أزمة صامتة.. "كاف" يستغني عن مصر في بث مباريات أمم أفريقيا

A general view of television cameras before the match between Al Ahly and El Ismaily during opening Egyptian Premier League at Al Salam Stadium in Cairo, Egypt August 2, 2018. REUTERS/Amr Abdallah Dalsh

خالد المصري-القاهرة

نشبت "أزمة صامتة" في مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري (ماسبيرو) بسب استعانة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) بمخرجين أجانب، لإخراج مباريات كأس أمم أفريقيا التي ستقام في مصر بداية من يوم الجمعة المقبل.

وكان من المنتظر أن يتم الاستعانة بمخرجين من ماسبيرو، ونظمت الهيئة الوطنية للإعلام دورات تدريبية للمخرجين، لمحاكاة نظام الإخراج في البطولات العالمية الأخيرة مثل كأس العلم وكأس أمم أوروبا.

والأسبوع الماضي قرر الكاف الاستعانة بمخرجين من أوروبا وعربات بث خارجية في كأس أمم أفريقيا المقبلة، وعدم الاستعانة بمخرجين مصريين على الإطلاق، مما أثار نوبة من الغضب داخل ماسبيرو، سرعان ما تم وأدها بعد أن أكد رئيس الهيئة الوطنية مكرم محمد للعاملين أن هذا قرار سيادي للدولة المصرية بالاتفاق مع الكاف.

وكشف هشام رشاد نائب رئيس التلفزيون المصري للبرامج الرياضية، أن ست سيارات بث خارجي وصلت مصر خلال اليومين الماضيين بحرا، قادمة من إسبانيا والبرتغال، لنقل مباريات أمم أفريقيا.

وأوضح رشاد في تصريح للجزيرة نت أنه سيكون هناك سيارة بث لكل مجموعة من المجموعات الست التي تشملها البطولة، ولن تتم الاستعانة بسيارات البث التي يمتلكها التلفزيون المصري، ولا بأي من المخرجين المصريين خلال فعاليات البطولة، "لأن الاتحاد الأفريقي يرغب في خروج عملية البث بمواصفات معينة ويجبر الدولة المنظمة أن تُحضر شركة أجنبية ومخرجين أجانب".

وحول تكلفة النقل والبث، أجاب أن "تكلفة الإخراج واستقدام مثل هذه المعدات تتحملها الدولة المستضيفة مناصفة مع الاتحاد الأفريقي، على أن يتم توزيع عوائد وأرباح البث بالتساوي أيضا بين الطرفين".

undefined

في السياق نفسه، كشف مصدر في ماسبيرو أن سبب لجوء الاتحاد الأفريقي لهذه الخطوة، هو عدم وفاء الدولة المصرية بتعهداتها باستقدام سيارات بث متطورة، واكتفت بتطوير سيارات البث الخاصة بالتلفزيون.

وأوضح المصدر -الذي رفض نشر اسمه- أن الاتفاق بين الحكومة المصرية والكاف على بث المباريات بتقنية "دي تي تي" (DTT) وهي لا تتوافر في مصر، ووعدت الدولة المصرية بالعمل على إيجادها، ولم يتم تنفيذ الوعد، واكتفت بإدخال تطويرات عادية على أنظمة البث.

وكشف المصدر أن الحكومة وفرت نظام "دي في بي-تي2" (DVB-T2) فقط وتجاهلت "دي تي تي" (DTT)، كي تعمل على بيع الأجهزة الخاصة باستقبال البث، خاصة أن البطولة ستذاع على التلفزيون الأرضي، مشيرا إلى أن الحكومة اهتمت بالمكسب المادي على حساب جودة الصورة، لأن هذا النظام لا يدعم أنظمة "فل أتش دي" (FULL HD) و"4 كي" (4K).

وتابع أن "الحكومة كانت تعول على دول خليجية في تمويل هذا الأمر وإهداء مصر سيارات وأنظمة بث متطورة، ولكن الأمر باء بالفشل".

من جانبه، قال مدير البطولة محمد فضل للجزيرة نت إن الهيئة الوطنية للإعلام أكدت أن الأنظمة التي يحتاجها الكاف تتطلب عشرات الملايين من الدولارات، ولن تستطع الحكومة المصرية توفيرها الآن في ظل الظروف الاقتصادية للبلاد.

وعطفا على الأمر، أكد محمد ثابت نائب رئيس اللجنة الإعلامية في الكاف للجزيرة نت أن الاتحاد الأفريقي وقع عقودا مع شركة لاغاردير الفرنسية بشروط بث معينة، ولا يجوز التقليل من كفاءة البث، وإلا تعرض لغرامات كبيرة".

وأوضح "لا يمكن لنا تجاوز حقوق الرعاية، الكاف اتفق مع الشركة الراعية على بث المباريات بأعلى تقنية وهي (DTT) ولم يلتزم التلفزيون المصري بها، وبالتالي كان لزاما على الكاف التحرك بسرعة لتجاوز هذه العقبة قبل انطلاق البطولة بوقت كاف".

وكشف ثابت أن هناك مسؤولين في الحكومة المصرية تواصلوا مع الكاف لإقناعهم بتأخير وصول سيارات البث الأوروبية، خاصة أن المسؤولين في ماسبيرو نجحوا في تطوير سيارات البث المصرية، ولكن الكاف رفض بشكل قاطع وحاسم لتفادي الشروط الجزائية مع لاغاردير.

المصدر : الجزيرة