كواليس بطولة خليجي 23

كواليس خليجي 23 - شعار البطولة

أحمد السباعي-الكويت

"لا أستطيع الإجابة، أريد الحفاظ على وظيفيتي"، كان جواب الإعلاميين الذين يعملون في المؤسسات الإعلامية التابعة لدول حصار قطر عندما حاولنا رصد توقعاتهم بشأن نتيجة مباريات نصف النهائي ونهائي خليجي 23 لكرة القدم.

يسألوننا عن جهة العمل فنقول لهم "الجزيرة" يأتي الجواب "لا أستطيع الكلام لأن نشر اسمي على أي منصة تابعة للجزيرة يعني طردي من عملي"، والأمر لا يتوقف هنا، بل يصبح البعد عنا وعدم الجلوس إلى جانبنا "طوق نجاة لهم من أي كلمة قد يقولها زملاؤهم أو تقرير قد يصل إلى إداراتهم"، بحسب أحد الصحفيين في المركز الإعلامي الخاص بالبطولة.

هذا "الحقد" على الجزيرة وصحفييها قابله احتضان من قبل اللجنة المنظمة للبطولة التي أقيمت في الكويت -ناجحة تنظيميا بشهادة الجميع وخصوصا إذا ما قورنت بالفترة الوجيزة الفاصلة بين انتقال التنظيم رسميا للكويت وانطلاقة البطولة- والتي حاول أعضاؤها جاهدين توفير البيئة اللازمة للعمل لصحفيي الجزيرة وإعطائهم الفرصة لطرح الأسئلة خلال المؤتمرات الصحفية للمدربين التي كانت تعقد قبل وبعد المباريات.

وكالعادة فإن مدربي ولاعبي دول الحصار كانوا يرفضون -بإيعاز من المسؤولين الإعلاميين للمنتخبات- الرد على أسئلتنا، وقد طرحت الزميلة سناء حموش من الجزيرة الإنجليزية سؤالا على مدرب منتخب الإمارات، الإيطالي ألبرتو زاكيروني، لكن مدير المؤتمر الصحفي رفض أن يُترجم السؤال للمدرب، مؤكدا أن السؤال لن يُجاب عليه ليحصل بعدها هرج ومرج في القاعة ثم تنتهي الأمور مع انتهاء المؤتمر الصحفي.

وبعد هذه الحادثة، يقول أحد الإعلاميين العمانيين إن الزميلة لديها الحق في طرح السؤال حتى ولو رفض المدرب الإجابة عنه، متسائلا هل بات اسم الجزيرة "شبهة"؟ وعبروا عن دعمهم لحق الجزيرة في طرح الأسئلة.

هذه الحادثة تكررت معنا في أكثر من محطة وخصوصا عندما كنا في طور التحضير لإعداد تقرير عن مباراة يكون أحد طرفيها إحدى دول حصار قطر، لتضمين "الرأي والرأي الآخر"، فكان دائما ملاذنا صحفيون من عُمان أو العراق أو الكويت.

undefined

ولأن الكره كان من طرف واحد، ومع إصرارنا على إبعاد السياسة عن الرياضة والعمل على لمّ الشمل، لم نتعامل مع تصرفات صحفيين بإعلام دول الحصار بالمثل، وهذا ما قاله لنا صحفي أجنبي، فبعد طلبه منا ترجمة نص عربي لمدرب منتخب الإمارات، أكد أنه لم يكن يتوقع أننا في الجزيرة نت يمكن أن نساعده رغم معرفتنا أنه يعمل بإحدى وسائل الإعلامية الإماراتية.

هذه الحادثة كانت مثار إعجاب الإعلامي العماني نصر البوسعيدي الذي أوضح أن "القطريين والصحفيين العاملين بوسائل الإعلام القطرية أثبتوا أخلاقا عالية في التعاطي مع الجميع"، وتابع أن هذه البطولة ستكون كاشفة لأخلاق كل شخص وبيئته وتربيته لأن المعاملة هي من تكشف أخلاق الناس. ودعاني لقراءة تغريدة كتبها على تويتر.

واللافت في مباريات نصف النهائي والنهائي كان دعم جماهير دول الحصار بعضها لبعض في المباريات، فمثلا كانت جماهير المنتخب الإماراتي تؤازر منتخب البحرين في مواجهته عمان، وبعد خسارة البحرين بقي عدد من جماهير الأخيرة لدعم منتخب الإمارات في مواجهته العراق، في وقت احتشدت فيه الجماهير البحرينية والسعودية لدعم منتخب الإمارات في النهائي ضد منتخب عمان، الذي فاز بلقب البطولة بركلات الجزاء الترجيحية (5-4).

وفي الختام يُحسب للكويتيين كيف تعاملوا مع حادثة سقوط الحاجز الزجاجي في المباراة النهائية والتي خلفت عشرات الجرحى من جماهير المنتخب العماني الذين عولجوا في المستشفيات الكويتية، ثم عادوا إلى عُمان في الطائرة الأميرية وكان وداعهم في الكويت "فخما"، بحسب وصف الناشط العماني أحمد الحصني.

المصدر : الجزيرة