مهدي بنعطية: صلاح شرف للمسلمين وتركت له منزلي بروما

مهدي بن عطية - Medhi Benatia

حاوره: ناصر صادق

يعد قائد المنتخب المغربي مهدي بنعطية (32 عاما) من أبرز نجوم أسود الأطلس خلال العقد الأخير، بدأ حياته الكروية في نادي مارسيليا الفرنسي عام 2005 وقضى معظمها بالدوري الإيطالي، وختمها مع بطل الكالتشيو يوفنتوس، قبل أن ينتقل إلى فريق الدحيل القطري في الميركاتو الشتوي الأخير. الجزيرة نت أجرت معه الحوار التالي.

مرحبا بك في قطر وبأمر الله تستمر حتى تقود المنتخب المغربي بمونديال 2022؟

إذا تأهلنا، ولكن لا أظن أن أكون مشاركا في المونديال كلاعب.

مندوب الجزيرة مع بنعطية (الجزيرة)
مندوب الجزيرة مع بنعطية (الجزيرة)

ما رأيك في استعدادات قطر من ملاعب ومنشآت رياضية لكأس العالم 2022؟

هناك استعدادات رياضية وملاعب جيدة، وتحظى قطر بكل المقومات لتنظيم مونديال جيد عام 2022، وأنا أقيم بها منذ ثلاثة أشهر ومقتنع بأنها ستنظم بطولة ممتازة لكأس العالم، بسبب توفر كل العوامل التي تمكنها من التنظيم الجيد لهذه البطولة العالمية.

رفضت عروضا من العديد من الأندية الأوروبية الكبرى وأبرزها مانشستر يونايتد وفضلت الدحيل القطري، فما أبرز الأسباب التي دفعتك لذلك؟

لقد قلت ذلك وأعيده، فكون قطر بلدا إسلاميا كان سببا مهما للقدوم هنا، فعندما كنت في إيطاليا وفكرت في تغيير الوجهة أردت الانتقال إلى بلد مختلف تماما عن إيطاليا، فلم أرد الذهاب إلى بريطانيا أو العودة إلى فرنسا، ولذلك كان هذا هو اختياري.

كما أن توفر الأمن بشكل كبير في قطر كان سببا إضافيا لانتقالي إلى هنا، وأريد أن أطمئن على أن أطفالي الأربعة بمقدورهم اللعب خارج المنزل دون وقوع مشاكل، وهو ما يحدث حاليا في قطر حيث العيش في مستوى جيد والناس ودودون، كما أن بمقدور أطفالي تعلم العربية إذا أرادوا ذلك.

ننتقل لأوروبا.. ما تفسيرك لخروج فريقك السابق يوفنتوس بقيادة رونالدو من الدور ربع النهائي لدوري الأبطال الأوروبي؟

بكل بساطة، أظن أنهم اصطدموا بفريق قوي للغاية هو أياكس أمستردام، الذي يقدم مستوى عاليا من اللعب؛ فقد كان ندا لبايرن ميونيخ وأقصى ريال مدريد ثم يوفنتوس، وبالتالي ففريق أياكس ليس فريقا صغيرا، ويتميز بجيل رائع من اللاعبين مثل حكيم زياش ومزراوي والهولندي دولايت واللاعب فرنكي ديون.

لقد وجد يوفنتوس فريقا أقوى منه، ورغم أن رونالدو سجل في مباراتي الذهاب والإياب فإنه كان معزولا قليلا في المباراة، ونحن محبطون كوني مشجعا للنادي الإيطالي لأننا ظننا أن هذه السنة سيفوز يوفنتوس بدوري الأبطال، ولكن أظن أن النادي لديه لاعبون جيدون وعقلية المجموعة في المستوى، وأنا مقتنع أن اليوفي سيحرز ألقابا في العامين المقبلين.

بماذا تفسر خروج بعض الفرق الكبيرة ومنها الريال حامل اللقب من دوري الأبطال؟

هي بطولة صعبة لا يفوز فيها إلا فريق واحد من بين المرشحين لنيلها، فريال مدريد أقصي، ولحق به مانشستر سيتي، ويوفنتوس الذي أحرز لقب الدوري الإيطالي ثماني مرات، ولا أظن أن فريقا إيطاليا آخر حقق النتيجة نفسها في السابق، فهو فريق يعمل بطريقة جيدة، ولكنه يحتاج لعمل إضافي لنيل بطولة دوري الأبطال.

هل تعتقد أن يؤثر خروج يوفنتوس من دوري الأبطال على مسيرة رونالدو في الملاعب ومع الفريق؟

لا، فرونالدو قوي ولو أن عمره 34 عاما على الأوراق، لكن جسده لشاب عمره 22 عاما، وهو لاعب محترف جدا، وأنا لا أخاف عليه لأنه سيكون في مستوى عال في الموسم المقبل، والذي بعده، فهو لاعب ينهي موسمه الرياضي بثلاثين هدفا على الأقل، ومن المؤكد أنه لا يمكنه إنجاز معجزات بمفرده، فهو يحتاج إلى الدعم من زملائه بالفريق، وأنا متيقن من أن يوفنتوس سيقوم باللازم الموسم المقبل وسيكون أقوى.

