فساد باليورو.. فضيحة مراهنات تهز كرة القدم الجزائرية

HAMBURG, GERMANY - FEBRUARY 06: This photo illustration shows Euro bank notes and a table soccer game on February 6, 2013 in Hamburg, Germany. Europol have uncovered evidence that hundreds of football matches were subject to corruption leaving more than 400 officials and players under suspicion of involvement. (Photo by Stuart Franklin/Bongarts/Getty Images)

محمد أمير-الجزائر

 

فجرت الشرطة الفرنسية قضية فساد رياضي مست الدوري الجزائري لكرة القدم تتعلق بمراهنات مشبوهة من خلال ترتيب لقاء لصالح فريق مهدد بالسقوط للدرجة الثانية.

واعتقلت الشرطة الفرنسية قبل يومين سبعة أشخاص شرقي فرنسا، للاشتباه في تورطهم بقضايا مراهنات مشبوهة بمبالغ قدرت بنحو مئة ألف يورو تتعلق بمباراة وفاق سطيف ودفاع تاجنانت في آخر جولة من الموسم الماضي التي انتهت بفوز تاجنانت الذي كان مهددا بالهبوط (3-2).

وباشرت شرطة المصلحة المركزية للسباقات والألعاب بفرنسا تحقيقا معمقا في قضية المراهنات المشبوهة في هذا اللقاء الذي انتهى بفوز سمح لدفاع تاجنانت بالبقاء ضمن دوري الدرجة الأولى بالجزائر.

وجاءت فضيحة المراهنات لتهز عرش كرة القدم الجزائرية وتكشف النقاب عن التلاعب في نتائج مباريات الدوري التي لطالما تحدثت عنها الصحافة المحلية ولم تتفاعل معها الهيئة المسيّرة للعبة بالبلاد. ولتضاف إلى جملة التجاوزات التي تعيشها الكرة بالجزائر على غرار عنف الملاعب وتناول مواد محظورة من قبل بعض لاعبي الدوري.

وحاول الاتحاد الجزائري لكرة القدم (فاف) حفظ ماء وجهه من خلال إصدار بيان على وجه السرعة، عبر فيه عن استعداده للتعاون مع لجنة النزاهة التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بخصوص قضية المراهنات.

وكشف البيان أن الفاف وفرت جميع المعلومات والبيانات اللازمة المتعلقة بالقضية، مؤكدا عزم الاتحاد الجزائري إنشاء إدارة للنزاهة لحماية اللعبة ومحاربة التلاعب بالمباريات والمراهنات.

يزيد وهيب: القضية الجديدة تكشف ما يحدث بالدوري الجزائري من تجاوزات وفساد رياضي وأخلاقي (الجزيرة)
يزيد وهيب: القضية الجديدة تكشف ما يحدث بالدوري الجزائري من تجاوزات وفساد رياضي وأخلاقي (الجزيرة)

وأثارت قضية المراهنات التي فجرتها الشرطة الفرنسية ردود فعل كثيرة من المتابعين للشأن الرياضي بالجزائر الذين اعتبروها مسيئة لسمعة الكرة الجزائرية ولا يمكن السكوت عنها، وتوقعوا أن تجر بعض المتورطين إلى المحاكم.

وقال الإعلامي الرياضي يزيد وهيب إن الفضيحة الجديدة تسيء كثيرا للكرة الجزائرية، محملا مسؤولية ذلك للاتحاد الجزائري لكرة القدم بسبب تقاعسه في كشف هذه التجاوزات في وقتها.

وعاب وهيب -في تصريح للجزيرة نت- على مسؤولي الفاف سكوتهم عن إقحام الدوري المحلي في عمليات المراهنة، دون استشارة الاتحاد الجزائري ولا طلب موافقته.

وأكد أن القضية الجديدة جاءت لتكشف ما يحدث بالدوري الجزائري لكرة القدم من تجاوزات وفساد رياضي وأخلاقي، وهو ما يتطلب حسب قوله حراكا رياضيا لتنظيف الساحة من المسؤولين الفاسدين، على غرار الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد الذي دفع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للاستقالة، وأحال عددا من المسؤولين ورجال الأعمال إلى السجن.

الفضيحة الجديدة تزيد الضغوط على رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي (الجزيرة)
الفضيحة الجديدة تزيد الضغوط على رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي (الجزيرة)

من جانبه، قال المختص القانوني والخبير السابق بالاتحاد الجزائري لكرة القدم ماني سعادة محمد الحبيب إن المراهنة جائزة قانونا ولا يعاقب ممارسها في الجزائر، وأشار إلى أن القانون وضع ضوابط لهذه العملية ونص على عقوبات في حق المخالفين.

وأوضح المختص القانوني في تصريح للجزيرة نت أن كل شيء متوقف على نتائج التحقيق الفرنسي في قضية المراهنات التي مست مباراة وفاق سطيف ودفاع تاجنانت.

وتوقع أن تتم معاقبة الفاعلين -من المراهنين لعلمهم المسبق بالنتيجة- والفاعلين الأصليين وهم عناصر الناديين والحكم الذي أدار المباراة، وأكد أن الاتحاد الجزائري ملزم بمواكبة التحقيقات والوقوف على كل صغيرة وكبيرة في هذه القضية، وقد يتعرض لعقوبات بدوره إن ثبت منه تقصير في ذلك.

ونصح المختص القانوني الاتحاد الجزائري لكرة القدم بإيداع شكوى ضد مجهول أمام قاضي التحقيق، لينطلق القضاء في التحري محليا حول مزاعم ترتيب نتيجة اللقاء المشبوه والمراهنات التي أحاطت به.

وبخصوص العقوبة التي ستطال الفريقين في حالة ثبوت ترتيب نتيجة اللقاء، قال محمد الحبيب إنها ستكون  قاسية جدا قد تصل لهبوط الناديين درجات أكثر من الثانية مع حرمانهما من الألقاب إن تحققت خلال تلك السنة، فضلا عن إقصاء الحَكَم مدى الحياة والمتابعة القضائية للمتورطين.

المصدر : الجزيرة