حسابات السياسة والرياضة.. هل يتخلى بلماضي عن تدريب الجزائر؟
لم تنته أفراح الجزائريين بالتتويج بلقب كأس أمم أفريقيا لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخهم، حتى طفت إلى السطح أزمة قد تعيد منتخب "المحاربين" إلى دوامة عدم الاستقرار وتراجع النتائج.
وتزايدت التقارير الفترة الماضية بشأن استقالة وشيكة لزطشي بسبب الطريقة التي عومل بها خلال حفل التكريم الرسمي الذي خصصه رئيس الدولة عبد القادر بن صالح للاعبي المنتخب بعد عودتهم بالتاج الأفريقي من مصر.
وحصل كل اللاعبين وأعضاء الطواقم الفنية والطبية والإدارية على وسام من رئاسة الجمهورية، وهي الهدية التي لم تمنح لزطشي الذي استبعد أيضا من الصورة الرسمية للحفل.
وأكدت الصحيفة أن بن صالح غاضب من زطشي بسبب طريقة استقباله لدى زيارة اللاعبين في مصر عشية المباراة النهائية ضد السنغال.
وأوضحت أن مصالح رئاسة الجمهورية لم تخطط مسبقا لزيارة بن صالح، مما جعل زطشي في موقف محرج حين وصل بن صالح مقر إقامة المنتخب ولم يجد اللاعبين في استقباله واضطر لانتظارهم في البهو لأنهم كانوا في قيلولة لاسترجاع قواهم قبل خوض آخر حصة تدريبية.
وقالت الصحيفة إن زطشي رفض أيضا دفع أربعمئة ألف دولار من حساب الاتحاد لتغطية تكاليف تذاكر المشجعين الذين انتقلوا إلى مصر، مما أغضب الموظفين المكلفين بمتابعة الملف لدى وزارة الشباب والرياضة ودفعهم لرفع شكوى إلى الرئاسة.
كما رفض رئيس الاتحاد خططا للوزارة للاحتفال بالمنتخب وتخصيص جولة شرفية له بالشوارع حتى في حالة الخسارة من نيجيريا في نصف النهائي، واعتبر زطشي أنه من غير اللائق الاحتفال بالوصول إلى نصف نهائي أمم أفريقيا بالنسبة لمنتخب كبير مثل الجزائر.
وخلصت الصحيفة إلى أن ما حدث خلال الأيام الماضية كان محاولة من بن صالح والسلطات الحالية لاستغلال نجاح المنتخب لصالحهم وتخفيف الضغوط على الرئيس المؤقت الذي يعد رحيله أحد المطالب الأساسية للمشاركين في الحراك الشعبي المستمر منذ 22 فبراير/شباط الماضي.
وقالت إن نجاح تلك الضغوط في إزاحة زطشي من رئاسة الاتحاد سيرافقه استقالة للمدرب جمال بلماضي من قيادة المنتخب بالنظر إلى العلاقات المميزة التي تربط الرجلين.
وتعاقد زطشي مع بلماضي قبل نحو عام من أجل إعادة ترتيب أوراق المنتخب الذي تراجعت نتائجه بشكل كبير منذ التألق في مونديال 2014، ونجح بلماضي خلال فترة قياسية في إعادة الروح للفريق وقيادته إلى لقب غاب عن الجزائر لنحو ثلاثين عاما.