تألق الجزائريين بالخارج.. هل يقود "محاربي الصحراء" للتتويج القاري؟

المنتخب الجزائري (صورة من موقع اتحاد الكرة الجزائري)
المنتخب الجزائري يبحث في مصر عن ثاني تتويج أفريقي في تاريخه (مواقع التواصل)

عياش سنوسي-الجزائر

حمل الموسم الكروي نهاية سعيدة لعدد من اللاعبين الجزائريين المحترفين بمختلف الدوريات الأوروبية والعربية، بإحرازهم ألقابا وتتويجات قد يكون لها الأثر الإيجابي على مشاركتهم مع منتخب "محاربي الصحراء" في بطولة أمم أفريقيا التي ستقام بمصر من 21 يونيو/حزيران إلى 19 يوليو/تموز المقبلين.

وتستهل الجزائر -التي توجت مرة واحدة باللقب الأفريقي عام 1990- دورة مصر ضمن المجموعة الرابعة بمواجهة كينيا يوم 23 يونيو/حزيران المقبل قبل تحدي السنغال يوم 27 يونيو/حزيران ثم تنزانيا في الفاتح من يوليو/تموز القادم.

وبدأ المهاجم بغداد بونجاح (27 عاما) سلسلة تتويجات الجزائريين بإحرازه لقب الدوري القطري مع نادي السد الذي بلغ معه أيضا نهائي كأس الأمير وخسره أمام الدحيل. كما أحرز جائزة أفضل هداف للدوري بواقع 39 هدفا تجعل منه "القناص" الأول للمنتخب الجزائري.

كما نال المدافعان مهدي زفان ورامي بن سبعيني كأس فرنسا بعد الفوز مع ناديهما رين على باريس سان جيرمان بركلات الترجيح، في أول تتويج لهما بمشوارهما، وهو ما قد يمنحهما جرعة معنوية هامة لتحصين الخط الخلفي لمحاربي الصحراء بمصر.

وخطف جناح "الخضر" سفيان فيغولي الأضواء بعودته "المتأخرة" للتألق مع فريقه غلطة سراي التركي بعد بداية موسم متعثرة ودخوله قائمة المغضوب عليهم، لينجح في قيادة فريقه للتتويج بلقب الدوري ثم الكأس المحلية، في أول إنجاز للاعب خلال مسيرته الاحترافية.

وعلق لاعب فالنسيا الإسباني السابق على تألقه "المفاجئ" بالقول "العلامة الفارقة بالنسبة لي حاليا هي أني لم أتعرض لأي إصابات معقدة، وهو ما جعلني في أفضل لياقة ممكنة"، مضيفا "لقد عانيت بعض الشيء في الشطر الأول من الموسم، ولكني لم أفقد الأمل وعرفت كيفية العودة إلى الواجهة سريعا"، وفقا لما نقلت عنه صحيفة "فوت ماك" التركية.

آمال الجزائريين معلقة على القائد والنجم رياض محرز (غيتي)
آمال الجزائريين معلقة على القائد والنجم رياض محرز (غيتي)

لكن الحدث الأبرز صنعه نجم نجوم الجزائر رياض محرز بإحرازه رباعية تاريخية في أول موسم له مع نادي مانشستر سيتي.

وشارك الجناح الجزائري في 43 مباراة مع السيتي، وأحرز 12 هدفا مع 8 تمريرات حاسمة.

وعانى ابن مدينة تلمسان الجزائرية (28 عاما) من التهميش في أغلب فترات الموسم، وظل وفيا لدكة الاحتياط بسبب المنافسة الشرسة قبل أن ينفجر في آخر الموسم ويتوج بالرباعية التاريخية (لقب الدوري وكأسي الرابطة والاتحاد والدرع الخيرية)، في إنجاز لم يسبقه إليه أي عربي أو أفريقي.

كما أنه العربي الوحيد الذي يتوج بلقب البريميرليغ مرتين مع فريقين مختلفين (ليستر سيتي، ومانشستر سيتي).

وقال محرز للموقع الرسمي لفريقه بعد التتويج بالرباعية إنه بدأ في التفكير في كأس أمم أفريقيا القادمة بمصر، وتعهد بالسعي لتقديم أداء جيد خلال البطولة.

ولئن ضيع ياسين براهيمي (29 عاما) نجم وسط ميدان بورتو لقب الدوري البرتغالي، في آخر جولة، لغريمه نادي بنفيكا، فإنه –بالمقابل- اختير أفضل مراوغ في الدوري، في حين تقدم مدافع ريال بيتيس عيسى ماندي (27 عاما) قائمة أفضل اللاعبين في التمريرات الصحيحة بالدوري الإسباني.

وبالجارة الشرقية للجزائر، قدم المهاجم يوسف بلايلي نفسه رقما مهما في تتويج نادي الترجي التونسي بلقب دوري أبطال أفريقيا، وهو اليوم على مشارف التتويج باللقب الثاني.

تألق اللاعبين الجزائريين يريح المدرب جمال بلماضي (مواقع التواصل)
تألق اللاعبين الجزائريين يريح المدرب جمال بلماضي (مواقع التواصل)

لكن هل يفيد ذلك "الخضر" في مغامرتهم القارية المقبلة؟ يجيب نجم الثمانينيات صالح عصاد "مبدئيا يشكل ذلك حافزا معنويا مهما".

ويقول عصاد للجزيرة نت "أن تذهب لدورة كروية بحجم بطولة أفريقية وبحوزتك لاعبين متوجين بألقاب جماعية أو شخصية، فهو أمر إيجابي للغاية من الناحية المعنوية. مهم للاعب نفسه وللمجموعة، وعامل ضد الفريق المنافس الذي سيتحتم عليه أن يحسب لهؤلاء اللاعبين ألف حساب بما قد يثبط معنوياته ويشتت تركيزه أيضا، وعلى منتخبنا أن يستغل هذا الأمر جيدا".

لكن نجم الثمانينيات يعتبر ذلك غير كاف "لأن الأهم هو حقيقة الميدان"، داعيا اللاعبين لأن يضعوا تلك الألقاب جانبا لأنها تحققت مع فرق أخرى وفي أوضاع مختلفة، أما حقيقة الميدان فهي مختلفة، حسب تعبيره.

وأشار عصاد إلى أن تألق لاعبي الخضر مع أنديتهم وخوضهم البطولة بأرض عربية وعلى ملاعب تبدو جميلة "يمكن أن تشكل عوامل محفزة للعودة بأفضل إنجاز، لكن كل شيء متوقف على ضربة البداية. على المنتخب أن يبدأ الدورة بنتيجة إيجابية للذهاب بعيدا فيها".

ورشح نجم الخضر السابق مصر للتتويج باللقب، إلى جانب بعض المنتخبات القوية مثل الكاميرون والسنغال، لكنه أمنيته الأولى هي عودة أشبال المدرب جمال بلماضي باللقب القاري.

المصدر : الجزيرة