من السداسية للقب الليغا.. من المسؤول عن نكسة برشلونة؟

Soccer Football - Copa del Rey - Final - FC Barcelona v Valencia - Estadio Benito Villamarin, Seville, Spain - May 25, 2019 Barcelona's Lionel Messi reacts REUTERS/Jon Nazca TPX IMAGES OF THE DAY

أحمد السباعي

"مبروك على البرسا السداسية.. رباعية ليفربول وثنائية فالنسيا" كالنار في الهشيم، انتشرت هذه السخرية من سقوط برشلونة المزدوج خلال ثلاثة أسابيع في دوري الأبطال ونهائي كأس الملك، لتتقزم أحلام البرسا من حلم تكرار الثلاثية التاريخية إلى كابوس موسم للنسيان.

ولكن، من يجب أن يلام على نكسة فريق وعد الأرجنتيني ليونيل ميسي قائده وأحد أفضل اللاعبين في التاريخ بتحقيق الثلاثية لكنه عاد "إلى الكامب نو" بلقب الليغا فقط؟

-إرنستو فالفيردي: الأضواء مسلطة على هذا المدرب الإسباني وبات الجميع يطلب منه الرحيل لأنه فشل في تحضير لاعبي الفريق نفسيا لمواجهة الصعوبات قبل إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ليفربول في أنفيلد، ومساعدتهم على تخطي كارثة الخروج من ربع نهائي دوري الأبطال أمام روما الموسم الماضي.

undefined

وبعدها بعشرة أيام فشل في تضميد جراح اللاعبين وحثهم على بذل الجهد والفوز بكأس الملك لتحقيق الثنائية، الأمر الذي أدى إلى استسلام كامل من اللاعبين وترك الساحة للـ"خفافيش".

وحتى تشكيلته أمام فالنسيا كانت مكشوفة متحفظة ودون مهاجم صريح وبإشراك ثلاثة لاعبين عائدين من الإصابات بينهم البرازيلي فيلبي كوتينيو الذي قدم موسما سيئا جدا ولكن هناك من يقول إنه كان يجب إشراك كوتينيو في المواعيد الكبرى كي لا تنهار قيمته السوقية أكثر.

وهناك عدة صفقات طالب بها فالفيردي بشكل عاجل في مقدمتها التعاقد مع المدافع الكولومبي جيسون موريلو من فالنسيا -الذي لم يستعن به- إضافة لإصراره على اللعب المباشر بخطة 4-4-2.

– اللاعبون: لا يختلف اثنان على أن ميسي قدم ما عليه وأكثر لتحقيق فريقه الثلاثية، ففي الدوري تصدر قائمة هدافي البطولة بـ 36 هدفا وصنع 13 أخرى لزملائه وفي دوري الأبطال سجل هدفين في ذهاب نصف النهائي وصنع ثلاثة فرص ذهبية للتسجيل في أنفيلد لحسم التأهل للنهائي، كما أنه سجل هدفا في نهائي كأس الملك وأصاب القائم في مناسبة أخرى، ولكن كل هذا لم ينفع للعبور لنهائي دوري الأبطال والفوز بالثنائية المحلية.

undefined

فعلى ما يبدو فإن ما حصل في أنفيلد شل تفكير جميع اللاعبين، ولم يفعل المدرب والجهازان الفني والإداري الكثير لإعادة التركيز والتنافسية للفريق حتى فقدوا المبادرة والروح القتالية.

وهناك عامل مهم أيضا أن معظم اللاعبين تخطوا سن الثلاثين، ومع هذا العدد الكبير من المباريات والمواجهات، فشل معظمهم في الاستمرار بتقديم مستويات ثابتة حتى نهاية الموسم. وكان لافتا فشل بعض اللاعبين في إظهار مستوى عال من الاحترافية كان متوقعا منهم.

– الجهازان الفني والرياضي: بيب سيغورا المدير الرياضي للبرسا، تعرض لانتقادات كثيرة بسبب اعتماده على أسلوب مغاير لما اعتاد عليه البرسا في التعاقد مع اللاعبين والتركيز على ضم لاعبين أقوياء على المستوى البدني أكثر من المهاري.

فتعاقد الصيف الماضي مع التشيلي أرتورو فيدال والفرنسي كليمنت لنغليه والبرازيليين مالكوم وأرثور ميلو، فالتشيلي والفرنسي قدما موسما جيدا في حين تراجع مستوى أرثور بشكل مخيف فيما لم يعط مالكوم الفرص الكافية لإثبات قدراته.

وفي يناير/الماضي، تعاقد الفريق مع موريلو وكيفن برنس بواتينغ (معارا من ساسولو) الأول كان مطلوبا من فالفيردي والثاني من النجم السابق للفريق الفرنسي إريك أبيدال غير أن اللاعبين لم يقدما أي شيء للفريق.

ولكن المدير الرياضي أخفق في التعاقد مع بديل لجوردي ألبا –الذي تراجع مستواه كثيرا نهاية الموسم- بعد بيع لوكاس ديني لإيفرتون ولم يضم مهاجما بديلا للمهاجم الأورغوياني لويس سواريز الذي أجرى عملية جراحية وغاب عن نهائي الكأس وكان واضحا الفراغ الذي خلفه.

undefined

كل هذا يمكن أن يكون مقبولا مقارنة بانهيار فيليبي كوتينيو أغلى صفقة بتاريخ الفريق الكتالوني.

– رئيس النادي: جوسيب بارتوميو يتحمل مسؤولية كبيرة في هذه الانتكاسة خاصة بثقته المبالغ فيها بفالفيردي وتجديد عقده، إضافة لإظهار دعمه الزائد والواضح لعدد من اللاعبين على حساب آخرين وهذا ما ينعكس على القرارات الكروية للجهاز الفني، ناهيك عن تغييرات كثيرة في الجهازين الفني والرياضي خلال فترة رئاسته وهذا انعكس سلبا على التعاقدات والاستمرارية.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسبانية