"لم يعد أحد يهاب البرسا".. أسباب البداية الكارثية لبرشلونة هذا الموسم

Soccer Football - La Liga Santander - Granada v FC Barcelona - Nuevo Estadio de Los Carmenes, Granada, Spain - September 21, 2019 Barcelona's Lionel Messi and teammates look dejected after Granada's second goal REUTERS/Marcelo Del Pozo

أحمد السباعي

تنقل صحيفة "آس" الإسبانية عن غرفة ملابس برشلونة ما مضمونه: "لم يعد أي فريق يخاف منا.. يمكن لأي منافس الفوز علينا.. نلعب بلا روح". قد يناقش كثيرون في احتمال تضخيم الصحيفة المدريدية الأخبار عن الغريم التقليدي لريال مدريد، لكن ما ذكرته يعبر تماما عن النسخة الأسوأ من الفريق الكتالوني منذ نحو ربع قرن.

وتضيف صحيفة "آس" بعد الهزيمة القاسية ضد غرناطة السبت الماضي في الجولة الخامسة بالليغا، أن الحديث في غرفة الملابس تطرق إلى أن "أداء الفريق ضد غرناطة أسوأ من كارثة أنفيلد.. المشكلة ليست في الخسارة فقط، بل في أن الفريق يستحقها".

ولكن ما علاقة مواجهة ليفربول في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في 7 مايو/أيار الماضي، والتي انتهت بفوز "الليفر" برباعية نظيفة وإقصاء الفريق الكتالوني من المسابقة القارية الأم، بالبداية الكارثية للفريق؟

undefined

كارثة أنفيلد: الإجابة بسيطة وتكمن في أن الفريق لم يستطع الخروج بعد من مستنقع أنفيلد، ولم ينجح المدرب إرنستو فالفيردي في العمل ذهنيا على لاعبين كانوا قاب قوسين من نهائي البطولة التي كانوا يحلمون بلقبها منذ 2015.

وأكثر من ذلك، فخسارة أنفيلد توضع في نفس الخانة مع إقصاء الموسم ما قبل الماضي من ربع نهائي المسابقة ذاتها على يد روما، وبدلا من أن يعلن رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو حالة الطوارئ لمعالجة الخلل وإقالة فالفيردي، قام "بمكافأة" المدرب بالتعاقد مع لاعبين كالفرنسي غريزمان والهولندي دي يونغ، وكان قاب قوسين من استعادة البرازيلي نيمار.

فالفيردي: وبالعودة إلى فالفيردي، فإن المدرب بدأ الموسم الجاري تحت ضغط الخسارة المذلة في أنفليد وخسارته نهائي كأس الملك أمام فالنسيا، ويعيش فالفيردي فوضى تكتيكية باعتماده مبدأ "مداورة اللاعبين" منذ بداية الموسم.

وظهرت الكارثة في خط الوسط، فقد أشرك المدرب الإسباني ستة لاعبين فيه في ست مباريات: ضد أتلتيك بلباو (سيرجي روبرتو وفرينكي دي يونغ وكارلس ألينيا)، وريال بيتيس (روبرتو ودي يونغ وسيرجيو بوسكيتس)، وأوساسونا (روبرتو ودي يونغ وبوسكيتس)، وفالنسيا (آرثور ودي يونغ وبوسكيتس)، ودورتموند (آرثور ودي يونغ وبوسكيتس)، وغرناطة (راكيتيتش ودي يونغ وروبرتو).

هذا كله إضافة إلى أن اللاعبين ظهروا مستلمين من دون روح أو دافع للفوز، وهو ما جعلهم يحققون أسوأ بداية للفريق موسم 1994-1995، بحصد سبع نقاط من خمس مباريات.

فيربو جونيو: منحت صحيفة "سبورت" الكتالونية تقييما متدنيا للوافد الجديد إلى البرسا، الظهير الأيسر الذي تسبب خطؤه بالهدف الأول لغرناطة، وقدم أداء سيئا للغاية حتى خرجت أصوات تقول إنه لا يليق بأن يكون بديلا لجوردي ألبا.

ولكن هل يبرر هذا قرار فالفيردي استبداله في بداية الشوط الثاني، وهو ما اعتبرته "سبورت" بمثابة "قتل" للاعب شاب؟ والأنكى كان قرار فالفيردي نقل البرتغالي نيلسون سيميدو إلى مركز الظهير الأيسر، حتى بات الفريق غير متوازن.

والعقوبة على الخطأ لم تكن فقط بحق فيربو، بل أيضا استبعد فالفيردي كارلس ألينيا من التشكيلة بعد الأداء السيئ الذي قدمه أمام أتلتيك بلباو في افتتاح مباريات الليغا.

undefined

دي يونغ: الوافد الجديد الآخر الذي اختير أفضل خط وسط في أوروبا ويبدو أنه سيكون في التشكيلة المثالية التي يختارها الاتحاد الدوري لكرة القدم (فيفا) اليوم، قدّم مؤشرات مهمة على أنه سيكون مستقبل الفريق في خط الوسط، لكن إصرار فالفيردي على تغيير مركزه بشكل دائم أرهقه وأضاع تركيزه.

