رونالدو وبيريز.. أزمات بلا رابح أو خاسر

Soccer Football - The Best FIFA Football Awards - London Palladium, London, Britain - October 23, 2017 Real Madrid’s Cristiano Ronaldo speaks with Real Madrid president Florentino Perez after winning The Best FIFA Men’s Player Award as coach Zinedine Zidane and teammates Sergio Ramos and Marcelo look on Action Images via Reuters/John Sibley

رحل البرتغالي كريستيانو رونالدو عن نادي ريال مدريد الإسباني بعد أن أصبح أحد أساطيره، محققا الفوز بأربعة ألقاب في بطولة دوري أبطال أوروبا والعديد من الأرقام القياسية، لكن هذا التألق الكبير داخل الملاعب لم يكن له مردود مماثل على علاقة هذا النجم العالمي مع إدارة النادي الملكي.

وسيلعب النجم البرتغالي (33 عاما) بدءا من الموسم المقبل بين صفوف نادي يوفنتوس الإيطالي، بعد أن طلب بنفسه الرحيل عن ريال مدريد.

وقال رونالدو -في بيان له نشره ريال مدريد على موقعه الإلكتروني على الإنترنت أمس الثلاثاء- "ريال مدريد احتل قلبي وقلب عائلتي، ولهذا أرغب قبل أي شيء في أن أقول شكرا للنادي وللرئيس وللمديرين ولزملائي ولجميع المدربين والأطباء والاختصاصيين والعمال المذهلين الذين أسهموا في دفع الأمور إلى الأمام، وكانوا يراعون كل التفاصيل بلا كلل".

وأعرب رونالدو عن شكره العميق لرئيس نادي ريال مدريد فلورينتيو بيريز الذي يعرف عنه أنه يحصل على كل ما يريد، والذي يتمتع بالواقعية والمرونة، أو هو "الشخصية الرفيعة"، كما وصفه اللاعب الإسباني السابق ومدير العلاقات المؤسسية في ريال مدريد حاليا إيميلو بوتراغونيو.

ومن المعروف أيضا أن كريستيانو رونالدو يتمتع بمميزات شخصية مماثلة، حيث 
لا يتنازل عن اعتبار نفسه أفضل لاعب كرة قدم في العالم، الأمر الذي جعله يصل إلى درجة كبيرة من الغرور.

undefined

ولم تكن العلاقة بين رونالدو وبيريز مثالية على الإطلاق، وهو ما برز بشكل واضح خلال السنوات الأخيرة.

وانتقل رونالدو إلى النادي الملكي في 2009، وذلك بعد عودة بيريز مباشرة إلى رئاسة النادي الملكي، ولكن طبقا لما ذكرته وسائل الإعلام الإسبانية كان الرئيس السابق رامون كالديرون هو من عقد هذه الصفقة.

ولم يرق لبيريز آنذاك دفع 96 مليون يورو لمانشستر يونايتد الإنجليزي للحصول على خدمات رونالدو، ولكنه قبل بغصة في الحلق بالتوقيع على عقود هذه الصفقة التي كانت آنذاك الأغلى في تاريخ كرة القدم.

وتفجرت الأزمة الأولى بين الرجلين في سبتمبر/أيلول 2012، وذلك عندما قال رونالدو "قد أكون حزينا بعض الشيء، في الإدارة يعرفون هذا"، وجاءت تلك التصريحات بعد مباراة عزف خلالها عن الاحتفال بأهدافه.

والحزن الذي تحدث عنه رونالدو يمكن اعتباره مرادفا لرغبته في زيادة الراتب والحصول على المزيد من الأموال.

وطبقا لما نشرته صحيفة "أس" الإسبانية في ذلك الوقت، رد بيريز على النجم البرتغالي قائلا "إذا كنت سترحل فأجلب الأموال التي يمكننا أن نشتري بها ميسي".

وفي العالم التالي، وقع رونالدو عقدا جديدا تضمن زيادة في راتبه، ولكن هذا لم يمنع من تفجر أزمات جديدة بينه وبين الإدارة.

ففي 2014 وبعد أسابيع من الفوز بأول لقب له في دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، أعرب رونالدو عن امتعاضه من الصفقات التي يبرمها النادي، ومن كم الإصابات الكبيرة التي ضربت صفوف الفريق في ذلك الموسم.

وقال رونالدو "لو كنت أدير أنا الأمر لم أكن لأتصرف بهذا الشكل، كل شخص له رأيه وهو حر في أن يقول ما يحلو له، إذا كان الرئيس يرى أنه من الأفضل للفريق أن يتعاقد مع لاعبين جدد وترك آخرين يرحلون، فعلينا أن نحترم هذا ونساند القرار".

وفي نهاية ذلك الموسم، أطاح بيريز بالمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي على عكس رغبة اللاعبين الكبار في ريال مدريد، ليأتي بعد ذلك الإسباني رافا بينتيز الذي لم تكن تجمعه برونالدو علاقة طيبة على الإطلاق.

undefined

وبعد رحيل المدرب الإسباني ومجيء الفرنسي زين الدين زيدان، انتقد رونالدو استعدادات الفريق للموسم الجديد، التي شهدت سفره مع زملائه إلى أستراليا، وقال "فترة الاستعداد للموسم الجديد لم تكن جيدة، كان هناك العديد من الرحلات".

وهدأت الأمور قليلا بين رونالدو وبيريز بعد فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا في 2016 على حساب جاره أتلتيكو مدريد، ولكن بعد عام واحد، 
وتحديدا في 16 يونيو/حزيران 2017، قالت صحيفة "إيه بولا" البرتغالية في صفحتها الرئيسية إن كريستيانو رنالدو يرغب في الرحيل عن إسبانيا.

وكان ما ذكرته الصحيفة هو حيلة لجأ إليها رونالدو للضغط على إدارة النادي الملكي لمساندته في أزمته مع مصلحة الضرائب الإسبانية التي وجهت إليه تهمة التهرب.

ولم يسفر تهديد رونالدو في ذلك الموسم عن شيء، واستمر بين جدران النادي الإسباني، ولذلك لم يأخذ أحد على محمل الجد كلمات قائد منتخب البرتغال التي قالها في 26 مايو/أيار 2018 بعد لحظات من فوزه مع ريال مدريد ببطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي.

وقال رونالدو آنذاك "اللعب لريال مدريد كان شيئا جميلا"، في خطوة سبقت الإعلان رسميا عن رحيله بصفقة قدرت بأكثر من مئة مليون يورو ختمت تسع 
سنوات جمعت ريال مدريد بأفضل لاعب في العالم خمس مرات سجل خلالها 451 هدفا.

ورغم أن بيريز حقق نجاحا اقتصاديا مع رونالدو ببيعه بمبلغ أعلى مما دفعه من أجله، وذلك بعد سنوات من الأرباح التسويقية بفضل تواجد اللاعب مع النادي الملكي، فإن عشاق النادي يطرحون تساؤلات حول مستقبل النادي رياضيا، وهل بإمكانه التعاقد مع خليفة لاعب يضمن له تسجيل نحو خمسين هدفا سنويا؟

المصدر : وكالات