كاري سيتز: هدفي أن تدير الحكَمات مباريات كأس العالم للرجال

‎⁨كاري مديرة التحكيم النسائي بالفيفا⁩.jpg
كاري سيتز من الجيل الأول للتحكيم النسائي بالعالم (الجزيرة)

حاورها: ناصر صادق

انطلقت أمس الجمعة منافسات كأس العالم لكرة القدم النسائية بفرنسا، وأدار المباراة الافتتاحية طاقم تحكيم من أميركا الجنوبية بقيادة الحكمة الأوروغوايانية كلوديا أمبيريز، وأظهر الطاقم براعة فائقة غيرت الصورة النمطية عن التحكيم النسائي.

وخلال المعسكر الأخير لإعداد حكَمات كأس العالم بالدوحة، التقت الجزيرة نت كاري سيتز الخبيرة الفنية ومديرة التحكيم النسائي بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ودار معها الحوار التالي:

كاري سيتز مع مندوب الجزيرة نت (الجزيرة)
كاري سيتز مع مندوب الجزيرة نت (الجزيرة)


كيف استعدت الحكمات لمونديال فرنسا؟

بدأنا الإعداد لكأس العالم منذ ثلاث سنوات، وتم اختيار الحكمات في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وخلال الأشهر السبعة الماضية كثفنا العمل والمعسكرات والبرامج التدريبية التي مرت بشكل جيد للغاية، آخرها المعسكر النهائي في فرنسا قبل بضعة أيام من انطلاق مباريات البطولة.

ماذا أضاف لكم وجود الحكم الإيطالي السابق لويجي كولينا رئيسا للجنة الحكام بالفيفا؟

العمل مع كولينا ممتع، فهو من ذوي الخبرة الكبيرة ويدعم التحكيم النسائي بشكل لا يصدق، وهو يساعد كثيرا في سبيل الارتقاء بمستوى الحكمات وذلك منذ سنوات عديدة، هو رجل ذكي جدا وله فضل كبير فيما وصلنا إليه حاليا.

أنتِ من الجيل الأول للتحكيم النسائي، فما أهم الاختلافات بين التحكيم في جيلكم والجيل الحالي؟

بدأت التحكيم النسائي منذ 28 عاما، وكان في بداياته في ظل وجود جيل مختلف من المسؤولين، ولم يكن هناك نفس الاهتمام الحالي بتطوير مستوى الحكمات والارتقاء بالتحكيم النسائي، وهذا ما سيلمسه الجميع على أرض الواقع خلال مونديال فرنسا.

وما الذي يميز الجيل الحالي من الحكمات؟

الجيل الحالي مميز من كل الجوانب بعد الاهتمام الكبير من الفيفا واهتمامهن شخصيا بتطوير مستواهن الفني والبدني، فحاليا كل مباريات الكرة النسائية تدار بحكمات بعد أن كنا نشارك الرجال سابقا في التحكيم، كما تطور المستوى البدني والفني للحكمات بشكل مذهل، جعل بعض الاتحادات الأهلية يستعن بهن في إدارة الدوريات الممتازة للرجال، كما حدث في الدوريين الألماني والفرنسي.

الحكمة الأوروغوايانية كلوديا أمبيريز أدارت افتتاح كأس العالم للسيدات بكفاءة (غيتي)
الحكمة الأوروغوايانية كلوديا أمبيريز أدارت افتتاح كأس العالم للسيدات بكفاءة (غيتي)

لماذا لا توجد أي حكمة عربية في كأس العالم للسيدات بفرنسا؟

بالتأكيد كنت أتمنى أن تتواجد الحكمات العرب بفرنسا، وفي المستقبل سوف يشارك بعضهن في بطولات الفيفا، ونحن نتعامل مع لجان الحكام بالاتحادات القارية التي لم ترشح لنا الحكمات العرب المميزات من بين المرشحات للبطولة.

من وجهة نظرك الشخصية، ما الذي ينقص الحكمات العرب للوصول إلى المستوى الأول عالميا؟

ينقصهن إدارة مباريات كثيرة مثل باقي حكمات العالم، وتوفير المقيّمين الذين يستطيعون تقويم أدائهن وتطوير مستواهن من خلال المتابعة وتقديم الملاحظات الجيدة، كما يجب أن يخضعن لمستوى عال من التدريب الفني والبدني مثل الحكام تماما، وأعتقد أنه قبل كل هذا يجب أن تحب الحكمة كرة القدم وتكون جزءا من حياتها.

أقمتم معسكرين بالعاصمة الدوحة خلال العام الجاري، فما انطباعاتكم عن مستوى الملاعب والمنشآت الرياضية بقطر التي ستستضيف كأس العالم 2022؟

شاهدنا في المعسكرين ملاعب ومنشآت رياضية رائعة لم أكن أتخيل وجودها، منها الملعب المغطى الذي نتدرب فيه الآن (ملعب كرة القدم الرئيسي المغطى بأكاديمية أسباير)، ويتمتع كل من تعاملنا معهم بثقافة كرة القدم، وهو ما يعكس أن كل التحضيرات لكأس العالم ستكون بنفس المستوى.

ما رؤيتك لتقنية حكم الفيديو المساعد (فار) الذي يتم تطبيقه في مونديال فرنسا النسائي بعد أن طبق بالفعل لأول مرة بكأس العالم 2018 في روسيا؟

أثبت الفار نجاحه في روسيا وساعد الحكام في إدارة المباريات، حيث وصل بدرجة كبيرة جدا إلى الهدف الذي نسعى إليه جميعا وهو أن تكون كل القرارات صحيحة، ويجب أن تكون التقنية جيدة لكرة القدم كما هي للحكام حتى تحقق الهدف من وجودها.

ما رأيك في التعديلات الكثيرة التي أدخلت على قانون كرة القدم خلال العامين الماضيين، بعد سنوات طويلة دون تغييرات كبيرة؟

نعم، ظل القانون طويلا من دون إدخال تغييرات مقتصرا على بعض التعديلات البسيطة، لكن الفيفا يسعى لتحسين كرة القدم بشكل عام من خلال هذه التعديلات التي كان لا بد منها في ظل تطور كرة القدم، وأعتقد أن القائمين على قانون اللعبة يسيرون في الاتجاه الصحيح، وأن هدفهم الأول هو البحث الدائم عن جعل اللعبة أفضل بالنسبة للاعبين والجماهير.

ما الذي تطمحين إليه بالنسبة للتحكيم النسائي في العالم؟

أتمنى أن تصبح الحكمات كالحكام الرجال تماما، يدرن أي مباراة في كل البطولات حتى بطولات كأس العالم للرجال، وألا ينظَر للمحكمة كامرأة بل كقاضية للملاعب، وهذا هو هدفي الذي أعمل عليه قدر جهدي مع الحكمات حول العالم.

المصدر : الجزيرة