هل يؤثر فشل المحترفين على حظوظ تونس في أمم أفريقيا؟

Panama v Tunisia : Group G - 2018 FIFA World Cup Russia- - SARANSK, RUSSIA - JUNE 28: Players of Tunisia pose for a team photo prior to the 2018 FIFA World Cup Russia Group G match between Panama and Tunisia at the Mordovia Arena is Saransk, Russia on June, 28, 2018.
شكوك حول فرص منتخب تونس في أمم أفريقيا بسبب مستوى عدد من محترفيه (الأناضول)

مجدي السعيدي-تونس

تباينت الآراء في الشارع الرياضي بتونس إزاء مستوى اللاعبين المحترفين بالدوريات الأوروبية خلال موسم 2018-2019، وذلك قبل أسابيع من مشاركتهم مع منتخب نسور قرطاج بكأس أمم أفريقيا المقرر إقامتها في مصر بين 21 يونيو/حزيران و19 يوليو/تموز المقبلين.

وسادت الانطباعات السلبية الأوساط الرياضية بتونس بسبب تواضع مشاركات محترفي تونس، مقابل عروض لافتة لمحترفي المغرب والجزائر ومصر في ملاعب القارة العجوز.

ورغم أن جل المحترفين التونسيين ينشطون ضمن الدوري الفرنسي -خامس الدوريات الأوروبية الكبرى- فإنهم عجزوا عن فرض أسمائهم بقوة خلال الموسم المنصرم.

وأنهى سيف الدين الخاوي لاعب نادي كون الفرنسي الموسم بالهبوط للدرجة الثانية، في حين سيخوض نعيم السليتي وأسامة الحدادي مع ناديهما ديجون مباراة الملحق أمام نادي لانس لتفادي الهبوط للدرجة الثانية.

أما بسام الصرارفي لاعب نيس فأنهى الموسم مع فريقه في المركز السابع، ولعب 22 مباراة من أصل 38، مما دفع إدارة ناديه إلى وضعه على لائحة المغادرين خلال الصيف المقبل.

من جانبه، قاد وهبي الخزري، أفضل المحترفين التونسيين في الملاعب الأوروبية، فريقه سانت إيتيان لإحراز المركز الرابع بالدوري والتأهل لمسابقة "يوروبا ليغ".

وسجل صانع ألعاب منتخب تونس 13 هدفا في 31 مباراة بالدوري، غير أنه واجه موجة غضب من جماهير ناديه بسبب كثرة حصوله على الأوراق الحمراء والصفراء التي بلغت 11 بطاقة في الموسم.

محترفو تونس مطالبون بتجاوز مشاكلهم مع أنديتهم والتألق مع المنتخب (رويترز)
محترفو تونس مطالبون بتجاوز مشاكلهم مع أنديتهم والتألق مع المنتخب (رويترز)

وكانت وضعية بعض المحترفين التونسيين مع أنديتهم الأوروبية أصعب من المتوقع خلال موسم 2018-2019، فقد قضى مدافع مرسيليا أيمن عبد النور عاما أبيض مع ناديه، بعد أن خرج نهائيا من حسابات مدربه رودي غارسيا، في حين لعب ياسين مرياح مع ناديه أولمبياكوس اليوناني أربع مباريات فحسب من أصل ثلاثين مباراة بالدوري اليوناني.

ويرى قائد منتخب تونس ومدافع فريقي بولتون وساوثامبتون الإنجليزيين سابقا راضي الجعايدي أن تواضع تجارب التونسيين بأوروبا يعود أساسا إلى نقائص فادحة في التكوين، ويكشف عن غياب إستراتيجية واضحة قبل الاحتراف بأوروبا، أساسها حسن اختيار الوجهة والانضباط والعقلية الاحترافية.

وقال الجعايدي للجزيرة نت "أغلب اللاعبين التونسيين يدفعون ثمن التسرع، ويفتقدون التريث عند دراسة العروض، مما يدفعهم للوقوع في سوء اختيار الوجهة، وينتهي بهم المآل أحيانا للعودة إلى الدوري التونسي".

ويرى الجعايدي، الذي لعب أكثر من مئة مباراة في البريمرليغ بين 2004 و2011، أن تواضع مستوى المحترفين التونسيين سينعكس بشكل واضح على أدائهم مع "نسور قرطاج" في أمم أفريقيا 2019.

وتلعب تونس ضمن المجموعة الخامسة في نهائيات أمم أفريقيا مع منتخبات موريتانيا ومالي وأنغولا.

ومقابل خيبة عدد من التونسيين في أوروبا، فرض اللاعبون المغاربة والجزائريون والمصريون أنفسهم بقوة في أكبر الدوريات الأوروبية.

واعتبر الجعايدي أن ذلك النجاح كان "ثمرة المثابرة والصبر واكتساب عقلية احترافية، وهي مواصفات يحتاجها اللاعب أكثر من الحاجة إلى المهارات الفنية والمخزون الكروي أحيانا".

الجعايدي توقع تألقا لافتا لمحمد صلاح ورياض محرز وحكيم زياش (الجزيرة)
الجعايدي توقع تألقا لافتا لمحمد صلاح ورياض محرز وحكيم زياش (الجزيرة)

ويستشهد الدولي التونسي السابق بتجربة النجم المصري محمد صلاح قائلا "صلاح لم يبلغ ذروة النجاح في بداية تجاربه بأوروبا، بل ثابر وصبر ليصل إلى هذا المستوى مع ليفربول بعد تجارب متواضعة، خاصة مع تشلسي، اللاعبون المغاربة والجزائريون والمصريون يتفوقون على التونسيين في حسن التعامل مع البدايات الصعبة بأوروبا".

ويتوقع الجعايدي أن تشهد كأس أمم أفريقيا تألقا لافتا لمحمد صلاح ورياض محرز وحكيم زياش مع منتخبات مصر والجزائر والمغرب، مشددا على التأثير الكبير لتألقهم في أوروبا على أدائهم مع منتخباتهم.

ووضعت قرعة النهائيات منتخب مصر مع الكونغو الديمقراطية وزيمبابوي وأوغندا في حين تلعب الجزائر مع السنغال وتنزانيا وكينيا، أما المغرب فيواجه في الدور الأول جنوب أفريقيا وساحل العاج وناميبيا.

المصدر : الجزيرة