رشحوه رئيسا للجمهورية.. بلماضي رجل الإجماع الوحيد بالجزائر

جمال بلماضي جدد عقده حتى 2026
بلماضي انتشل المنتخب الجزائري من الفشل (رويترز)
تحول مدرب المنتخب الجزائري جمال بلماضي -الذي يقود "محاربي الصحراء" بنجاح نحو المنافسة على لقب بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم- إلى رجل الإجماع الوحيد في بلاد تعيش أزمة توافق سياسي منذ أشهر، لدرجة أن بعض الجماهير رشحه للرئاسة الجمهورية.

وتولى بلماضي تدريب المنتخب مطلع أغسطس/آب 2018 خلفا لرابح ماجر الذي طالته انتقادات شديدة بسبب سوء الأداء والنتائج أدت إلى رحيله.

وبلماضي من مواليد 25 مارس/آذار 1976، بضواحي العاصمة الفرنسية باريس، من أبوين جزائريين. لعب مطلع الألفية مع مرسيليا الفرنسي ومانشستر سيتي الإنجليزي، كما كان قائدا للمنتخب الجزائري لكرة القدم.

وقبل تدريب الجزائر، خاض بلماضي عدة تجارب ناجحة في قطر، اعتبارا من 2013، مع لخويا ثم الدحيل ومنتخب "العنابي" الرديف ثم الفريق الأول الذي فاز معه بلقب كأس الخليج عام 2015.

وتجرى النسخة 32 لكأس الأمم الأفريقية في مصر الفترة ما بين 21 يونيو/حزيران إلى 19 يوليو/تموز الجاري، بمشاركة 24 منتخبا بدلا من 16 لأول مرة في تاريخ البطولة.

ولعبت الجزائر في المجموعة الثالثة التي تضم السنغال وكينيا وتنزانيا.

وفاز "محاربو الصحراء" في مباراتهم الأولى على كينيا بهدفين دون رد، وتفوقوا على السنغال في ثاني مواجهة بهدف نظيف، واكتسحوا تنزانيا بثلاثية نظيفة، وتصدروا المجموعة بالعلامة الكاملة (تسع نقاط).

وحاز بلماضي لقب أفضل مدرب في دور المجموعات، حسب تقييم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف). واعتبر الكثير من النقاد الرياضيين المنتخب الجزائري أفضل فريق في البطولة حتى الآن.

وفي الدور الثمن النهائي، سحق نظيره الغيني بثلاثية نظيفة، منفردا بلقب أحسن هجوم وأحسن دفاع بهذه الدورة، حيث سجل تسعة أهداف كاملة من أربع مباريات، وحافظ على شباكه نظيفة، وسيلاقي الخميس كوت ديفوار في الدور ربع النهائي.

‪محاربو الصحراء بعد التأهل لربع النهائي‬ (رويترز)
‪محاربو الصحراء بعد التأهل لربع النهائي‬ (رويترز)

وعقب التأهل لدور الثمانية خرج آلاف المناصرين في عدة مدن داخل وخارج البلاد احتفالا بإنجاز فريق بلماضي الذي لقي إشادة وثناء كبيرا منهم.

وتزامنت إنجازات محاربي الصحراء وبلماضي، مع أزمة سياسية تعيشها الجزائر منذ شهور، بسبب غياب توافق على شخصيات لقيادة المرحلة الانتقالية بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مطلع أبريل/نيسان الماضي.

وانتهت دستوريا ولاية الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح الثلاثاء، وسط تساؤلات عن كيفية تسيير الفترة المقبلة، في ظل عدم التوصل لشخصية عليها إجماع وإلغاء الرئاسيات التي كانت مقررة في 4 يوليو/تموز.

بلماضي رئيسا
ومع تألق منتخب محاربي الصحراء وخطط مدربه بلماضي، صار الأخير محل إجماع وإشادة من طرف الجماهير الجزائرية التي رأت فيه المنقذ الذي أخرج الفريق من نفق النتائج السلبية منذ 2014 وحتى قبل توليه مباشرة.

وانتشرت تغريدات على منصات التواصل الاجتماعي، تصف بلماضي بأنه رجل الإجماع الوحيد حاليا في البلاد بالنظر لنتائجه الباهرة التي جمعت الجزائريين على رأي رجل واحد، لأنه المدرب المناسب للمنتخب الوطني.

وعلق موقع إذاعة "راديو أم" الخاصة (إذاعة على النت) بالقول "بلماضي يحقق إجماع الجزائريين في الرياضة في انتظار رجل الإجماع السياسي".

وغرد ياسين بن لمنور الصحفي الجزائري بمجموعة "بي أن سبورتس" القطرية بـ "الشخصية الوطنية الوحيدة التي تلقى الإجماع لحد الساعة هي بلماضي".

وذهب تغريدات ساخرة إلى حد تمني منصب رئيس الجمهورية للمدرب بلماضي، إن تمكن من جلب كأس أفريقيا إلى الجزائر.

كما نشر نشطاء على فيسبوك وسما ساخرا يتضمن عبارة "جمال بلماضي رئيس الجمهورية" في إشارة للرضا الشعبي عن عمل بلماضي مع المنتخب.

وانتشرت تعليقات على فيسبوك وتوتير ربطت بين تألق المنتخب والحراك الشعبي الذي امتد مفعوله حتى على فريق كرة القدم واللاعبين وبلماضي.

وتوقع عديد الجزائريين الفوز بكأس الأمم مثلما فازت الجزائر بالكأس القارية الوحيدة عام 1990، في أعقاب ثورة شعبية (مظاهرات 5 أكتوبر/تشرين الأول 1988).

المصدر : وكالة الأناضول