تغريدة حمد الله وصافرات استهجان وهزائم متتالية.. ماذا يحصل مع "أسود الأطلس"؟

تدريبات منتخب المغرب

أحمد السباعي

كثيرة هي المشاكل التي باتت تحيط بالمنتخب المغربي لكرة القدم مما أدى لرفع منسوب القلق إلى مستويات غير مسبوقة بين الشعب المغربي الذي يأمل أن يعود منتخب بلاده لمنصة التتويج بكأس أمم أفريقيا بعد غياب دام لأكثر من أربعة عقود، وأصبح الحديث عن أن هذه المشاكل قد تشكل ضربة قاضية لاستقرار ومعنويات فريق المدرب هيرفي رينار قبل خوض البطولة القارية التي تنطلق في مصر يوم الجمعة المقبل.

القصة بدأت مع مشادة كلامية حصلت بين اللاعبين بعد منع اللاعب فيصل فجر زميله عبد الرزاق حمد لله من تسديد ركلة جزاء أهدرها الأول خلال مباراة غامبيا الودية والتي انتهت بالخسارة بهدف نظيف.

بعد المشادة أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم مغادرة حمد الله هداف الدوري السعودي وأفضل لاعب الموسم الماضي بسبب الإصابة، ليرد الأخير بمقطع فيديو يظهر لياقته البدنية العالية وعدم معاناته من أي إصابة.

وذكرت الصحافة المحلية أن واقعة ركلة الجزاء ولدت خلافا بين الاثنين، واتهمه فجر بالتسبب في إهدارها لأنه أفقده تركيزه، ووقف باقي اللاعبين ضد حمد الله الذي حزم حقائبه ورحل عن المعسكر حسب رغبته، وحاول الاتحاد تجميل القضية بحديثه عن إصابته.

ويواصل الموضوع أخذ منحى آخر بنشر فجر فيديو يغني رفقة زميله نبيل درار أغنية "باي باي" والتي اعتبرت أنها رسالة استفزاز لحمد الله.

غير أن حمد الله لم يرد على ما وصف بمحاولات "استفزازه" وحاول تهدئة السجال الذي قد ينعكس سلبا على معنويات الفريق وبدا كأنه متقبل لفكرة استبعاده أو مغادرته للمنتخب، وغرد على حسابه الرسمي على تويتر "لقد تأجل الحلم، حلم تمثيل وطني في كأس إفريقيا ولكن لم يضيع! بالتوفيق لمنتخبنا الوطني وشكرا لمساندة الجمهور أحبكم كثيرا ".

ويبدو أن جو التهدئة هذا مهد -بحسب الصحافة المغربية- للقاء مرتقب الأربعاء بين فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي للعبة وحمد الله في محاولة لإصلاح الأمور.

ومما زاد الطين بلة وصب الزيت على النار أنه في مباراة "أسود الأطلس" الودية أمس ضد زامبيا -والتي انتهت بفوز الأخير 3-2- تعرض المهاجم فجر لصافرات استهجان من بعض الجماهير الحاضرة للمباراة.

وشن الجمهور المغربي هجوما عنيفا على فجر خلال اللقاء، وسمع صافرات الاستهجان منذ دخوله ملعب المباراة بديلا ليونس بلهندة فى الدقيقة 75 من زمن اللقاء، وتواصل الهجوم عليه مع كل لمسة للكرة، وذهبت الجماهير أكثر من ذلك للهتاف باسم حمد الله في عدة فترات من المباراة.

وانعكست هذه الأجواء السلبية على مسيرة المغرب الذي لم يحقق أي فوز عام 2019، بعدما تعادل دون أهداف مع ملاوي وخسر من الأرجنتين وغامبيا وزامبيا.

وحتى رينار مدرب الفريق الخبير الفائز مع المنتخبين الزامبي والعاجي بلقب أمم أفريقيا عامي 2012 و2015 على الترتيب شارك بشكل أو بآخر في زيادة الضغوط على رجاله عبر مواصلته سياسة الهروب من الإعلام المغربي، إذ غاب عن المؤتمرات الصحفية التي تلت الهزيمتين في المباراتين الوديتين حتى أنه لم يكن موجودا عندما أعلن عن اللائحة الرسمية المشاركة في البطولة القارية.

فالمنتخب المغربي -الذي يلعب ضمن منافسات المجموعة الرابعة بجانب ساحل العاج وجنوب أفريقيا وناميبيا- كان مرشحا فوق العادة للمنافسة على اللقب بعد أدائه المميز والمستوى الكبير الذي ظهر عليه في مونديال روسيا. لكنه بات يخشى أن تتبخر فرصة استغلال وجود لاعبين بارزين في أهم الدوريات الأوروبية لاستعادة هيبته المفقودة في القارة وتكرار سيناريو الخروج من الدور الأول في تسع نسخ سابقة من البطولة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة المغربية + مواقع التواصل الاجتماعي