عمان والإمارات.. "ديربي خاص" بنهائي خليجي 23

epa06403482 Oman player Harib Al Saadi (L) in action against United Arab Emirates Player Ali Mabkhout (R) during the Gulf Cup of Nations soccer match between Oman and United Arab Emirates at Jaber Al-Ahmad International Stadium, Kuwait City, Kuwait, 22 December 2017 EPA-EFE/NOUFAL IBRAHIM
الإمارات هزمت عمان بهدف في المباراة الأولى للفريقين بالبطولة (الأوروبية)
أحمد السباعي-الكويت

عندما سألنا الإعلاميين في المركز الإعلامي المخصص لكأس الخليج العربي لكرة القدم قي الكويت: هل كنتم تتوقعون وصول عُمان والإمارات لنهائي خليجي 23؟ كان جواب أغلبهم وحتى العمانيين منهم النفي، وذهب بعضهم أكثر من ذلك إلى أن توقعات كهذه كانت ضربا من الجنون في وجود منتخبات كقطر والكويت والسعودية والعراق.

ولكن المفاجأة وقعت، ومغامرة منتخب عمان "الحصان الأسود" في البطولة مستمرة، ووصوله للنهائي يعني أنه بات على خطوة واحدة من تكرار إنجاز عام 2009 عندما فاز بلقب خليجي 19 على أرضه وبين جماهيره.

وتأمل عمان أن ترتدي ثوب "اليونان"، التي كانت خارج كل الترشيحات في أمم أوروبا 2004 وفازت بلقب البطولة بأداء اعتمد على الدفاع والهجمات المرتدة. وردا على سؤال للجزيرة نت عن هذه المقارنة، قال مدرب "المحاربين الحمر"، الهولندي بيم فيربيك إنه يتذكر هذه البطولة جيدا ويتمنى أن يكرر لاعبوه النتيجة نفسها، معتبرا أن فريقه يملك الطموح والرغبة في الفوز باللقب.

وفي سؤال آخر للجزيرة نت عن احتمال أن يكون النهائي مغلقا وأن يعتمد الفريقان على الدفاع والهجمات المرتدة، رفض فيربيك مقولة أن فريقه يعتمد على الدفاع، وأكد أنه سيهاجم في مباراة الغد لتسجيل الأهداف مع ضرورة منع مهاجمي "الأبيض" الإماراتي من زيارة الشباك.

وأقر فيربيك بقوة منتخب الإمارات -الذي هزمه في مباراة الافتتاح بهدف نظيف ويتفوق عليه تاريخيا (التقى الفريقان 21 مرة فازت الإمارات في 12 مباراة وعمان في ثلاث وتعادلا ست مرات)، وقال فيربيك إن للمنتخب الإماراتي قدرته في الحفاظ على نظافة شباكه.

ولكن الحسابات الرياضية ليست وحدها ما يخيم على المباراة، فهذه المباراة حسب الإعلامي العماني نصر البوسعيدي "ديربي جغرافي"، موضحا أن "الإمارات كانت جزءا من عمان قبل أن تنفصل عنها في عام 1970".

وتابع أن الشعبين العماني والإماراتي لديهما صلات نسب وقرابة كثيرة بينهما، وتابع أن هناك عدة لاعبين في المنتخب الإماراتي من أصول عمانية، ولهذا يتوقع مباراة قمة في الحماس والإثارة والندية. وتابع أن منتخب بلاده أفضل فنيا من الإمارات، وأن الإعلام الرياضي العماني -الذي هاجم فيريبك بشدة قبل البطولة- على ثقة من قدرة اللاعبين في نقل اللقب لمسقط والاحتفال به في السلطنة.

فيربيك أكد استعداد فريقه للفوز باللقب  (الجزيرة)
فيربيك أكد استعداد فريقه للفوز باللقب  (الجزيرة)
وما يؤكد هذه الأهمية الكبرى بالنسبة للشعب العماني، تخصيص 18 طائرة على الأقل لنقل الجماهير من كافة المناطق العمانية إلى الكويت، حسب رئيس الوفد الإعلامي العماني الدكتور أحمد الفارسي.
وفي حديث لإعلاميين بينهم موفد الجزيرة نت، كشف الفارسي أنه يتوقع وصول نحو 3500 مشجع جوا عدا الذين سيأتون للكويت برا بسياراتهم الخاصة ووسائل المواصلات الأخرى، وتحدث إعلاميون عمانيون عن احتمال ارتفاع العدد إلى أكثر من عشرة آلاف.

على الجهة الأخرى يبدو أن المنتخب الإماراتي -الباحث عن لقبه الثالث بعد 2007 و2013- بقيادة مدربه الإماراتي ألبرتو زاكيروني، يعرف من أين تؤكل الكتف؟ فجمع النقاط بهدوء وجاء من بعيد وبهدف واحد وفوز يتيم للنهائي بعد إقصائه العراق في نصف النهائي بركلات الترجيح.

ورغم كل الأرقام التي تشير إلى أن زاكيروني يعتمد على خطة دفاع ويولي الأهمية الأولى للحفاظ على نظافة شباكه، كرر اليوم تأكيده على أنه لا يلعب بتكتيك دفاعي، بل إن خطته تقوم على التوازن بين الدفاع والهجوم.

زاكيروني: سقف طموحاتنا بات أعلى بعد وصولنا للنهائي (الجزيرة)
زاكيروني: سقف طموحاتنا بات أعلى بعد وصولنا للنهائي (الجزيرة)

واعتبر -في المؤتمر الصحفي اليوم- أن عمان من أفضل المنتخبات الخليجية، ونجح في تقديم أداء مميز في البطولة، بفضل لاعبين يتميزون بالسرعة واللياقة البدنية العالية.

وأوضح أن سقف طموح اللاعبين الإماراتيين الآن بات أعلى، وأنهم جاهزون للفوز باللقب والعودة به لأبوظبي، مشددا على أن جميع اللاعبين جاهزون ولا غيابات مؤثرة، مما يعني أن زاكيروني سيشرك في المباراة جميع أسلحته الضاربة خاصة ذوي الخبرة وفي مقدمتهم أحمد خليل وعلي مبخوت وعمر عبد الرحمن وإسماعيل حمادي.

هؤلاء اللاعبون -حسب الإعلامي العراقي خليل جليل- هم من سيحسمون اللقاء لصالح منتخب الإمارات، وتابع أن المنتخب الإماراتي يتفوق على نظيره العماني بعناصر الخبرة التي تعرف كيف تتحكم بالمباراة وتسيرها في الأوقات الصعبة، وهذا ما حصل في مواجهة نصف النهائي بين الإمارات والعراق.

وأوضح أن الأسلوب الدفاعي الذي يعتمده المدرب زاكيروني ناجح بكافة المعايير حتى الآن، وأكبر دليل وصوله للنهائي، وتابع أن المباراة ستشهد "منافسة بين مدرستين كرويتين الهولندية والإيطالية"، وكلاهما يعرف قوة الآخر وثغراته وكيفية تعامله مع المنافس.

وأشار إلى أن المباراة تعد بالكثير من المتعة الكروية والإثارة والثأر، لأن منتخب الإمارات هزم عمان تحديدا في نهائي 2007 في المباراة النهائية في خليجي 2007 بالإمارات.

وخلص إلى أن المقارنة ليست جائزة اليوم، خصوصا أن المنتخب العماني يقدم مستويات أفضل حتى مما ظهر عليه في 2009 عندما فاز بالبطولة.

المصدر : الجزيرة