‪بنعطية تربطه علاقة زمالة وصداقة قوية برونالدو‬ (رويترز)
‪بنعطية تربطه علاقة زمالة وصداقة قوية برونالدو‬ (رويترز)

رغم أنك من مواليد فرنسا وبدأت مسيرتك على ملاعبها فإنك قضيت معظم عمرك في الملاعب الإيطالية.. فما سر تفضيلك الكرة الإيطالية؟

أنا أعشق الكرة الإيطالية منذ طفولتي، وأتذكر في تلك السنوات نادي ميلان بلاعبيه من أمثال مالديني وفرانكو باريزي، وأتذكر أيضا يوفنتوس ولاعبيه الكبار مثل زين الدين زيدان وديل بيرو وليلو تيرام، ولقد كنت دائما من عشاق الدوري الإيطالي.

أنا أيضا أحب إيطاليا، وعندما حانت لي الفرصة للعب هناك لم أتردد، رغم أن أسلوب الكرة الإيطالي صعب بالنسبة للمدافعين، وتعلمت كثيرا هناك من الناحية التكتيكية لكوني مدافعا، وأظن أن الكرة الإنجليزية أسلوبها سريع وهي مثيرة للمشاهدة، ولكن إذا استثنيت الأندية الأربعة الأولى المتصدرة للدوري، فإنك لن تجد فرقا جيدة، ورغم أنه أتيحت لي فرصة اللعب في بريطانيا فإنني فضلت إيطاليا.

من خلال حواراتك السابقة لاحظت إشادتك الدائمة بتجربتك مع فريق روما الإيطالي، فما سر ذلك؟

عندما لعبت في نادي روما قضيت أفضل لحظات حياتي الرياضية، وحققت مع الفريق أحد أفضل مواسمي الكروية في ظل الجمهور الرائع حقا، إنه يشعل الحماسة بمدرجات الملاعب في نهاية الأسبوع، مما يخلق أجواء لا تصدق.

من تتوقع أن يفوز بلقب دوري الأبطال؟

من الصعب التوقع، لأن البطولة بقيت فيها الفرق القوية فقط، برشلونة طبعا سيكون المفضل بفضل تواجد ميسي، وليفربول الذي يواصل التألق بعد وصوله إلى النهائي الموسم الماضي، كما أن أياكس لم يعد مفاجأة، وتوتنهام تفوق على مانشستر سيتي.

محمد صلاح احترف أيضا في روما، فهل تربطكما علاقة وطيدة؟

عرفت محمد صلاح في روما، وتركت له منزلي هناك، هو إنسان جيد ويملك قدرات فنية كبيرة، ويشرفنا أن نملك لاعبا مسلما في مستواه.

ما سر تفوق صلاح على رياض محرز من وجهة نظرك؟

محرز لديه قدرات فنية كبيرة، ونتذكر جيدا مستواه مع ليستر وفوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، وللأسف لا نشاهده يلعب كثيرا مع سيتي لنحكم عليه، ولكن في كل مرة يدخل الملعب يقدم أشياء جيدة، وأعتقد أنه يشرفنا كمغاربة أن نملك لاعبا في مستواه.

هل تعتقد أن ليفربول يستطيع الوصول إلى منصة التتويج هذا العام؟

سيكون من الصعب على ليفربول الرهان على الدوري ودوري أبطال أوروبا، ولكن لديه مجموعة قوية مع مدرب محنك، وأعتقد أن الفريق قادر على الفوز بالدوري الإنجليزي.

ما سر عدم تحقيق المنتخب المغربي أي بطولة خلال العقد الأخير؟

لا نملك نجوما كبيرة؛ فمثلا السنغال تملك ساديو ماني، ولكن نحن نملك مجموعة من اللاعبين الموهوبين مثل عبد الحكيم زياش وأمين حاريث وبوصوفة ورومان سايس مع مدرب جيد جيدا قد يكون هو النجم الأبرز.

‪بنعطية أكد أن منتخب المغرب يحتاج للنجوم الكبار للوصول إلى منصة التتويج‬ بنعطية أكد أن منتخب المغرب يحتاج للنجوم الكبار للوصول إلى منصة التتويج (الأناضول)
‪بنعطية أكد أن منتخب المغرب يحتاج للنجوم الكبار للوصول إلى منصة التتويج‬ بنعطية أكد أن منتخب المغرب يحتاج للنجوم الكبار للوصول إلى منصة التتويج (الأناضول)

وما الذي ينقص أسود الأطلس للوصول إلى منصة التتويج؟

نحن في حاجة لمواصلة العمل والتحسن بعد التأهل لكأس العالم، وشيئا فشيئا قد نصل إلى تحقيق أهدافنا، نعلم أننا سنخوض بطولة صعبة في مصر (كأس الأمم الأفريقية الصيف المقبل)، وسنقدم كل شيء، وأتمنى أن نحقق نتيجة جيدة.

أخيرا.. ما أحلامك في كرة القدم وعلى المستوى الشخصي؟

الحمد لله حققت كل ما كنت أحلم به في كرة القدم، حلمت بالمشاركة في دوري الأبطال فلعبت نصف النهائي وخسرت النهائي أمام ريال مدريد، رغم أنني لم أشارك في المباراة، وتوجت بالعديد من الألقاب مع يوفنتوس وبايرن ميونيخ، ولم يتبق أمامي سوى الفوز بلقب مع منتخبي لأن ذلك سيكون شيئا رائعا.

وعلى مستوى حياتي الخاصة، الحمد لله أملك عائلة جميلة، ولا أتمنى سوى الصحة لأبنائي ووالدي وأن يكون كل أقاربي في حال جيدة

المصدر : الجزيرة