كورونا يضاعف محنة الكرة العراقية وبوادر أزمة بين الأندية واللاعبين

التسويق التفلزيوني انهار بشكل كبير جراء كورونا وخسائر مالية للاتحاد العراقي والشركة الناقلة.
علي نوري-بغداد 
 
تكبّدت الأندية العراقية واللاعبون خسائر مالية فادحة بسبب فيروس كورونا الذي أدى إلى إيقاف الأنشطة الرياضية في البلاد، وتسبب في شلل شبه تام وفرض حظر التجول في العاصمة بغداد والمدن الأخرى.
 
ويعد نادي الزوراء من أكثر الأندية العراقية تضررا ماليا جراء خسارته ما يقارب مليار دينار عراقي (833 ألف دولار) بعد أن أعطى الدفعة الأولى من عقود لاعبيه، كما خسر مبالغ مالية طائلة كان سيتلقاها من شركة آسيا سيل للاتصالات الراعي الرسمي للنادي.
 
ويقول عضو إدارة نادي الزوراء عبد الرحمن رشيد في حديث للجزيرة نت إن إيقاف النشاطات الرياضية له تأثير كبير من الناحية المادية على إدارات الأندية عامة واللاعبين خاصة.
 
وأكد أن نادي الزوراء خسر مبالغ طائلة، حيث توقف الدعم المادي للنادي من قبل الراعي الرسمي، إذ كان يستلم مبالغ مالية جراء عقد الرعاية.
الزوراء خسر 833 ألف دولار بعد دفع جزء من عقود لاعبيه وعدم استلام مبالغ الرعاية (الجزيرة)
الزوراء خسر 833 ألف دولار بعد دفع جزء من عقود لاعبيه وعدم استلام مبالغ الرعاية (الجزيرة)
وكشف وليد الزيدي نائب رئيس إدارة نادي القوة الجوية أن الفريق خسر نحو 1.5 مليار دينار عراقي (نحو 1.2 مليون دولار)، وقال للجزيرة نت "دفعنا أموالا طائلة للاعبين بعد تسديد رواتبهم، وهناك خسائر مالية جراء عدم استلام ريع المباريات وعوائد النقل التلفزيوني".
 
وأشار إلى أن النادي خسر أيضا عائدات كان يحققها عبر متجره الخاص لبيع التجهيزات الرياضية الذي أغلق بعد فرض حظر التجول.
 
من جانبه قال عضو إدارة نادي الشرطة عدي الربيعي إن صحة اللاعبين وسلامتهم لها الأولوية، وقال للجزيرة نت "ننتظر التخلص من هذا الوباء للجلوس من اللاعبين وتحديد الكثير من الأمور المالية العالقة بين الطرفين، وننتظر معرفة استمرار الدوري من عدمه حتى نجد الآلية المناسبة".
 
وتعتمد غالبية الأندية العراقية على التمويل الحكومي اعتمادا أساسيا، وذلك لارتباطها بوزارات الدولة التي تقدم لها ميزانيات مالية سنوية.
 
لا تنازل عن الأموال
ورفض أحد اللاعبين العراقيين الذي يلعب في ناد جماهيري أي حديث عن التنازل عن مستحقاته المالية.
 
وقال اللاعب الذي رفض الكشف عن اسمه في حديث للجزيرة نت "استلمت النسبة الأكبر من مستحقاتي بعد الاتفاق مع إدارة النادي، ومن غير الممكن أن أعيد هذه المبالغ بعد أن لعبت للفريق مباريات في البطولات المحلية والخارجية".
 
وتحدث عن إمكانية حلٍّ ودي لقضية الرواتب العالقة لأن اللاعبين انقطعوا عن التدريبات وخوض المباريات، "أما الحديث عن إعادة مستحقاتنا التي تسلمناها سابقا فهذا لن يحصل أبدا".
إلغاء المسابقة سيسبب أزمة كبيرة بين إدارات الأندية واللاعبين (الجزيرة)
إلغاء المسابقة سيسبب أزمة كبيرة بين إدارات الأندية واللاعبين (الجزيرة)
أما الحارس الدولي السابق نور صبري فقال إن فيروس كورونا ستكون له تأثيرات وخيمة على الكرة العراقية.
 
وأضاف صبري للجزيرة نت "تسلمنا في نادي النجف 20% من عقودنا التي تم تخفيضها إلى 50% بعد تغيير نظام الدوري، ولا نعرف ماذا سيحصل مستقبلا".
 
وتابع "إذا تم إلغاء الدوري من الممكن أن تلغى الحقوق المتبقية لنا، فمن سيتحمل هذه القضية، الأمور مبهمة جدا ولا نعرف ماذا يحصل وما هو مصيرنا".
 
انهيار التسويق
وتسبب فيروس كورونا والاحتجاجات الشعبية التي هزت مدنا عراقية في الأشهر الماضية في انهيار تسويق مباريات الدوري العراقي بشكل كبير هذا الموسم.
 
وسبب فيروس كورونا خسارة مالية فادحة للاتحاد العراقي وشركة عشتار للنقل التلفزيوني بقيمة 500 ألف دولار، بعد أن خسرا سابقا مليون دولار جراء إيقاف الدوري بسبب المظاهرات، حيث انخفض عدد المباريات المسوقة من 250 إلى 80 مباراة والتي تنقل عبر قناة العراقية الرياضية وقناة الكأس القطرية.
المصدر : الجزيرة