غريزمان: بينما كانت تنتظر جماهير البرسا تكوين ثلاثي جديد (أم أس جي) بعد انضمام النجم الفرنسي، بدا الأخير بدا تائها مع فريقه الجديد، ورغم تسجيله هدفين في مرمى بيتيس وأدائه الجيد ضد فالنسيا، غير أنه لم يسدد على المرمى خلال أربع مباريات خارج "الكامب نو"، والأهم أنه لم يقدم نفسه حتى الآن كلاعب يستطيع قيادة الفريق أو يستحق المبلغ الذي دفع مقابل انتقاله.

ميسي: عادة ما كان "يجمّل وجه" فالفيردي وينقذه في مباريات كثيرة، ولكن هداف الفريق التاريخي الذي لم يشارك بأي مباراة أساسيا هذا الموسم، أخفق في إنقاذ الفريق أو تحسين أدائه أمام غرناطة، وكان واضحا سوء التفاهم بينه وبين غريزمان من جهة وبينه وبين سواريز من جهة أخرى.

وكان ميسي قال في آخر مقابلاته الصحفية إنه يريد الاستمرار مع فريق ينافس ويحقق الألقاب، لكن إذا استمرت حال البرسا هذه، فقد نشهد رحيل "البولغا" عن الكامب نو الصيف المقبل.

undefined

فاتي: كثيرة هي الأضواء التي سلطت على النجم الشاب الذي يقترب من عامه السابع عشر بعد تسجيله هدفين وصناعته هدفا في خمس مباريات شارك فيها بالليغا، وحتى عندما دفع به فالفيردي في الشوط الثاني كان الشاب -الحاصل على الجنسية الإسبانية مؤخرا- وجهة تمريرات ميسي، ولكن على البرسا أن يحميه ويحاول العمل على تطوير مستواه، بدلا من التركيز عليه وتحميله وزرا فوق طاقته.

بارتوميو: هو السبب الرئيسي في بقاء فالفيردي بعد كارثتي أنفيلد وروما، ولهذا فهو يتحمل المسؤولية الأولى والأخيرة عن وصول الفريق إلى هذا المستوى، فبعد رحيل جوردي ميستري وبيب سيغورا (القائمان على موضوع التعاقدات)، بات بارتوميو يتحمل وحده مسؤولية التعاقد.

فبارتوميو هو الذي جلب غريزمان ضد رغبة غرفة الملابس إضافة إلى أن الفرنسي رفض البرسا الموسم الماضي، كما أخفق في التعاقد مع دي ليخت ونيمار وفي استعادة أموال صفقة كوتينهو، حيث أرسله إعارة لبايرن ميونيخ، والأهم أن بارتوميو لن يتخذ قرارا متسرعا أو فوريا فيما يخص مستقبل فالفيردي في انتظار ما سيحدث في المباريات القادمة.

بيكيه والدفاع الهش: أسوأ خطوط الفريق، فقد تلقى تسعة أهداف في الليغا هذا الموسم بعد مرور خمس جولات فقط للمرة الأولى منذ عام 1996، ليصبح صاحب أسوأ دفاع في الدوري حتى الآن، وفي ست مباريات تلقى مرمى البرسا 25 تسديدة بين العارضة والقائمين، ويبدو أن بيكيه غير قادر على قيادة الدفاع لوضع أفضل، رغم أنه والفرنسي لينغليه يلعبان منذ فترة طويلة سويا.

undefined

ذلك إضافة إلى تراجع المعدل التهديفي لسواريز والبطء الذي يعاني منه، وابتعاد سيميدو عن مستواه وهو الذي كان يعتقد أنه سيكون خير خلف لأفضل سلف مر على البرسا في هذا المركز، البرازيلي داني ألفيش.

في الخلاصة، ينتظر برشلونة موسم صعب خاصة في الليغا الذي كان حديقته الخلفية حتى الموسم الماضي، محققا ثمانية ألقاب في العقد الماضي، وعليه أن يتطور على عدة مستويات قبل فوات الأوان:

– استقرار التشكيلة وعدم المداورة.

– استعادة المستوى الهجومي، خاصة أن الفريق لا يسدد كثيرا على مرمى الخصم في المباريات التي تلعب خارج ميدانه.

– تعزيز الدفاع الهش غير المنظم، فخصوم الفريق تقدموا في النتيجة في أربع من ست مباريات هذا الموسم.

– غياب ميسي وديمبلي ترك الفريق دون اللاعب المراوغ القادر على "خلخلة" دفاعات الخصوم.

– عودة الضغط المتقدم واللعب في مناطق الخصم وشن هجمات مرتدة قاتلة، وهو ما كان يميز الفريق في عهدي إنريكي وغوارديولا.

– سرعة مساعدة غريزمان على الاندماج وتشكيل الثلاثي الذي تنتظره الجماهير مع ميسي وسواريز.

– "الاستحواذ الإيجابي" واللعب للأمام بدلا من "الاستحواذ السلبي" وإعادة الكرة للمدافعين وحارس المرمى، فهذا لا يقلق المنافس.

– غياب الكثافة في مناطق الخصم وتأخر الدخول في أجواء المباريات التي تلعب خارج الميدان، علما بأن البرسا تلقى هدفا ضد غرناطة في الثانية 63 من المباراة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسبانية + مواقع إلكترونية