقة بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل "ثورة أكتوبر" التي تسببت في إيقاف الأنشطة الرياضية في عموم البلاد.

وعقد الاتحاد العراقي لكرة القدم اجتماعا خاصا أكد فيه أنه لا دوري في ظل الأوضاع الحالية التي تشهدها العديد من المدن العراقية، رافعا شعار "ماكو وطن ماكو دوري" الذي جاء متماشيا مع الفعاليات التي قام بها المتظاهرون من بينها الاعتصامات والإضراب العام لموظفي الدولة وعدم انتظام الطلبة في المدارس.

وعجز الاتحاد العراقي عن إيجاد أي حل خلال الفترة الراهنة، رغم المقترحات التي قدمت إليه، من بينها إقامة الدوري من مرحلة واحدة وفي إحدى المدن التي لا تشهد احتجاجات مثل إقليم كردستان العراق، أو إقامة الدوري دون جمهور، أو ترحيله إلى الموسم المقبل، أو إلغاؤه بشكل نهائي وعدم اعتماد نتائج الموسم الحالي.

وأرسلت العديد من الأندية العراقية خطابات رسمية إلى الاتحاد العراقي طالبت عبرها بضرورة عقد اجتماع عاجل لمعرفة مصير الدوري، لا سيما وأن الكثير من الأندية ترتبط بعقود مالية مع لاعبين محليين ومحترفين ومدربين أجانب، وهو ما يحتم عليها دفع هذه الأموال في نهاية المطاف.

الاتحاد العراقي ينتظر عقد اجتماع حاسم مع الأندية لتحديد مصير الدوري (الجزيرة)
الاتحاد العراقي ينتظر عقد اجتماع حاسم مع الأندية لتحديد مصير الدوري (الجزيرة)

وذكر الاتحاد العراقي لكرة القدم في بيان نشره على موقعه الرسمي "تابعنا باهتمام بالغ الدعوات المطالبة باستئناف مباريات الدوري بعد توقف قسري ألقى بظلاله على المسابقة، وإننا إذ نؤكد تضامننا الكبير واللامحدود مع المظاهرات السلمية، فإننا نؤكد أننا نعي جيدا ماذا نحن فاعلون".

وأوضح الاتحاد أن لديه خططا بديلة إذا تأخرت عودة الأمور إلى طبيعتها، وبعث رسالة طمأنة إلى جميع مكونات الوسط الكروي بشأن مستقبل الدوري، خاصة مع استعداد المنتخب العراقي لمباريات مهمة ضمن تصفيات كأس العالم 2022 في قطر.

من جانبه قال علي جبار نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم إن البلد يمر بمرحلة عصبية جدا، وأكد أن الاتحاد ينتظر تلبية الحكومة مطالب المتظاهرين قبل اتخاذ أي قرار بعودة الدوري.

وأوضح علي جبار في حديث للجزيرة نت أن لدى لجنة المسابقات سقفا زمنيا محددا، وإذا استمرت الأوضاع الحالية فسيكون السقف المحدد هو موعد الوصول إلى القرار النهائي بشأن مصير الدوري.

 

انقسام بين الجماهير العراقية بشأن استئناف الدوري أو عدم إقامته دعما للمتظاهرين (الجزيرة)
انقسام بين الجماهير العراقية بشأن استئناف الدوري أو عدم إقامته دعما للمتظاهرين (الجزيرة)

وأشار جبار إلى أن الاتحاد يستبعد خيار إلغاء الدوري لأن المسابقة ليست ملكا لاتحاد الكرة، بل هي ملك للجماهير، وقال إن هنالك إدارات تريد إلغاء الدوري لأنها مستفيدة من ذلك القرار، وهناك أندية أخرى تريد استمراره.

وأكد أن كل الخيارات مطروحة، وأن الاتحاد يأخذ بعين الاعتبار أن الأندية لديها استحقاقات خارجية، وأن إيقاف الدوري أثّر عليها، كما يدرك أن الخاسر الأول هو المنتخب العراقي الذي لديه استحقاقات مهمة.

من جانبه، قال مدرب فريق الزوراء باسم قاسم للجزيرة نت إن إيقاف الدوري كان له تأثير على جميع الفرق المشاركة، وانتقل هذا التأثير السلبي إلى المنتخبات الوطنية وجاهزيتها، وأثر على المشاركات الخارجية للأندية.

وأضاف "بعيدا عن التأثير الفني السلبي فإن الإيقاف يخلق مجموعة من المشاكل الإدارية والمالية للفرق مع لاعبيهم وكوادرهم التدريبية، وتمتد هذه المشاكل لتؤثر على الفرق حتى بعد استئناف الدوري للمطالبة بحقوقهم". وطالب الاتحاد العراقي باتخاذ القرار المناسب وحسم الأمور سريعا.

مخاوف من تأثر المنتخب العراقي بتوقف الدوري (الجزيرة)
مخاوف من تأثر المنتخب العراقي بتوقف الدوري (الجزيرة)

أما الإعلامي عدنان لفتة فاعتبر أن قرار إيقاف الدوري يشكل "ضربة قاصمة" للكرة العراقية وتراجعا في خطوات الارتقاء بها، وأكد أن جميع الأطراف خاسرون.

وقال عدنان لفتة للجزيرة نت "المظاهرات حق مشروع لجميع أفراد الشعب، وأفضل دعم نقدمه للمتظاهرين أن نسعدهم بإقامة المباريات ونشد من أزرهم ومعنوياتهم".

ويرى لفتة أن اتحاد الكرة أمامه العديد من الحلول من بينها إقامة الدوري بلا جمهور بهدف تجنب إلحاق الضرر بالأندية التي خسرت مبالغ طائلة في إعداد فرقها وتهيئة لاعبيها، كما أن الاستمرار في الدوري هو رسالة بأن الكرة العراقية بخير.

المصدر : الجزيرة