"سر" أنفيلد.. الداخل مفقود والخارج مولود

LIVERPOOL, ENGLAND - APRIL 04: Liverpool fans hold up banners and scarfs prior to the UEFA Champions League Quarter Final Leg One match between Liverpool and Manchester City at Anfield on April 4, 2018 in Liverpool, England. (Photo by Shaun Botterill/Getty Images)
حجم الضجيج الصادر من ملعب أنفليد خلال فوز ليفربول بالمسابقة القارية الأم كان مرعبا للخصوم (رويترز)

هناك شيء استثنائي يحدث في ملعب أنفيلد معقل ليفربول خلال المباريات الأوروبية، إذ يتحول إلى مكان يصدر الكثير من الضجيج ويكون قادرا على دفع لاعبي أصحاب الأرض وبث الرعب في الفريق الزائر وهو المصير الذي واجه بالفعل مانشستر سيتي أمس الأربعاء.

وتسفر المباريات الكبيرة عن أجواء مثيرة لكن حجم الضجيج الصادر من الملعب خلال فوز ليفربول بثلاثية نظيفة في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا كان أعلى كثيرا مما كان عليه الأمر في مباراة الفريقين بالدوري الممتاز في يناير/كانون الثاني الماضي.

وربما يتسبب أنفيلد في إحباط مشجع زائر خلال مباراة محلية، فبمجرد أن تنتهي طقوس أغنية "لن تسير وحدك أبدا" يبدو أن الحماس يقل كثيرا. لكن هذا لم يحدث أمس.

والنجاح الأوروبي موجود بالفعل في جينات ليفربول ويشعر المشجعون بذلك. وهناك لافتة كبيرة في الملعب تذكر الجميع بالألقاب القارية الخمسة للنادي بداية من 1977 في روما أمام بروسيا مونشنغلادباخ وحتى الانتفاضة التاريخية أمام ميلانو في نهائي 2005.

وهذا الإنجاز لا يضاهيه أي فريق إنجليزي آخر، بل تحلم الأندية –ومنها المان سيتي الذي يقتصر تتويجه القاري على كأس الكؤوس الأوروبية في 1970- بمعادلة ذلك في يوم ما.

وأمس الأربعاء ظهر المان سيتي مهزوزا واهتزت شباكه بثلاثة أهداف مبكرة، إضافة إلى تعرضه لأجواء ملتهبة قبل المباراة وداخل الملعب وخارجه. وقابل مئات من مشجعي ليفربول حافلة سيتي وألقوا عليها بعض الأجسام والقارورات.


وتقدم ليفربول بالاعتذار عن هذه الواقعة التي من المؤكد أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سيفتح بسببها تحقيقا في الأمر.

ورغم أن غوارديولا انتقد الواقعة، فإنه لم يستخدمها مبررا للاعبيه في بدايتهم السيئة للقاء، ورفض كيفن دي بروين لاعب الوسط الربط بين تراجع الأداء وهذه الواقعة.

ورغم أن واقعة الاعتداء سيئة، فإن الأجواء داخل الملعب كانت حماسية وعدائية وكانت مثالية لفريق على أرضه.

ومن الصعب تخيل أن كل هذا الضجيج، الصادر من كافة أركان الملعب، لم يؤثر على لاعبي سيتي الذين ظهرت معاناتهم في التعامل مع أسلوب الضغط من المدرب يورغن كلوب.

ويثق لاعبو ليفربول أنفسهم في أن هذه الأجواء ساهمت بشكل كبير في الانتصار. وقال فيرجيل فان ديك مدافع ليفربول "كانت الأجواء مذهلة".

وسيكون من الصعب على مشجعي سيتي تكرار مثل هذه الأجواء في ملعب الاتحاد -الذي يستضيف مباريات الفريق منذ 15 عاما- في لقاء الإياب الثلاثاء المقبل.

وإذا كان سحر أنفيلد في المباريات الأوروبية يرتبط بتاريخ عريق، فإن تشكيلة غوارديولا لديها الفرص لكتابة تاريخها الخاص إذا حققت الشيء غير المتوقع وبلغت نصف نهائي دوري الأبطال.

المصدر : وكالات